انخفض الجنيه الإسترليني ما يقرب من 5 ٪ إلى أدنى مستوى له على الإطلاق منذ عام 1985.
انخفضت العملة بنسبة 4.85٪ لتصل إلى 1.0327 دولارًا، بعد ثلاثة أيام مع إطلاق وزير المالية كواسي كوارتنج خطة التخفيضات الضريبية التاريخية. وصف مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي السوق في Bannockburn Global Forex، الانخفاض القياسي في العملة بأنه “مذهل”، وتوقع أن يجتمع بنك إنجلترا بشكل طارئ لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى.
خطة كوارتنج
أعلنت بريطانيا، يوم الجمعة 23 سبتمبر، برنامجاً شاملاً للتخفيضات الضريبية وحوافز الاستثمار هو الأكبر في تاريخ البلاد منذ موازنة عام 1972.
فاجأ وزير المالية البريطاني الجديد كواسي كوارتنج الأسواق المالية باستعراض موازنة مصغرة أمام البرلمان، وأن الحكومة لن تزيد ضريبة الشركات إلى 25% كما هو مخطط لزيادة العام الماضي، وستبقيها عند 19% في محاولة لتحفيز النمو الاقتصادي، وهي أدنى نسبة بين دول مجموعة العشرين،
كما أعلن كوارتنج أنه تقرر أيضاً توحيد شرائح الضرائب لمرتفعي الدخل عند 40% ابتداء من أبريل 2023، مع إلغاء المعدل الإضافي بنسبة 45% على الدخل الذي يزيد على 150 ألف جنيه إسترليني.
وأعلن خفض المعدل الأساسي لضريبة الدخل إلى 19 بنساً في أبريل 2023، لأن هذا يعني خفض الضرائب على أكثر من 31 مليون شخص في غضون أشهر قليلة فقط.
كما تم تخفيض رسوم الدمغة على مشتريات المنازل، وهو قرار أدى لارتفاع أسهم شركات بناء المساكن، وتخفيف العبء عن 200 ألف مشتر سنوياً، مع اتخاذ خطوات للحد من قيود التخطيط لاستخدام الأراضي، وإلغاء الحد الأقصى لمدفوعات المكافآت للمصرفيين، وإلغاء الزيادة المقررة في الرسوم على الخمور.
تبعات الخطة
كان إعلان كوارتنج بمثابة خطوة تغيير في السياسة المالية البريطانية، حيث عاد إلى مذاهب تاتشر وريغانوميكس في الثمانينيات من القرن الماضي، والتي اعتبرها النقاد عودة إلى الاقتصاد “المتدفق للأسفل”.
تم تصميم ما يسمى بالميزانية المصغرة لإخراج الاقتصاد من فترة التضخم المدفوع بارتفاع أسعار الطاقة وركود نمو الأجور الحقيقية، لكنها تتطلب 72 مليار جنيه إسترليني إضافية ستقوم الحكومة باقتراضها خلال الستة أشهر المقبلة.
يقول النقاد إن هذه الإجراءات الاقتصادية ستفيد الأثرياء، وستجعل المملكة المتحدة تتحمل مستويات عالية من الديون في وقت ترتفع فيه أسعار الفائدة. قال نيكولاس فيريس، كبير مسؤولي الاستثمار في فانتاج بوينت أسيت مانجمنت، إنه تحد كبير لبنك إنجلترا أن يكافح التضخم بينما تحاول الحكومة تحفيز الاقتصاد.
وأضاف: “قد يعقد بنك إنجلترا اجتماعًا طارئًا بشأن السياسة هذا الأسبوع ويرفع أسعار الفائدة، وهذا لن يفاجئني إذا حدث ذلك”. وقال ساكتاندي سوبات، محلل العملات الأجنبية في Maybank، إن عدم الالتزام بالانضباط المالي في المملكة المتحدة، إلى جانب ارتفاع الدولار، أدى إلى ضعف الجنيه بشكل حاد.