شي جينبنيغ.. رئيس الصين الذي رفض مراراً في الحزب الشيوعي
- حصل شي جينبينغ على ولاية رئاسية جديدة
- تم تعيينه مجددا على رأس القوات المسلحة الصينية
- للزعيم الصيني ابنة لا يعرف عنها سوى أنها درست في جامعة هارفارد الأمريكي
حصل الرئيس الصيني شي جينبينغ على ولاية رئاسية جديدة كما تم تعيينه مجدداً على رأس القوات المسلحة الصينية.
من هو شي جينبينغ؟
يكاد شي يكون الرئيس الوحيد في القرن الـ 21 الذي خاض تجربة الحياة في كهف والعمل كمزارع قبل تسلق سلم السلطة.
بعد مولده عام 1953 عاش شي طفولة مميزة حيث كان والده أحد أبطال الثورة الشيوعية، ولكن والده كان من بين الذين تعرضوا للتطهير في الستينيات كما تعرضت أسرته للإذلال ويتردد أن إحدى شقيقاته انتحرت.
عندما كان الرئيس الصيني في سن الثالثة عشر أغلقت المدارس في أنحاء بكين حيث بات من المتاح للطلبة انتقاد المدرسين وضربهم وحتى قتلهم.
وفي تلك الفترة عاش في بكين وحيداً دون أهله أو صديق لحمايته من الحرس الأحمر الذي انتشر في شوارع بكين فكان عليه مواجهة التهديد بالموت والاعتقال.
وما إن بلغ الخامسة عشر عاما كان أحد الذين تم إرسالهم إلى الريف للعمل في الزراعة بهدف “إعادة التثقيف”، وعمل في إحدى القرى النائية الفقيرة لمدة سبع سنوات حيث عاش في كهف، وهذه التجربة تشكل أحد أهم فصول سيرته الشخصية في المراجع الحكومية.
تقول الروايات إن شي عمل في ظل ظروف قاسية بلا كهرباء ولا مواصلات ولا أدوات ميكانيكية وعندما كان يعود لكهفه للنوم كان يقرأ على ضوء مصباح الكيروسين.
حتى أنه كتب في مذكراته: “عندما انتهت هذه التجربة وأنا في الثانية والعشرين من عمري كانت أهدافي في الحياة قد باتت واضحة وصرت مليئا بالثقة”.
ترقية في سلم الحزب الشيوعي
تجربة شي في الريف لم تجعله ينقلب إلى مناهض للحزب الشيوعي، بل على العكس فقد تبنى أفكار الحزب وحاول مراراً الانضمام إليه، لكن طلباته رفضت بسبب ماضي والده.
ارتقى شي سريعاً في صفوف الحزب بمجرد أن تمكن عام 1974 من الانتساب إليه حيث وصل إلى منصب مسؤول الحزب الأول في مدينة شنغهاي، ثاني أكبر مدن الصين ومركزها التجاري.
تم انتخابه، بعد ذلك، عضوا في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب إلى أن وصل لمنصب الرئاسة عام 2012.
ويحمل شي جينبينغ شهادة في الهندسة الكيميائية وزوجته هي المغنية بينغ ليوان، والزوجان محط اهتمام الإعلام الصيني بعكس الرؤساء السابقين الذين غالباً ما كانوا يتجنبون تسليط الأضواء على زوجاتهم.
للزعيم الصيني ابنة لا يعرف عنها سوى أنها درست في جامعة هارفارد الأمريكية.
استطاع الزعيم الصيني أن يعزز موقعه ويبسط سيطرته على الحزب الشيوعي وأصبحت أفكاره جزء من دستور البلاد، وهو ما لم يحظ به سوى ماو تسي تونغ ودينغ سياو بينغ وبالتالي فإن معارضته باتت بمثابة الوقوف ضد الحزب الشيوعي الحاكم.
دكتاتوري حتى النخاع
اليوم أصبح الكهف الذي كان ينام فيه موقعاً سياحياً لإظهار اهتمامه بالأكثر فقرا. رسم أحد السكان صورة لشخصية شبه أسطورية تقرأ كتبا في فترات الراحة، مؤكدا أنه “لم يكن رجلاً عاديًا”.
بعد طلاق زوجته الأولى، تزوج شي من مغنية الأوبرا بينغ ليوان في 1987 عندما كانت أكثر منه شهرة.
وتعتقد تساي شيا وهي مسؤولة سابقة في الحزب الشيوعي الصيني تعيش في المنفى في الولايات المتحدة أنه “يعاني من عقدة نقص، مع العلم أنه تلقى تعليماً أقل من قادة كبار آخرين في الحزب الشيوعي الصيني”.
نتيجة لذلك، فهو “حساس وعنيد وديكتاتوري” ، كما كتبت في مجلة “فورين أفيرز”.
هل هو وريث للثورة حقاً؟
قال تشان إن شي اعتبر نفسه دائما “وريثاً للثورة”.
في 2007، عيّن في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، أعلى هيئة لصنع القرار في الحزب.
عندما حل محل هو جينتاو بعد خمس سنوات، لم تسمح حصيلة أدائه بالتكهن بأفعاله من قمع الحركات الاجتماعية ووسائل الإعلام المستقلة واتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في شينجيانغ أو الترويج لسياسة خارجية قوية.
وكتب براون أن أهمية الحزب واضحة وكذلك مهمته وهي “جعل الصين عظيمة من جديد”.
لكن من الواضح أيضاً أنه يخشى أن تضعف قبضته على السلطة.
وقال غيغس “كان انهيار الاتحاد السوفياتي والاشتراكية في أوروبا الشرقية صدمة كبيرة”، موضحا أن شي يعزو الانهيار إلى الانفتاح السياسي.
وتابع “لذلك قرر أن هذا لا ينبغي أن يحدث للصين ولهذا السبب يريد قيادة قوية للحزب الشيوعي مع زعيم قوي”.
شي جينبينغ.. أقوى زعيم صيني منذ ماو تسي تونغ
لم يسبق أن ربطت أسماء الزعماء بايديولوجياتهم إلا في حالتي ماو تسيتونغ ودنغ شياو بينغ، ولم يضاف اسم دنغ إلى الدستور إلا بعد وفاته.
وبذلك تعين على تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات والموظفين في المصانع الحكومية أن ينضموا إلى أعضاء الحزب الشيوعي الذين يبلغ عددهم 90 مليونا في دراسة “فكر شي جينبينغ” المتعلق بالعصر الجديد للاشتراكية بخصائص صينية.
ويعد تعبير “العصر الجديد” الأسلوب الذي يستخدمه الحزب للاشارة إلى بدء المرحلة الثالثة من تاريخ الصين المعاصرة.