شبه جزيرة القرم.. الغزو الروسي بدأ قبل قرون

  • تبلغ مساحة القرم سبعة وعشرين ألف كيلو متر مربع
  • تمثل نقطة محورية في النزاعات لأهمية موقعها الاستراتيجي

قبل ثمانيّ سنوات من غزوِها أوكرانيا، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، في أسلس عملية غزو في التاريخ الحديث، إذ انتهت قبل أن يُدرك العالمُ الخارجي أنها قد بدأت، حيث إن الاستيلاء على القرم كان أمرا مختلفا إذ لجأ الروس إلى التسلل بدلا من الغزو.

وشبهُ جزيرة القرم، لطالما كانت نقطةً محورية في النزاعات الإقليمية على مدار التاريخ.. وذلك لأسباب عدة.

تتمتع الجزيرة بموقعٍ استراتيجي، حيث تتموضع في البحر الأسود، مطلة على بحر آزوف، ومضيق كيرتش، كما تمتلك مدخلا نحو مضيقي البسفور والدردنيل، مرورا ببحري مرمرة وإيجه وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط.

وتبلغ مساحة القرم سبعة وعشرين ألف كيلو مترٍ مربع.

ومنذ قرونٍ مضت، ظهر التتار المسلمين في القرم، إلى أن عام الفٍ وسبعمائةٍ وثلاثة وثمانين، استطاع الروس غزو شبه الجزيرة وضمها، ورُحل غالبية التتار إلى وسط آسيا في عهد ستالين.

ومنذ تفكك الاتحاد السوفييتي عام ألفٍ وتسعمائة وواحد وتسعين، وتقاسم أسطولَه في البحر الأسود، بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا أصبحت شروط بقاء الأسطول الروسي في القرم موضوعا شائكا في العلاقات بين موسكو وكييف.

وتعد شبهُ جزيرة القرم، هي بوابة روسيا الوحيدة للمياه الدافئة على البحر الأسود، وهو ما يعزز مكانتها الاستراتيجية بالنسبة لها.

وبين الدعوات لشرعنة ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وتعهد أوكرانيا في عيد الاستقلال باستعادتها.. تنتظر القرم تحركات المجتمع الدولي لإنهاء الغزو الروسي.

من ناحيته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الحرب الدائرة في بلده بدأت في شبه جزيرة القرم ويجب أن تنتهي بتحريرها.

وجاءت تصريحات زيلينسكي بعد ساعات فقط من وقوع سلسلة انفجارات في قاعدة جوية روسية في شبه جزيرة القرم وهو ما أسفر عن مقتل شخص واحد.

ولم يذكر الرئيس الأوكراني هذه الانفجارات، لكنه ركز في خطابه على شبه الجزيرة والتأكيد على أن “القرم أوكرانية ولن نتخلى عنها أبدا”.

وبدوره، اعتبر زعيم شعب تتار القرم مصطفى دجيميليف مقترحات بعض السياسيين الأمريكيين والأوروبيين بمنح شبه جزيرة القرم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير مقبولة.

وصرح بذلك خلال القمة الثانية لمنصة القرم الدولية، الثلاثاء، مؤكدًا أنه قد تم مؤخرًا نشر الكثير من آراء السياسيين ورجال الدولة حول سبل إنهاء هذه الحرب والتوصل إلى اتفاق سلام.

وأعرب دجيميليف عن أمله في أن لا يسود مثل هذا الموقف في العالم، ولفت الانتباه إلى حقيقة أن روسيا تستخدم شبه جزيرة لقصف المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية.

وأكد بقوله “ليس لدينا دفاع جوي وصواريخ بعيدة المدى لصد الهجمات الروسية”.

من ناحيته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، موقف تركيا الداعم لوحدة أراضي أوكرانيا، وأنها ترفض الضم غير القانوني لشبه جزيرة القرم من جانب روسيا، بحسب وكالة الأناضول التي تديرها الدولة.

قال أردوغان في رسالة بالفيديو إلى قمة منصة القرم الثانية المنعقدة في العاصمة كييف، إنه يجب إعادة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا.

وأضاف أردوغان: “إن عودة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا، والتي هي جزء لا يتجزأ منها، هي في الأساس مطلب من متطلبات القانون الدولي”.

وقال أردوغان إن أنقرة ستواصل دعم منصة القرم التي تم إنشاؤها لحل قضية القرم بالوسائل السلمية. وقال إن “تركيا لا تعترف بضم شبه جزيرة القرم وقد أعلنت صراحة منذ اليوم الأول أن هذه الخطوة غير شرعية وغير قانونية. هذا موقف مبدئي ليس له أسس قانونية فحسب، بل أسس أخلاقية أيضًا”.

وأضاف أردوغان أن حماية وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها ووحدتها السياسية “أمر بالغ الأهمية، ليس فقط للأمن الإقليمي ولكن أيضًا للأمن والاستقرار العالميين”.

وأشار إلى أن “ضمان سلامة ورفاهية مواطنينا من تتار القرم هو أيضًا من بين أولويات تركيا”.

وفي حديثه في منتدى أنطاليا الدبلوماسي في مارس/ آذار، قال أردوغان “لو تحدث الغرب ضد غزو القرم في عام 2014، لكان من الممكن تفادي الأزمة الروسية الأوكرانية الحالية”.