مرتزقة فاغنر.. وسيط روسيا لتجنيد القوات الخاصة الأفغانية
- ما يصل إلى 10 آلاف مقاتل من قوات الكوماندوز قد يسهل إقناعهم بالعرض الروسي
- المجندين الجدد يسافرون من أفغانستان إلى إيران ثم إلى روسيا
تلقى أعضاء من القوات الخاصة الأفغانية عروضاً من موسكو للانضمام إلى الجيش الروسي للقتال في أوكرانيا، بحسب ما نشرته مجلة Foreign Policy الأمريكية.
بحسب محللين، فإن قوات المشاة الخفيفة الأفغانية التي دربتها الولايات المتحدة، والتي قاتلت بجانب القوات الأمريكية والقوات الخاصة للحلفاء لقرابة 20 عاماً، قد تُحدث الفارق الذي تحتاج إليه روسيا في أرض المعركة بأوكرانيا.
وظلّ ما بين 20 ألفاً و30 ألفاً من قوات الكوماندوز المتطوعين في أفغانستان عندما غادرت الولايات المتحدة البلاد في أغسطس 2021. وقد أُجلي بضع مئات من المسؤولين البارزين، فيما فر آلاف من الجنود إلى البلاد المجاورة؛ نظراً إلى أن حركة طالبان كانت تطارد الموالين للحكومة المنهارة، لكن هناك كثير من قوات الكوماندوز الأفغانية الذين بقوا في أفغانستان.
قوات الكوماندوز هدف لموسكو
ولأن هؤلاء المجندين عاطلون الآن، فهذا يجعلهم أهدافاً سهلة لجهات التجنيد التي تعي تماماً عقلية “عصبة الأخوة” الخاصة بالمقاتلين ذوي المهارات الكبيرة، وضمن ذلك موسكو، حسبما قالت مصادر أمنية أفغانية.
حيث قال مسؤول أمني أفغاني بارز سابق، طلب عدم الكشف عن هويته، إن دمجهم ضمن صفوف الجيش الروسي “سيغير قواعد اللعبة” في ساحة المعركة في أوكرانيا، نظراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يواجه صعوبات في تجنيد الأفراد لخوض حربه المتعثرة، فضلاً عن أن هناك تقارير تشير إلى أنه يستخدم مرتزقة فاغنر لضم السجناء.
قال مسؤول سابق، كان هو الآخر ضابطاً في صفوف الكوماندوز الأفغاني، إنه يعتقد أن مجموعة فاغنر هي التي تقف وراء تجنيد روسيا القوات الخاصة الأفغانية.
أوضح ذلك بالقول: “إنني أقول لكم إن جهة التجنيد هي مجموعة فاغنر. إنهم يحشدون الأشخاص من جميع الأنحاء. الكيان الوحيد الذي يجند قوات أجنبية من أجل روسيا هو مجموعة فاغنر، وليس جيشها. إنه ليس افتراضاً، بل حقيقة معروفة”.
فيما أفاد بعض عناصر قوات الكوماندوز السابقين بأنهم تلقوا اتصالات عبر تطبيقي واتساب وسيجنال بعروض للانضمام إلى ما وصفه الخبراء، بـ”الفيلق الأجنبي” الروسي للقتال في أوكرانيا.
وتسببت أنباء جهود التجنيد في دق ناقوس الخطر بين دوائر قوات الأمن الوطنية الأفغانية السابقة وقوات الجيش السابقة، بجانب أن أعضاء الأمن والجيش يقولون إن ما يصل إلى 10 آلاف مقاتل من قوات الكوماندوز قد يسهل إقناعهم بالعرض الروسي. ويقول مصدر عسكري آخر: “ليس لهم بلد، ولا وظائف، ولا مستقبل. ليس لديهم أي شيء يخسرونه”.
أضاف المصدر العسكري: “ليس صعباً. إنهم في انتظار عمل مقابل 3 إلى 4 دولارات في اليوم في باكستان وأفغانستان، أو 10 دولارات في تركيا، فإذا جاءت فاغنر أو أي جهة أخرى إلى شخص ما وقدمت لهم 1000 دولار ليعودوا مقاتلين مرة أخرى، فلن يرفضوا. وإذا وجدت شخصاً لتجنده، يستطيع أن يجلب نصف وحدته السابقة للانضمام، لأنهم مثل الإخوة، وقريباً، ستكون لديك فصيلة عسكرية كاملة”.
من جانبه، قال قائد سابق في قوات الكوماندوز الأفغانية يبلغ من العمر 35 عاماً، إنه ساعد عدداً من زملائه السابقين للتواصل مع مكتب تجنيد في طهران. وأوضح أن المجندين يسافرون من أفغانستان إلى إيران، ثم إلى روسيا. ولكن لم يتضح ما يحدث بعد ذلك. وأضاف: “عندما يقبلون عرض روسيا، تُغلق هواتف أفراد الكوماندوز. إنهم يعملون في سرية كبيرة”.
فيما وصف القائد السابق وأفراد سابقون في قوات الكوماندوز الأفغانية، الذين تحدثوا من أفغانستان وإيران، العيش في ظروف بائسة. إذ قال: “إننا محبطون. على مدى 18 عاماً، كنا متكاتفين، ونفذنا مهمات خطيرة مع المستشارين الأمريكيين والبريطانيين والنرويجيين. والآن، أنا مختبئ. إنني أعاني في كل ثانية”. لم يقبل صاحب الـ35 عاماً العرض، لأنه ينظر إلى روسيا بوصفها عدو أفغانستان.
قال فرد آخر من قوات الكوماندوز الأفغانية، قاتل بجانب القوات الخاصة البريطانية، إنه فر إلى إيران هرباً من فرق الموت الخاصة بـ”طالبان”، وينتابه القلق الآن من أنه سوف يُعتقل عن طريق الشرطة الإيرانية. قال المقاتلان الأفغانيان السابقان إنهما يريدان إعادة توطينهما في بريطانيا، ولكن ليست لديهما فكرة حول كيفية التواصل مع السلطات لطلب الحماية.
رسائل التجنيد التي اطلعت عليها مجلة فورين بوليسي تستخدم الصيغة نفسها، مما يشير إلى وجود عملية مركزية. تقول الرسالة: “أي شخص يود القدوم إلى روسيا وأن يحظى بمعاملة أفضل وموارد جيدة: رجاءً أرسل اسمك واسم أبيك ورتبتك العسكرية”. ويُطلب من متلقي الرسالة المساعَدة في تجنيد أعضاء آخرين من وحدتهم. أفاد التلفزيون الأفغاني بأن عروض التجنيد تتضمن الحصول على الجنسية الروسية.
قال القائد السابق البالغ من العمر 35 عاماً، ولديه 4 أطفال، إنه لا يزال يأمل إعادة توطينه في بريطانيا. وقال: “قاتلنا ألد أعداء أفغانستان على مدى 20 عاماً، في جميع أنحاء البلاد وبمعنويات عالية، بجانب بريطانيا والولايات المتحدة. إننا الآن نختبئ كالمساجين!”.