أزمة المناخ..حرائق وفيضانات وارتفاع في درجات الحرارة
- الأحداث الحالية ما هي إلا جزء مما ستواجهه البشرية خلال العقود المقبلة
- العالم في لحظة توفر فرصة نادرة لتغيير المصير
حذر علماء المناخ من أزمة المناخ التي تمر بالعالم الآن وتتسبب بحرائق وفيضانات وأعاصير.
وقال عدد من العلماء في تقرير بأن أحداث الصيف الحالي، ما هي إلا جزء مما ستواجهه البشرية خلال العقود المقبلة، إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة لحماية النظام البيئي.
ويعتقد العلماء والخبراء أننا في لحظة، توفر لنا فرصة نادرة لتغيير المصير، وربما تكون الفرصة الأخيرة، قبل أن تصبح العديد من الظواهر المصاحبة لأزمة المناخ، لا يمكن تغييرها.
وقال التقرير إن العالم يستعد الآن للتعافي بعد ما أصابه من تداعيات جراء جائحة كورونا، واستثمار المليارات لإنعاش الاقتصاد، وبالتالي من المهم تحديد طريقة إنفاق تلك الأموال، بالشكل الذي يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري، والاتجاه إلى الاتجاهات الخضراء.
فقد أدت السيول التي اجتاحت بعض مناطق الصين وباكستان وأفغانستان، وسيدني والسودان إلى أضرار كبيرة وعدد في الوفيات والإصابات وتشريد مئات الآلاف.
وبينما تسببت درجات الحرارة المرتفعة والتي أعقبتها حرائق قوية، في محو مساحات شاسعة من الغابات في فرنسا والبرتغال وإسبانيا ونيويورك، يعيش حوالي مليون شخص في ظل المجاعة في إفريقيا والتي تشهد أسوأ موجة جفاف منذ عقود.
أزمة المناخ في الولايات المتحدة.. أسبابها وخطورتها
يشهد غرب الولايات المتحدة هذه الأيام درجات حرارة قصوى بسبب موجة حر ناتجة عن نظام الضغط العالي في الغلاف الجوي الذي يحبس الهواء الساخن، وفق العلماء.
تؤدي أزمة المناخ إلى زيادة حدة هذه الظواهر ذات العواقب الصحية الخطيرة وتكرارها.
ما هي موجة الحر؟
تعرِّف السلطات الأمريكية موجة الحر على أنها ظاهرة تُلاحظ عندما تكون أدنى درجة حرارة مسجلة، لمدة يومين على الأقل، أعلى بنسبة 85% من متوسط درجات الحرارة المسجلة في المنطقة في شهري يوليو وأغسطس.
غالبًا ما تنخفض الحرارة إلى هذا المستوى الأدنى في الليل، وهي نقطة أساسية، لأنه بعد درجات الحرارة المرتفعة جدًا أثناء النهار، يستريح جسم الإنسان في الليل، إذا انخفضت الحرارة بشكل كافٍ.
ما الذي يسبب موجات الحر؟
تتشكل موجات الحرارة في أكثر الأحيان مع ضغوط عالية في الغلاف الجوي تولد حالة من الانحباس وتؤدي إلى تشكل قبة حرارية يمكن مقارنتها بدفيئة موضوعة تحت أشعة الشمس وبدون تهوية.
تعمل الضغوط العالية على إيقاف تشكل السحب وتدفع الهواء إلى الأسفل عن طريق الضغط، مما يؤدي إلى ارتفاع الحرارة.
عادةً ما تدفع تيارات الهواء العلوية هذه الكتل الهوائية في الغلاف الجوي لكنها في بعض الأحيان تتمدد وتتباطأ، تاركة هذه القباب الحرارية في مكانها.
هل هي خطرة؟
تُعد الحرارة سببًا للوفيات في الولايات المتحدة أكثر من أي حدث مناخي شديد آخر مثل الأمطار الغزيرة والفيضانات والأعاصير، وفقًا للبيانات الرسمية.
لقي مئات الأشخاص حتفهم في كندا والولايات المتحدة العام الماضي عندما رفعت القبة الحرارية درجات الحرارة إلى 49,6 درجة مئوية.
مثل هذا الهواء الساخن يحد من قدرة الجسم على البقاء في درجة الحرارة المناسبة ويمكن أن يسبب “سلسلة” من الآثار الضارة، كما تشير منظمة الصحة العالمية مثل التشنجات والتعب والنوبات القلبية وارتفاع حرارة الجسم.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن “الاستشفاء والوفيات الناجمة عن الحرارة يمكن أن تحدث بسرعة كبيرة (في اليوم نفسه) أو تتأخر” لبضعة أيام، وتعاني منها بشكل خاص الفئات الأكثر ضعفًا.
الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب أو الجهاز التنفسي معرضون للخطر بشكل خاص.
تؤثر هذه الحرارة الشديدة بشكل أكبر أيضًا على المشردين الذين يعيشون في الشوارع وعلى الذين يعملون في الخارج في منتصف النهار، وكذلك أولئك الذين يعيشون بالقرب من مصدر للتلوث، مثل الطرقات السريعة.