صراع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وداعش في قلب مالي
- الجماعة شنت حملة عسكرية يوم 27 أكتوبر الماضي على مواقع لتنظيم داعش في منطقتي “أماكرا” و”أينيكر شمال شرق مالي
- يدفع السكان المدنيين ضريبة الاقتتال بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم داعش في مالي
أقرت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، المرتبطة بتنظيم القاعدة في الساحل والصحراء الإفريقية الكبرى، بمقتل نحو 30 من مقاتليها في اشتباكات مع الفرع المحلي لداعش في مالي، داعية القبائل المالية لمناصرة الجماعة بعد إعلانها الحرب ضد داعش.
وأصدرت مؤسسة الزلاقة، الذراع الإعلامية الرسمية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، بيانًا رسميًا الثلاثاء، تطرقت فيه إلى الاشتباكات بين الجماعة وتنظيم داعش في مالي، قائلةً إن “نصرة الإسلام والمسلمين” شنت حملة عسكرية يوم 27 أكتوبر الماضي على مواقع لتنظيم داعش في منطقتي “أماكرا” و”أينيكر” (شمال شرقي مالي)، وأسفرت تلك الحملة عن مقتل 10 من عناصر داعش، وعللت الجماعة الحملة بأنها انتقام للسكان المحليين الذين سفك داعش دمائهم، على حد قولها.
وأضافت مؤسسة الزلاقة أن مقاتلي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين شنوا هجومًا آخر على معاقل داعش في بلدة “ايغزراغن” (شمال شرقي البلاد)، في الـ28 من أكتوبر الماضي، وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 60 من عناصر داعش، على حد زعم المؤسسة الناطقة بلسان “نصرة الإسلام والمسلمين”.
وأقرت مؤسسة الزلاقة بمقتل 30 من مقاتلي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين من بينهم المجموعة الانغماسية التي هاجمت مناطق داعش، ودعت جميع القبائل والسكان المحليين في المنطقة للتصدي لداعش وأنصاره واصفةً أفراد التنظيم بأنهم “خوارج غلاة”، وهو الوصف الذي يُطلقه تنظيم القاعدة على غريمه داعش.
وفي المقابل، قالت وكالة أعماق، الذراع الإخبارية لتنظيم داعش، في بيان صادر عنها أمس الاثنين 30 أكتوبر 2022، إن عناصر التنظيم هاجموا أعدادًا كبيرة من مقاتلي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بالقاعدة قرب بلدة “ايغزراغن” بعد ارتكاب جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مجزرةً بحق السكان المحليين (المدنيين) في بلدات قريبة، وهو ما أدى إلى مقتل 40 من عناصر الجماعة وإحراق 5 آليات لهم، والاستيلاء على 9 آليات أخرى.
ومن الواضح أن كلًا من جماعة نصرة الإسلام تهاجم مجموعات من السكان المحليين (المدنيين) وتقوم بقتلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم بحجة أنهم أنصار لداعش، بينما يقوم التنظيم في مالي بمهاجمة مجموعات أخرى من السكان المحليين وقتلهم أيضًا بحجة أنهم موالون للجماعة.
ويدفع السكان المدنيين ضريبة الاقتتال بين الجماعة والتنظيم في مالي، إذ يحاول كل منهما أن يُسيطر على مناطق شمال شرق البلاد بقوة السلاح ويجعلها مناطق نفوذ وانتشار له كي يقوم بجمع الضرائب منها ويستخدمها كمناطق نشاط بجانب الاستفادة من الأنشطة غير المشروعة التي تتم بالقرب من المنطقة كعمليات التهريب غير القانونية وغيرها.