احتجاجات إيران الواسعة تصل إلى طلاب المدارس

التحق المدارس الإيرانية بالاحتجاجات الواسعة التي تجتاح البلاد في الفترة الأخيرة، خاصة بعد موقف خامنئي في أول تعليق له على المظاهرات، حيث أبدى دعمه لقوات الأمن وانتقد المتظاهرين وتحدث عن دعم “خارجي” لهم. كما أعلن أن قوات الأمن “واجهوا إجحافاً من قبل المتظاهرين”.

حيث اعتبر أن الولايات المتحدة واسرائيل يقفان خلف هذا الحراك وشدد على أن الاحتجاجات كانت مزمعة ومن عمل وكالات التجسس، ولم ينظمها إيرانيون عاديون.

وإضافة إلى الجامعات، شاركت أغلب المدارس الثانوية في احتجاجات واسعة، وباتت جميع الشعارات موجهة إلى رأس النظام، وأبرزها “باسم الحرية تسقط الجمهورية الاسلامية”، و”لا نريد الجمهورية الاسلامية”.

وسجل طرد مسؤول إيراني من احدى مدارس البنات في طهران، كما رددت طالبات أغنية الفنان المعتقل شروين حاجي بور عن الثورة، وقام تلاميذ الثانوية بحملة لتمزيق صور خامنئي في الفصول واستبدالها بشعار: المرأة الحياة الحرية.

وتداول شبان إيرانيون آخر خطاب لدكتاتور رومانيا تشاوتشيسكو مترجم إلى الفارسية وقارنوه بخطاب خامنئي. كما شهدت منطقة بونك واكباتان مسيرات كبيرة.

المراقبون للشأن الإيراني رأوا ان تصريحات المرشد علي خامنئي، أمس، مأزومة وهجومه على الجميع من الطلبة والفنانين والرياضيين مؤشر على الخطورة التي باتت تشكلها الاحتجاجات في إيران وبمنزلة ضوء أخضر منه لاستخدام القوة والعنف المفرط لإنهاء الاحتجاجات التي انتشرت في اكثر من 150 مدينة ايرانية.

ليست احتجاجات.. بل “ثورة”

وبعد انتهاء وسائل الإعلام الإيرانية من بث تصريحات خامنئي، خرجت كبرى الجامعات تهتف ضد النظام وضد تصريحات خامنئي. وعُلقت الدراسة في جامعة شريف للتكنولوجيا بطهران حتى إشعار آخر، بعد أعمال عنف ضد المحتجين، وهتف الطلاب: “لا تصفوا خروجنا بالاحتجاج، فقد أصبح ثورة”.

من جهتهم، هتف طلاب جامعة طهران، رداً على تصريحات خامنئي: “ارتكاب المجازر مفاخركم”.

وشارك طلاب جامعة بندر عباس للعلوم الطبية تحت شعار “جامعة شريف تحولت إلى مسلخ.. وأيها الإيرانيون انهضوا”.

وكانت قوات الأمن إلى جانب عدد كبير من القوات العسكرية في ثياب مدنية، شنت هجوما مكثفاً على جامعة شريف، أهم جامعة علمية في إيران، استمر إلى ساعات متأخرة من فجر الإثنين، واعتدت على الطلاب بالضرب وإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، حيث أصيب العشرات بجروح مختلفة وتم اعتقال عدد غير معروف ونقلهم إلى أماكن مجهولة.

شاركوا باحتجاجات تندد بقمع واعتقال طلاب هذه الجامعة العريقة

واعلنت العشرات من الجامعات الايرانية التضامن مع طلبة شريف، وشاركوا باحتجاجات تندد بقمع واعتقال طلاب هذه الجامعة العريقة.

بدوره، كتب وزير الخارجية الألماني تعليقًا على قمع جامعة شريف للتكنولوجيا، أن النظام الإيراني يخشى الحرية والتعليم.

وفي جامعة رازي بمحافظة كرمانشاه غربي البلاد، انطلقت احتجاجات طلابية أيضاً، وأكدوا أن هذا الحراك لن ينتهي.

ونشر ناشطون مقاطع وصورا وثقت فض القوات الأمنية التظاهرات بالقوة، مشيرين إلى أن بعض العناصر يتخفون بالزي المدني ويستخدمون الرصاص المطاطي والغاز المدمع لقمع المحتجين، كما يعتلقون كل من يرفع شعارات مناوئة للنظام.