موجة الحرّ في الصين تقضي على مواسم المزارعين وآمالهم
وقال تشين بين”إنها المرة الاولى في حياتي التي أشهد فيها على كارثة مماثلة. هذا العام مزر للغاية”.
وأضاف “كان يجب أن نبدأ الحصاد الآن. لكن لم يبق شيء، أحرقت الشمس كل شيء”.
لا تعد موجات الحر في منتصف الصيف غير معتادة في الصين، خصوصا في المناطق القاحلة في غرب البلاد وجنوبها، لكن العلماء يقولون إن البلاد تواجه طقسا قاسيا هذا العام، يفاقمه الاحترار المناخي.
ومن ثم، فإن الصين تشهد الصيف الأشد حرارة منذ بداية تسجيلات الأرصاد الجوية قبل أكثر من 60 عاما. وهو وضع غير مسبوق سواء في مدته أو في نطاقه.
تهديد خطير
وتشكل موجة الحر “تهديدا خطيرا” للمحاصيل، وفق الحكومة التي خصصت 10 مليارات يوان (1,45 مليار يورو) من المساعدات للمزارعين لتأمين حصاد الخريف، خصوصا الأرز.
لكن بالنسبة إلى تشين بين، ستكون الأشهر القليلة المقبلة صعبة بغض النظر عن المساعدات. فقد جفت محاصيله، ومعها، مصدر دخله الرئيسي.
وقال المزارع الخمسيني “قضي على كل شيء تقريبا. الحكومة تفعل كل في وسعها لمساعدتنا. لكن كل ما يمكن إنقاذه هو الأشجار، لا يمكن فعل أي شيء من أجل الفاكهة”.
لكنّه ليس الوحيد الذي يواجه هذا الوضع في بلدته، حيث يزرع أكثر من ألف هكتار من فاكهة الليتشي التي أصبحت الآن مهددة.
وقال بين “إذا سرتم في شوارع البلدة سترون حجم الضرر”.
وتصل الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية في فترة بعد الظهر، لذلك يعمل تشين بين والمزارعون المحليون الآخرون في نوبات ليلية من العاشرة مساء حتى الرابعة صباحا ويرتاحون خلال النهار.
آثار الجفاف مروّعة
وقال بين “من المستحيل العمل في البستان خلال النهار لأن حرارة الأرض تصل إلى 60 درجة مئوية”.
لكن هذه الجهود قد تذهب سدى إذا استمر الجفاف الشهر المقبل.
وأوضح تشين بين “إذا استمرت (موجة الحرّ) حتى الرابع من أيلول/سبتمبر، وفق تقديرات البعض، من المرجح أن يكون أكثر من نصف الأشجار التي نحاول إنقاذها قد ماتت”.
وتابع “ستكون رؤية ذلك أمرا مروعا” خصوصا أن آثار الجفاف ستبقى محسوسة حتى العام 2023، كما قال تشين.
وأضاف “لن تزهر أشجاري جيدا الموسم المقبل. ستتأثر الثمار بشكل كبير نتيجة لذلك”.
وأشار إلى أن كل ما يمكن فعله الآن، هو أن يأمل في هطول أمطار منقذة.