ألمانيا تقيل رئيس الأمن السيبراني في وزارة الداخلية بسبب علاقته بالمخابرات الروسية
وقالت الوزارة في بيان، إن وزيرة الداخلية نانسي فيسر أقالت شوينبوم من منصبه “بشكل فوري”، بسبب الادعاءات التي “أضرت الثقة في حياد ونزاهة إدارته”، حسبما نقلت وكالة أسوشيتد برس.
كان شونبوم في موقف حرج منذ كشفت وسائل إعلام عن علاقته بشركة استشارية للأمن السيبراني، مشتبه بأنها على اتصال مع أجهزة المخابرات الروسية.
وشارك شونبوم (53 عاماً) بتأسيس مجموعة للأمن السيبراني قبل عقد من الزمن تضم خبراء من المؤسسات العامة والقطاع الخاص، قالت وسائل إعلام ألمانية إن أحد أعضائها “شركة أسسها عميل مخابرات روسي سابق”.
وكانت الحكومة الألمانية أعلنت منذ أكثر من أسبوع، أنها تحقق في التقارير الإعلامية بشكل شامل.
جمعية متورطة مع روسيا
بحسب “DW” الألمانية، فقد شارك شونبوم في 2012 في إنشاء جمعية مقرها برلين تعرف باسم “مجلس الأمن السيبراني في ألمانيا” لتقديم المشورة للشركات ووكالات الحكومة وأصحاب القرار، فيما يتعلق بقضايا الأمن المعلوماتي.
تتعرض الجمعية، التي تقدم نفسها على أنها “محايدة سياسياً”، حالياً لانتقادات حادة على خلفية ما يتردد عن صلات لها بأجهزة الاستخبارات الروسية. وبحسب تحقيق أجراه برنامج على شبكة “تسي دي إف” التلفزيونية، فإن شونبوم لا يزال مرتبطاً بالجمعية.
تحدثت صحيفة هاندلسبلات عن “استياء كبير” داخل الحكومة من جراء الاتهامات. وطالب رئيس لجنة مراقبة الاستخبارات في البوندستاغ، كونستانتين فون نوتس، الحكومة بالتحقيق في الاتهامات “بحزم شديد”. وذكرت أن وزارة الداخلية “تنظر في كافة الخيارات فيما يخص التعاطي مع الوضع”.
ونفت جمعية “مجلس الأمن السيبراني في ألمانيا” الاتهامات في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني الإثنين، ووصفتها بـ”السخيفة”.
واتهمت ألمانيا في السنوات الأخيرة روسيا بالوقوف وراء محاولات تجسس إلكتروني. وتعود آخر أكبر تلك المحاولات التي يُتهم فيها قراصنة روس، إلى هجوم إلكتروني في 2015 شل شبكة الكمبيوتر الخاصة بالبوندستاغ، ما أدى إلى انقطاع الإنترنت عن البرلمان برمته لأيام ريثما تم تصليح الشبكة. وتنفي روسيا الوقوف خلف تلك الأنشطة.
وتصاعد التوتر بين روسيا وألمانيا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وحذر المكتب الاتحادي لأمن تقنية المعلومات من أن شركات وأفراداً وبنى تحتية حيوية تواجه خطر التعرض لهجمات معلوماتية روسية.
تأتي الاتهامات بحق شونبوم في وقت تجري الشرطة الألمانية تحقيقاً في عمل “تخريبي” استهدف بنى تحتية للسكك الحديد، بينما وجه بعض المسؤولين أصابع الاتهام إلى روسيا في أعقاب تفجيرات طالت خطوط أنابيب نورد ستريم. وقُطعت كابلات اتصالات مهمة في موقعين السبت، ما أرغم خدمات سكك الحديد على التوقف لثلاث ساعات وتسبب بفوضى لآلاف المسافرين.