زاهدان.. الاحتجاجات مستمرة ضد النظام الإيراني
- أقالت السلطات الإيرانية مسؤولَين أمنيَين في زاهدان بجنوب شرق البلاد
- بسبب أحداث الشهر الماضي التي راح ضحيتها العشرات
- أتى التوتر في المدينة في وقت تشهد إيران احتجاجات منذ 16 أيلول/سبتمبر على خلفية مقتل مهسا أميني
أقالت السلطات الإيرانية مسؤولَين أمنيَين في زاهدان بجنوب شرق البلاد، بينهما قائد شرطة المدينة، على خلفية أحداث الشهر الماضي راح ضحيتها العشرات، وفق الإعلام الرسمي.
شهدت زاهدان، مركز محافظة سيستان بلوشستان الحدودية مع أفغانستان وباكستان، أحداثاً دامية في 30 أيلول/سبتمبر، قتل فيها العشرات بينهم ستة أفراد من قوات الأمن.
وأتى التوتر في زاهدان في وقت تشهد إيران احتجاجات منذ 16 أيلول/سبتمبر على خلفية مقتل مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في إيران.
وأعلن مجلس الأمن في سيستان بلوشستان خلاصة تحقيق أجراه في الأحداث بناء على طلب من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” ليل الخميس الجمعة.
وأفاد أنه “بعد نهاية صلاة الجمعة للسنّة في مدينة زاهدان في 30 أيلول/سبتمبر، قام جمع من الناس (أكثر من 150 شخصاً) بمهاجمة دائرة الشرطة الرقم 16 المجاورة لمكان إقامة الصلاة، بنيّة السيطرة عليه”.
وأشار إلى أن بعض هؤلاء كانوا “مسلّحين”، وأن المتجمعين قاموا “بإلقاء الحجارة وإطلاق النار”، وردّ عليهم عناصر الأمن “بالغاز المسيل للدموع وبنادق الخرطوش وإطلاق النار”.
وأوضح أن “قرب مركز الشرطة من مكان صلاة الجمعة، والاخلاء غير المكتمل للمسجد، والمواجهة من خلال إطلاق نار من قبل قوات الشرطة، أدت للأسف الى جرح ووفاة عدد من المواطنين الذين كانوا يؤدون الصلاة، ومشاة أبرياء لم يكن لهم أي ضلوع” في الأحداث.
وأقرّ بوجود “إهمال من قبل بعض الضباط”، معلناً إقالة “قائد مركز الشرطة الرقم 16 وقائد شرطة زاهدان”.
كما تعهد التعويض لعائلات “الضحايا الأبرياء”، ورفع القضية الى القضاء.
وكان مسؤولون إيرانيون أفادوا بعيد حصول أحداث زاهدان، أنها كانت بنتيجة هجوم مسلّحين على مراكز لقوات الأمن.
من جهتها، أشارت شخصيات محلية الى توتر سببه أنباء عن تعرض فتاة “للاغتصاب” من قبل مسؤول في شرطة المحافظة، وأن قوات الأمن “أطلقت” النار على متجمّعين قرب مسجد بزاهدان.
وأوضح المجلس أنه بعد أحداث صلاة الجمعة “استغل بعض الأشخاص المسلحين الأجواء لمهاجمة المواطنين” وتخريب الممتلكات العامة، ما استدعى تدخلا من قوات الأمن تم خلاله “قتل عدد من الأفراد المسلحين، بينما استشهد ستة عناصر من قوات الأمن” بينهم ضابط.
في المقابل، بلغت حصيلة القتلى من المدنيين 35 شخصا، بما يشمل “بعض المصلين في المسجد، والذين قتلوا في المرحلة الأولى في محيط مركز الشرطة، والذين قتلوا على يد أشخاص مسلحين”.
وسبق لمنظمات حقوقية خارج إيران أن أشارت الى أن حصيلة المواجهات في زاهدان تجاوزت 90 قتيلا.
وشارك المئات في تظاهرات في زاهدان الجمعة 21 تشرين الأول/أكتوبر.
وأكد مسؤولون توقيف العشرات من “مثيري الشغب” على هامش الاحتجاجات.
وتقع سيستان-بلوشستان في جنوب شرق الجمهورية الإسلامية، وغالبا ما شهدت مناوشات متكررة بين قوات الأمن الإيرانية ومجموعات مسلحّة. وفي حين يرتبط العديد من هذه المواجهات بمحاولات تهريب، يعود بعضها إلى اشتباكات مع انفصاليين من أقلية البلوش أو جماعات متشددة.