خامنئي يعتبر أن احتجاجات مواطنيه ليست عفوية وداخلية
- وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، الانتفاضة العارمة ضد النظام الإيراني بـ”أعمال شغب يحرض عليها العدو
- قال خامنئي في لقاء مع أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام إن هذه الاحتجاجات ليست “عفوية وداخلية”
- خسائر كل ساعة من قطع الإنترنت في البلاد تعادل مليون ونصف مليون دولار
وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، الانتفاضة العارمة ضد النظام الإيراني بـ”أعمال شغب يحرض عليها العدو”، وذلك في ثاني خروج له منذ اندلاع الاحتجاجات في إيران قبل أربعة أسابيع.
وقال خامنئي في لقاء مع أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام إن هذه الاحتجاجات ليست “عفوية وداخلية”.
وغطت معظم الصحف الإيرانية الصادرة، الخميس، تصريحات المرشد حيث أبرزتها “كيهان” و”وطن امروز” وغيرهما، وعنونت هذه الأخيرة وقالت نقلاً عن خامنئي: “العدو منفعل”، واصفاً الاحتجاجات بأنها من عمل “الأعداء المنفعلين” لوقف تقدم إيران وتطورها.
وليس معلوماً بالتحديد ما هو هذا التقدم الذي يتحدث عنه قادة النظام الإيراني، ويدّعون أن الاحتجاجات والمظاهرات الواسعة اندلعت لوقفه، وأنها من عمل الأعداء الذين باتوا يحسدون إيران على تقدمها، وطريق الازدهار والتطور الذي باتت تسلكه.
وكانت هذه الصحف جميعها، حتى الأمس القريب وقبل اندلاع هذه الاحتجاجات، تقر بوجود مشاكل اقتصادية في البلاد، لكن تأبى في تحمل مسؤولية هذا الواقع المتردي اقتصادياً، وتحمل تارة مسؤولية ذلك على الحكومة السابقة، وتارة أخرى تلقي باللوم على “أعداء إيران” في الخارج.
وربما لا توجد مشكلة في إيران كبيرة كانت أو صغيرة إلا ونسبها النظام إلى “الأعداء”، متجاهلا بأن هذا التبرير المكرر أصبح غير مقنع للإيرانيين الذين ما ينفكون في ترديد هتاف: “يكذبون بالقول إن أمريكا عدوة لنا.. عدونا في الداخل”، في إشارة إلى المسؤولين والحكام الحاليين لإيران.
وجسدت صحيفة “جوان”، المقربة من الحرس الثوري، هذا التوجه داخل منظومة الحكم في إيران، إذ صدّرت مقالها الرئيسي، الخميس، بعنوان: “خطأ آخر في حسابات الغرب تجاه إيران القوية”، مدعية أن هذه الاحتجاجات هي نتيجة لتخطيط العدو لكنه وقع في خطأ، إذ إن “الشعب” الإيراني أفشل مخططاتهم، وكأن جموع المتظاهرين والمحتجين منذ أسابيع ليسوا من الشعب، وقد جاؤوا إلى إيران من كواكب أخرى.
من الموضوعات الأخرى التي اهتمت بها بعض الصحف هي الأزمة “المنسية” للاتفاق النووي، والتي تشكل خلفية رئيسية لما تشهد إيران من أزمة حالياً، بعد أن تحول اقتصاد البلاد إلى مصدر استياء شعبي لكثير من الإيرانيين.
وأجرت بعض الصحف مقابلات مع محللين وخبراء في الموضوع، أكد بعضهم أن المفاوضات النووية مجمدة بسبب ما تمر به إيران من أزمة سياسية واحتجاجات شعبية، فيما رأى الخبير السياسي، حسن بهشتي بور، في مقابلة مع صحيفة “آرمان ملي” أن السبب هو الداخل الأمريكي الذي يترقب إجراء انتخابات تشريعية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وبعد الانتخابات سيتحدد ما إذا كانت المفاوضات ستستأنف أم لا.
خسائر اقتصادية بسبب قطع الإنترنت
تحدثت صحيفة “آسيا” الاقتصادية عن “مصائب قطع الإنترنت على الاقتصاد” الإيراني، وذكرت مجموعة من الإحصاءات والأرقام التي تؤكد أن استمرار السلطات بقطع الإنترنت يحمل البلاد خسائر فادحة، مشيرة إلى تصريحات رئيس الغرفة التجارية الإيرانية التي قال فيها إن خسائر كل ساعة من قطع الإنترنت في البلاد تعادل مليون ونصف مليون دولار.
ونقلت الصحيفة عن نقابة الأعمال والمشاغل الافتراضية قولها إن قطع الإنترنت في إيران أوقف عمل 300 متجر افتراضي في البلاد، وجعلها تمر بحالة من الكساد الاقتصادي الرهيب.
كما توقف عمل أسواق العملات الرقمية في البلاد على خلفية قطع الإنترنت، حيث كان يتواجد 12 مليون ناشط في هذا المجال الهام من الناحية الاقتصادية.
ونوهت الصحيفة إلى أن قطع الإنترنت انعكس سلبيا كذلك على عمل الأطباء إذ أصبحوا غير قادرين على كتابة الوصفات الطبية الإلكترونية، مما يجبر المرضى والمراجعين على البحث عن أدويتهم في السوق السوداء.