المكتب السياسي للحزب الشيوعي يستبعد كليا النساء في الصين
- منذ عام 1949، تقدمت ثماني نساء فقط إلى المكتب السياسي
- المكتب السياسي، وهو ما يعتبر هيئة القرار في الحزب الشيوعي
اشتهر ماو تسي تونغ بالتلويح براية المساواة بين الجنسين باعتبارها مبدأ أساسيا للحزب الشيوعي الصيني. ولكن بعد سبعة عقود، فشل الحزب في ترقية النساء إلى مناصب السلطة السياسية.
إذ لا يضم المكتب السياسي، وهو ما يعتبر هيئة القرار في الحزب الشيوعي الصيني، أي امرأة في صفوفه لأول مرة منذ 25 عاما، وفق ما أظهرت تشكيلته الجديدة التي أعلنت الأحد.
وتقاعدت سان شونلان، المرأة الوحيدة التي كانت بين الأعضاء الـ25 في المكتب السياسي السابق، ولم تعيَّن أي امرأة بين الأعضاء الجدد.
وتعود شهرة تشونلان إلى أول تفش لفيروس كورونا في أوائل عام 2020، حين أرسل الحزب الشيوعي الصيني كبار المسؤولين للتعامل مع الأزمة السياسية المتنامية بسبب الغضب الشعبي، وبقي أحدهم، وهي تشونلان، لمدة ثلاثة أشهر، حيث حشدت الكوادر المحلية ووفرت معدات الحماية للعاملين الصحيين وأسرة المستشفيات للمرضى.
ودعت إلى الولاء المطلق في حرب ضد الفيروس، وحذرت من أن أي فارين من الخدمة الطبية “سيكونون مسمرين على عمود العار التاريخي إلى الأبد”.
وباعتبارها امرأة – وهذا نادر – في المستويات العليا من السياسة الصينية، فقد اعتادت على هذا الدور، وهي تتحمل انتقادات البلاد.
بالأرقام..هذا واقع النساء في الصين:
وكان هناك 11 امرأة فقط السبت في التشكيلة الجديدة للجنة المركزية المؤلفة من 205 أعضاء.
وجاء الأحد في رسالة “تشاينا نيكان” China Neican الإخبارية المتخصصة أن “النساء ما زلن غير ممثلات بشكل كاف في قمة الهرم السياسي الصيني”.
ولفتت الرسالة إلى أن نسبة النساء في اللجنة المركزية الجديدة تراجعت من 5,4% إلى 4,9%.
وأضافت “للتذكير، تمثّل النساء 48,8% من سكان الصين و29,4% من أعضاء الحزب الشيوعي”.
وجاء التغيير في الهيئات الحاكمة الصينية، بما في ذلك فوز شي جينبيغ بولاية ثالثة تاريخية على رأس الحزب الشيوعي، في ختام المؤتمر العشرين للحزب السبت.
ويقول الأستاذ المساعد في السياسة في كلية بيتزر، هانتشانغ ليو، للصحيفة “يتم دفع النساء في معظم الأحيان إلى خط المواجهة عندما لا يرغب السياسيون الذكور في التعامل مع أزمة”.
ومنذ عام 1949، تقدمت ثماني نساء فقط إلى المكتب السياسي القوي المؤلف من 25 عضوا.
ولم يسمح لأي امرأة بالانضمام إلى اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، وهي أعلى هيئة حاكمة في الصين.
مؤتمر الحزب الشيوعي هذا الأسبوع، الذي ضمن للزعيم الصيني الأعلى شي جينبينغ، فترة ولاية ثالثة ، هو مرة أخرى مشهد نموذجي للبدلات وربطات العنق إذ يشهد تمثيلا ضئيلا للنساء يقدر بأقل من ثلث المندوبين.
ويتعزز اختلال التوازن بين الجنسين على أعلى المستويات بجدول أعمال سياسي يروج بشكل متزايد للأفكار المحافظة بشأن الهياكل الأسرية ودور المرأة في المجتمع، وفقا للصحيفة.
ومثل العديد من النساء اللواتي لديهن طموحات لشغل مناصب عامة، دفعت صن في بعض الأحيان إلى مناصب اعتبرت غير مهمة سياسيا. ولكن مع صعودها، بنت شبكتها الخاصة من المؤيدين مما سمح لها بإنشاء نوع من السيرة الذاتية – والمحسوبية – اللازمة للوصول إلى القمة.
وعادة ما يتسلق المسؤولون صفوف الحزب الشيوعي من خلال إظهار أنهم قادرون على تعزيز الاقتصاد في المدن والمقاطعات التي يشرفون عليها. لكن نادرا ما يتم منح النساء هذه الوظائف، كما تقول مينغلو تشن، وهي محاضرة في جامعة سيدني تدرس النوع الاجتماعي والسياسة في الصين.
وبدلا من ذلك، غالبا ما يتم وضع النساء في الحزب في أدوار الإشراف على ما يعتبر مجالات أكثر ليونة مثل الرعاية الصحية والتعليم والثقافة، مما “يحد أيضا من إمكانيات ترقيتهم”، بحسب تشن.
وبسبب إحباطها من نقص الفرص المتاحة للمرأة، دفعت تشن موهوا، رئيسة الاتحاد النسائي لعموم الصين وثاني امرأة تصبح نائبة لرئيس الوزراء، من أجل نظام الحصص في التسعينيات.
وتقول مينغلو تشن للصحيفة “بالنسبة للشابات الصينيات اللواتي يرغبن في ممارسة مهنة في السياسة، ليس لديهن الكثير من الأمثلة التي يستطعن اتباعها”، مضيفة “ليس لديهن شخصيات كثيرة تكون مصدر إلهام لهن”.
لا تنتهك السلطات حقوق الأقليات فقط بل تستبعد النساء من مراكز القرار وتنتهك حقوقهن السياسية.