الاتحاد الأوروبي أمام أزمة طاقة..كيف سيمرّ شتاء أوروبا المقبل؟
- بوينو: خلال الأشهر الماضية على المستوى الأوروبي قمنا بخطوات بما فيها ملاء مخازن الطاقة في كل الدول الأعضاء
- بوينو: انخفضت نسبة إستيراد الغاز من روسيا من 40 بالمئة إلى 9 بالمئة
- بوينو: الاتحاد الأوروبي دعم المواطنين والشركات الأوروبية وساندهم بسب أزمة الطاقة
تعيش الدول الأوروبية هذه الأيام على هاجس قدوم الشتاء والبرد القارس الذي قد ينتظرها مالم تستعجل في إيجاد حلول سريعة.
على وقع أزمة الغاز التي ضربت معظم دول الاتحادد الأوروبي التي تمثل احد أهم تبعات الغزو الروسي لأوكرانيا من فبراير الماضي، ماذا سيكون وضع هذه الدول التي دعمت أوكرانيا في مواجهة موسكو عن طريق عقوبات فرضتها على روسيا، التي بادرت لتقليص الإمدادات ووضع أوروبا في عنق الزجاجة؟
مساندة أوكرانيا على حساب روسيا، لم يعجب الدب الروسي الذي اغلق “حنفية” الوقود وساهم في ارتفاع أسعار الطاقة والكهرباء بشكل غير مسبوق ما هدد أوروبا بشتاء قارس ومظلم ما لم تتخذ إجراءات ناجعة، لضمان تعويض المخزون، فضلاً عن إجراءات جذرية لمعالجة الأزمة.
وفي لقاء خاص مع أخبار الآن، قال الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لويس ميغيل بوينو، إن أوروبا مدركة أن الشتاء قادم وأن الاعتماد الكبير لديها على الطاقة الروسية ويضيف بوينو أنه “بالأرقام خلال الشهور الماضية انخفضت نسبة هذا الاعتماد بشكل كبير جداً وملموس، ونتحدث هنا عن اربعين بالمئة قبل الحرب الأوكرانية تقريباً كل الغاز المستورد للاتحاد الأوروبي من روسيا ووصلت هذه النسبة إلى تسعة بالمئة وهذا انخفاض كبيرجداً ”
ويؤكد بوينو انه بالإضافة إلى ذلك تم اتخاذ خطوات خلال الأشهر الماضية على المستوى الأوروبي بما فيها ملء مخازن الطاقة في كل الدول الأعضاء تقريباً.
قبل غزو روسيا لأوكرانيا، كانت ألمانيا تحصل على 55 في المئة من احتياجاتها من الغاز من روسيا. وقد تمكنت من خفض هذه النسبة إلى 35 في المئة وتعهدت بإيقاف الواردات الروسية من الغاز بشكل كامل.
وفي إطار سعيها إلى وقف الاعتماد على الغاز الروسي، حاولت برلين الحصول على إمدادات بديلة من الغاز من كل من النرويج وهولندا.
ويضيف بوينو ” أن ألمانيا باعتبارها المُحرك الاقتصادي في أوروبا أعلنت الحكومة ملء مخازن الغاز هذه بشكل كبير جداً ووصلت إلى نسبة تسعين بالمئة قبل الموعد المحددة في نوفمبر المقبل.
ويشير بوينو إلى أن الاتحاد الأوروبي أتخذ إجراءت إضافية لصالح الفئات الإجتماعية الأكثر تضرراً بسبب أزمة الطاقة وتم توفير حُزم من قبل السلطات المعنية ببعض الدول الأعضاء بالتنسيق مع المفوصية الأوروبية لصالح المواطنين والشركات الأوروبية وتشمل إعانات ومساعدات بالإضافة إلى بعض الإصلاحات الضريبية لصالح الشركات الصناعية لحمايتها في هذه الظروف التي نمُر بها” .
وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أن أوروبا أمامها خيارات صعبة لتخطي فصل الشتاء المقبل، بدون الغاز الروسي، حيث اعتمدت أوروبا لوقت طاويل، ولا سيما ألمانيا – أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي – تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي لتلبية احتياجاتها من الطاقة.
وتحاول إيطاليا وإسبانيا بدورهما استيراد المزيد من الغاز من الجزائر للتعويض عن نقص الغاز الروسي، لكن يبدو أن ارتفاع أسعار الغاز سيستمر بفعل تداعيات الأزمة الأوكرانية، وهو ما يعد مكلفا.