تقرير يفضح ممارسات وحشية تقوم بها روسيا في معسكر في أوكرانيا
- أمروا الأسرى بحفر قبورهم
- لم يكن هناك كهرباء وكان كابوسا في البرد
تعذيب وحشي واختفاء وعمل قسري، في سجن “يختفي فيه الأسرى”، وهو سجن أقامته القوات الروسية في أوكرانيا، ويسمى “أولينيفكا” كشف عنه تقرير لصحيفة “إندبندنت”.
تحدث التقرير بشكل مفصل عن هذت السجن ونقل روايات عن أوكرانيين كانوا مسجونين في أولينيفكا، وتم تغيير الأسماء لحمايتهم.
“في حقل ضربه الصقيع بشدة، قام الجنود الانفصاليون بتسليم الأسرى الأوكرانيين الثلاثة مجرفة وأمروهم بحفر قبورهم وتم توقيف الرجال الثلاثة – وجميعهم من المدنيين المتطوعين في المجال الإنساني – عند نقطة تفتيش أثناء محاولتهم إنقاذ أفراد عائلاتهم من مدينة ماريوبول المحاصرة”.
ووفقا لهذه الرواية “أخذ الجنود الانفصاليون، وهم من جمهورية دونيتسك الشعبية المدعومة من روسيا، الأسرى الثلاثة معصوبي الأعين إلى السجن”، ونقلت عن شخص سمي “أركادي”، وهو متسلق محترف يبلغ من العمر 31 عاما، واصفا بداية محنته في مارس بالقول: “أخبرونا أن الرجال المدفونين هناك قالوا أيضا إنهم متطوعون، لكن عندما تم فحص هواتفهم المحمولة، كانوا عسكريين”. وسجن أركادي لأكثر من 100 يوم في أولينيفكا.
وتم اعتقال أركادي بعد أسابيع قليلة من الغزو الروسي لأوكرانيا. ويقول أركادي، وهو من ماريوبول، إنه كان واثنين من أصدقائه يحاولون للمرة الثانية زيارة المدينة الساحلية الاستراتيجية لإنقاذ أقاربهم.
أوقفهم الجنود، وتم اقتيادهم إلى منزل مهجور حيث تعرضوا للضرب، وأجبروا على النوم في حفرة بالخارج في درجات حرارة دون الصفر، وجوعوا، وأجبروا لمدة يومين على حفر قبورهم بأنفسهم.
وقال أركادي “ظلوا يهددون بقتلنا، لم نكن نعرف ما إذا كانوا سينفذون ذلك، ويضيف: “لقد واصلنا الحفر”.
أخيرا، نجا الرجال من الإعدام وبدلا من ذلك تم تغطية وجوههم وتقييد أيديهم وضربهم ونقلهم بين عدة مراكز احتجاز مزدحمة وبائسة. وفي النهاية تم اعتقالهم في أولينيفكا، جنوب مدينة دونيتسك المحتلة، وفقا للصحيفة.
ومن بين آلاف السجناء من الذكور والإناث المحتجزين في أولينيفكا، ، كان الجنود الأوكرانيون الذين استسلموا في مايو لروسيا (كتيبة آزوف) بعد مواجهة في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول، بما في ذلك ، كما يقول الشهود، المواطن البريطاني، جون هاردينغ.
وتقول الصحيفة “كانت المنشأة المتهدمة المترامية الأطراف (أولينيفكا) غير معروفة دوليا حتى صباح 29 يوليو، عندما أدى انفجار إلى مقتل ما لا يقل عن 50 أسير حرب أوكراني، وألقت روسيا وأوكرانيا باللوم على بعضهما في الهجوم”.
ويقول المعتقلون المدنيون إنهم بمجرد أسرهم لم يكن لديهم اتصال مباشر بالعالم الخارجي.
وقال أركادي، الذي أطلق سراحه قبل بضعة أسابيع، لصحيفة إندبندنت: “لم تكن والدتي تعرف أي شيء منذ ما يقرب من شهر”. اكتشفت ذلك فقط من خلال شخص آخر أطلق سراحه.
كما تم اعتقال “أوليكسي”، رئيس شركة بمجال تكنولوجيا المعلومات قبل الحرب، بشكل منفصل أثناء محاولته إنقاذ المدنيين من ماريوبول. يقول إنه فقد الاتصال بأسرته “منذ اليوم الأول”، ويضيف: “لم نتهم قط بأي شيء رسمي (…) لقد اختفينا”.
ونفت روسيا بشدة وبشكل متكرر أن تكون قواتها، أو القوات الانفصالية التي تدعمها، قد انتهكت القانون الدولي في أوكرانيا. وبدلا من ذلك، اتهمت كييف بتعمد ارتكاب جرائم حرب لتشويه سمعة موسكو وكسب الدعم الغربي.
لكن التحقيق الذي أجرته صحيفة الإندبندنت واستغرق شهرا، كشف عن أدلة على انتهاكات محتملة للقانون الدولي وجرائم حرب محتملة، بما في ذلك التعذيب والاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي والعمل القسري.
وأجرت الإندبندنت أكثر من 12 مقابلة مع محتجزين مدنيين أُطلق سراحهم مؤخرا ومع أقارب أولئك الذين لا يزالون يعتقد أنهم محتجزون في أولينيفكا، وكذلك مع نشطاء محتجزين وعُذبوا في مراكز احتجاز في مدن جنوبية أخرى، ومسؤولين أوكرانيين، ومسؤولين دوليين ومحليين، وأعضاء جماعات حقوقية ترصد المفقودين.
ولا يعرف سوى القليل عن سجن أولينيفكا، وتخضع المعلومات لرقابة مشددة، ولكن من المفهوم أنه في المتوسط، يتم احتجاز حوالي 2500 أوكراني فيه، وبحسب المسؤولين والمعتقلين، فقد تم بناء السجن بحيث يتسع لنصف هذا العدد فقط.
ونقلت الصحيفة عن 4 سجناء قولهم إن “أولينيفكا كان مبنى مهجورا وبه الكثير من الحطام، (…) ولم تكن هناك أسرة ولا أدوات للطهي. قلة من المباني كانت بها نوافذ، والجدران محطمة، ولم يكن هناك كهرباء (…) لقد كان كابوسا في البرد”.
وبين صرخات الجنود الذين يتعرضون للتعذيب، والزنازين المكتظة، والظروف اللاإنسانية، ونظام الترهيب والقتل، تروي فوروشيفا كيف قتل عشرات الجنود الأوكرانيين أواخر الشهر الماضي أثناء وجودهم في الأسر الروسي.
واعتقلت فوروشيفا عندما كانت تحاول إيصال الإمدادات الإنسانية إلى ماريوبول، مدينتها التي حاصرها الجيش الروسي. واعتقلها الانفصاليون واقتادوها في شاحنة شرطة مكتظة إلى السجن، حيث احتجزت حتى أوائل يوليو بتهمة “الإرهاب”.
وقالت فوروشيفا التي تتعافى الآن في فرنسا “إنه الشر المطلق” مضيفة أن لا شك لديها أن “روسيا قتلت أسرى الحرب الأوكرانيين”.