بسبب مواقفهم.. إيران تنتقم من مشاهير دعموا الاحتجاجات
تعاقب السلطات الإيرانيين مشاهير في البلاد بسبب إعلانهم عن دعمهم للاحتجاجات الواسعة التي تشهدها مدن إيرانية عدة، والتي اشتعلت على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، بعد اعتقالها من قبل “شرطة الأخلاق”.
في أحدث معاقبة من قبل السلطات للمشاهير المؤيدين للاحتجاجات، لم تسمح طهران للمخرج ماني حقيقي، بالسفر إلى العاصمة البريطانية لندن، حيث كان من المقرر عرض فيلم الإثارة Subtraction الذي أخرجه في مهرجان لندن السينمائي.
انضم حقيقي إلى قائمة من المشاهير الإيرانيين، من فنانين ومخرجين ورياضيين، تعرّضوا للاعتقال أو حظر السفر، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Washington Post، السبت.
حقيقي قال، الجمعة، 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في مقطع فيديو نشره على صفحته على إنستغرام: “ربما ظنت السلطات أنها بحبسي هنا ستنجح في مراقبتي، وربما تهديدي وإسكاتي؟ لكن تحدثي إليكم في هذا المقطع الآن يقوض هذه الخطة”.
أشار حقيقي إلى أن السلطات منعته من ركوب طائرته يوم الجمعة الماضي، وصادرت جواز سفره، وقال في بيانه في مقطع الفيديو، إنهم لم يقدّموا أي تفسير لـ”هذا السلوك الفظ”.
أضاف المخرج أن حظر سفره جاء بعد أن كتب منشوراً على إنستغرام، انتقد فيه قوانين الحجاب الإلزامية في إيران، و”قمع الشباب الذين يحتجون عليها، والعديد من حالات الظلم الأخرى في حياتهم”.
من جانبه، قال الممثل الإيراني البارز حميد فاروخ نجاد، على إنستغرام، 9 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إنه استُدعى للاستجواب لساعات ومُنع من السفر.
أضاف نجاد: “استدعوني مرتين واستجوبوني 10 ساعات، ومنعوني من مغادرة البلاد؛ ليثبتوا لي أنني كنت مخطئاً حين قلت إنه حتى الاحتجاج السلمي غير ممكن في هذا البلد”، وفقاً لما ذكرته إذاعة Farda.
كذلك تعرّض مشاهير آخرون لحظر العمل ومضايقات عند عودتهم إلى البلاد، إذ أفادت وكالة أنباء ILNA في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بأن جوازي سفر المغني همايون شجريان وزوجته الممثلة سحر دولتشاهي صودرا بعد عودتهما من حفل موسيقي في أستراليا.
من جانبه، قال أسطورة كرة القدم الإيرانية علي دائي، إن السلطات صادرت جواز سفره لدى وصوله إلى مطار طهران، وذلك بعدما أعرب دائي، وهو المدير الفني السابق للمنتخب الإيراني ونجم الدوري الألماني، عن دعمه للاحتجاجات على وسائل التواصل الاجتماعي.
عقب ذلك قال دائي في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إنه استرد جواز سفره، وقال إنه حصل في المطار على إخطار تسليم “للذهاب إلى المدعي العام في العاصمة لمتابعة القضية”، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
بدورها، ذكرت وكالة “مهر” للأنباء أن علي كريمي، المقيم في دبي، الذي يُعتبر أحد أعظم لاعبي كرة القدم الإيرانيين، ومن أوائل الداعمين للاحتجاجات، اتُّهم غيابياً في 4 أكتوبر/تشرين الأول، بـ “تشجيع أعمال الشغب”.
أيضاً أصبح بعض الفنانين الإيرانيين معروفين دولياً بسبب جهود الدولة لإسكاتهم، ففي أواخر سبتمبر/أيلول 2022، اعتقلت السلطات المطرب الإيراني شيرفين حاجبور، بعد منشور في إنستغرام أعرب فيه عن دعمه للاحتجاجات.
سرعان ما انتشرت أغنيته الداعمة للاحتجاجات، وهي عبارة عن مجموعة تغريدات عن أسباب احتجاج الإيرانيين، وأصبحت النشيد الرسمي لها، وأُطلق سراح حاجبور بكفالة في أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2022.
كذلك حين ذهب المخرج السينمائي الشهير جعفر بناهي، إلى مكتب المدعي العام للاستفسار عن احتجاز زملائه، اعتقلته السلطات أيضاً.
يُذكر أنه في 16 سبتمبر/أيلول 2022، اندلعت احتجاجات بأنحاء إيران إثر وفاة الشابة أميني (22 عاماً) بعد 3 أيام على توقيفها لدى “شرطة الآداب” المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.
وأثارت الحادثة غضباً شعبياً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية في إيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.