النظام الإيراني أكثر هشاشة من الأنظمة العربية أثناء الثورات العربية
- رد النظام الوحيد على الاحتجاجات الداخلية منذ 43 عاما هو المزيد من القمع
- الشروخ في قاعدة النظام تزداد اتساعًا
في تحليل لاحتجاجات إيران، كتبت “واشنطن بوست” أنه “على الرغم من أن قوات الأمن الإيرانية تبدو وكأنها تسيطر على الوضع، إلا أن مؤشرات هشاشة النظام الإيراني أكبر بكثير مما شوهد في الأسابيع التي سبقت ثورات الربيع العربي في مصر وتونس عام 2010″.
ووصف مقال صحيفة “واشنطن بوست” الاحتجاجات في إيران بأنها تمرد وطني بقيادة فتيات ضد الأجداد الذين حكموا البلاد منذ 4 عقود.
وأشارت “واشنطن بوست” إلى أنه “لا يزال من السابق لأوانه الحكم على ما إذا كانت هذه الاحتجاجات ستؤدي إلى تغيير ذي مغزى أم ستضيف ببساطة شرخًا آخر إلى جسد هذا النظام الفاسد الذي يعد مصدر تنوعه الوحيد هو اللونان الأبيض والأسود لعمامات الملالي”.
وأكد هذا المقال على أن احتجاجات إيران بعد وفاة مهسا أميني يجب أن تغير إلى الأبد الطريقة التي يتفاعل بها العالم مع السلطات الإيرانية، كما أشار المقال إلى أن حكومة بايدن وسعت أيضًا من استراتيجيتها ضد إيران، فبالإضافة إلى التركيز على مواجهة النوايا المدمرة، تعزز رغبة الشعب الإيراني في العيش في مجتمع حر وفي سلام مع العالم.
وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن قضايا انتهاكات حقوق الإنسان في إيران لا تقتصر على مهسا أميني، وقالت إن منظمات حقوقية تتحدث عن مضايقات لملايين النساء الإيرانيات كل عام بسبب ارتدائهن الحجاب، وحُكم على بعض النساء بارتكاب جرائم، أكثر من 10 سنوات في السجن.
وأضاف هذا المقال: “بما أن الحجاب من الركائز الأساسية للنظام الديني الإيراني، إلى جانب “الموت لأميركا”، و”الموت لإسرائيل”، فإن “علي خامنئي” يعارض بشدة التسوية في قضية الحجاب.
وفي إشارة إلى تصريح خامنئي بضرورة الحفاظ على حجاب المرأة من أجل تجنب الفساد في المجتمع، أشارت “واشنطن بوست” إلى أن هذا الرأي هو نتاج وجهة نظر تلقي باللوم على ضحايا التحرش الجنسي بسبب الملابس غير اللائقة، وشددت على أن هذا الرأي يجب أن تتم مکافحته أينما كان في العالم.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست”: “كان رد النظام الوحيد على الاحتجاجات الداخلية منذ 43 عاما هو المزيد من القمع، لكن في الوقت الراهن بينما يتهيأ النظام لنقل محتمل للقيادة من خامنئي البالغ من العمر 83 عامًا، فإن الشروخ في قاعدة النظام تزداد اتساعًا”.
وأكد هذا المقال: “عقب الاحتجاجات على مقتل مهسا أميني في إيران، على حكومة بايدن إعادة النظر في استراتيجيتها فيما يتعلق بإيران، لأن الجهود غير المثمرة من الغرب لإحياء الاتفاق النووي ما هي إلا رد فعل على أعراض المرض، بينما في مثل هذه الحالة، يعتبر التعامل مع جذور المشكلة أمرًا ضروريًا”.
وشددت “واشنطن بوست” على أن “انتقال إيران من الحكم الديني إلى الديمقراطية قد لا يكون سهلاً أو سلمياً أو وشيكاً، لكن هذا الحدث هو المفتاح الوحيد الأكثر أهمية للتحول في الشرق الأوسط”.