إيران تبدأ بحملة محاكمات لناشطين ومحتجين

  • الاحتجاجات أسفرت عن مقتل 160 متظاهرا
  • ردّد سكان منطقة اكباتان شعارات “الموت للدكتاتور”

تشهد إيران حركة احتجاجات منذ أكثر من شهرين للتنديد بالنظام القائم في البلاد، في تحدٍّ لحملة القمع التي تشهد حالياً محاكمة موقوفين يواجه عدد منهم عقوبة الإعدام.

وحذّرت السلطات المتظاهرين الأسبوع الماضي من أنّ الوقت قد حان لمغادرة الشوارع، لكن لم تظهر أيّ مؤشرات على تراجع الاحتجاجات التي تواصلت في مناطق سكنية وشوارع رئيسية وجامعات في جميع أنحاء البلاد.

وذكرت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو، أنّ الاحتجاجات أسفرت عن مقتل 160 متظاهرا على الأقل.

ولقي 93 شخصاً على الأقل حتفهم في تظاهرات منفصلة اندلعت في 30 أيلول/سبتمبر في مدينة زاهدان في جنوب شرق البلاد على خلفية تقارير أفادت عن تعرّض فتاة للاغتصاب من قبل مسؤول في الشرطة، بحسب المنظمة الحقوقية.

استمرار التظاهرات الاحتجاجية ضد النظام في إيران

وردّد سكان منطقة اكباتان في طهران في وقت متأخّر من الاثنين، شعارات الحركة الاحتجاجية بما في ذلك “الموت للدكتاتور”، في الوقت الذي استخدمت فيه قوات الأمن القنابل الصوتية في محاولة لفضّ التحرّك، وفقاً لمقاطع فيديو نُشرت على موقع رصد “1500 تصوير” ومواقع أخرى.

وأفادت منظمة “هينغاو” لحقوق الإنسان التي تتخذ من النروج مقرّاً، بأنّ الجنازة التي أُقيمت في مدينة سنندج الرئيسية في محافظة كردستان في شمال غرب إيران الإثنين، للفتاة سارينا سعيدي البالغة من العمر 16 عاماً، التي قُتلت خلال التحرّكات الاحتجاجية، تحوّلت إلى احتجاج تخلّلته هتافات معادية للنظام، بينما قامت نساءٌ بخلع حجابهن.

كذلك، نشر موقع “1500 تصوير” مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، يُظهر طلاّبَ طبّ يحتجّون في مدينة تبريز الشمالية، وهم يقولون للسلطات “أنتم المنحرفون!”، في رسالة إلى شرطة الأخلاق.

وأفادت منظمة حقوق الإنسان في إيران بأنّ طلّاباً نظّموا اعتصاماً الثلاثاء في جامعة أصفهان، بينما أشارت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تحرّك مماثل في كلية الهندسة في جامعة أمير كبير في طهران.

محاكمات

بدأت السبت في طهران محاكمة خمسة رجال متّهمين بارتكاب جرائم يمكن أن يعاقب عليها بالإعدام، على خلفية الاحتجاجات.

وحُكم على أحد هؤلاء الرجال، وهو محمد قبادلو، بالإعدام في الجلسة الأولى للمحاكمة، وفقاً لمقطع فيديو لوالدته نشره مركز عبد الرحمن بوروماند ومقره واشنطن. لكن لم يجر تأكيد هذا الأمر من قبل القضاء.

وبات مغنّي الراب الإيراني الشهير توماج صالحي أحدث شخصية بارزة يتم توقيفها، وفقاً لمركز حقوق الإنسان في إيران ومقرّه نيويورك.

واعتُقل ما لا يقل عن 46 صحافياً حتى الآن، وفقاً للجنة حماية الصحافيين ومقرّها نيويورك. وتعدّ الصحافية مرضية أميري آخر من تمّ اعتقاله، حسبما كتبت شقيقتها سميرة على “إنستغرام”.

في هذه الأثناء، يخوض الناشط البارز في مجال حرية التعبير والكاتب في صحيفة “وول ستريت جورنال” حسين روناغي، الذي اعتُقل بعد وقت قصير على بدء الاحتجاجات، “إضراباً عن الطعام وهو ليس بخير”، حسبما كتب شقيقه حسن على “تويتر” بعدما سُمح للناشط لقاء والدَيه.