الانتخابات الإسرائيلية.. لابيد هنأ نتنياهو على فوزه وتمنّى له النجاح
- لابيد: دولة إسرائيل فوق كل اعتبار سياسي ، أتمنى لك النجاح.
- النتائج الأولية أظهرت فوز معسكر نتنياهو بـ65 من مقاعد الكنيست الـ120.
- يحتاج نتنياهو إلى 61 مقعدا على الأقل لتشكيل حكومة تعيده إلى مكتب رئاسة الوزراء
قال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إنه هنأ رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الخميس على فوزه في الانتخابات.
واتصل لابيد بنتنياهو لتهنئته على الفوز قائلا: “دولة إسرائيل فوق كل اعتبار سياسي ، اتمنى لك النجاح “.
ومن المنتظر أن تعلن اللجنة المركزية للانتخابات في إسرائيل النتائج النهائية لانتخابات الكنيست اليوم الخميس.
النتائج الأولية بعد فرز 97% من أصوات المقترعين، أظهرت فوز معسكر رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بـ65 من مقاعد الكنيست الـ120.
ويحتاج نتنياهو إلى 61 مقعدا على الأقل لتشكيل حكومة تعيده إلى مكتب رئاسة الوزراء الذي غادره العام الماضي إثر تشكيل حكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد.
خلال السنوات الـ 15 التي قضاها رئيسا لوزراء إسرائيل، كان بنيامين نتنياهو زعيمها الأطول خدمة، وأول من واجه محاكمة جنائية أثناء وجوده في منصبه الرفيع.
وأشاد أنصاره بـ “الملك بيبي” و “الساحر” لمهاراته في الفوز بالانتخابات، فقد واجه رئيس حزب الليكود اليميني في إسرائيل أكبر تحد له وهو يناضل من أجل بقائه السياسي أثناء محاكمته بتهم الفساد.
وعلى مدى الأعوام الماضية، كان نتنياهو يواجه اتهامات بتلقي رشوة والاحتيال وإساءة الثقة، وكان على استعداد للتخلي عن رئاسة الحكومة لأحزاب صغيرة مقابل بقائه في الحكومة ولو وزيرا.
غير أن خروجه من رئاسة الحكومة أواسط العام الماضي، لم يبدد من عزمه فحافظ على رئاسة حديدية لحزبه “الليكود” ووثق علاقاته أكثر مع معسكره الذي ضم أحزاب “شاس” و”يهودوت هتوراه” و”الصهيونية الدينية”.
ومع خروجه من الحكومة منتصف العام الماضي، طويت صفحة امتدت 12عاماً متواصلة من حكمه، لكنه يعود دون سقف زمني لبقائه وإن كان وعد بأن تكون ولايته المقبلة هي الأخيرة.
وللمرة الأولى فإن الحكومة التي سيشكلها نتنياهو ستكون يمينية دون أي أحزاب من الوسط أو اليسار.
من هو بينيامين نتنياهو
ولد بنيامين نتنياهو الملقب بـ “بيبي” في تل أبيب عام 1949.
وانتقلت عائلته عام 1963 إلى الولايات المتحدة عندما عُرض على والده المؤرخ والناشط الصهيوني، بن صهيون نتنياهو، منصب أكاديمي وهو في سن الثامنة عشرة.
عاد بنيامين نتنياهو إلى إسرائيل، وقضى 5 سنوات مميزة في الجيش، خدم في وحدة قوات خاصة (كوماندوز) برتبة كابتن.
وشارك في غارة على مطار بيروت عام 1968 وفي حرب أكتوبر/تشرين الأول من عام 1973.
وبعد انتهاء خدمته العسكرية، عاد نتنياهو إلى الولايات المتحدة، و حصل على درجة البكالوريوس والماجستير في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وقُتل شقيقه جوناثان في عام 1976 أثناء قيادة غارة لإنقاذ رهائن من طائرة مخطوفة في عنتيبي بأوغندا، وكان لذلك أثر عميق على عائلة نتنياهو، إذ أصبح اسمه أسطوريا في إسرائيل.
وأنشأ نتنياهو معهدا لمكافحة الإرهاب إحياء لذكرى أخيه، وفي عام 1982 أصبح نائب رئيس البعثة الإسرائيلية في واشنطن.
وبين عشية وضحاها ، انطلق نتنياهو في الحياة العامة، وهو يتحدث الإنجليزية بنبرة أمريكية مميزة، كما أنه أصبح وجها مألوفا في التلفزيون الأمريكي ومدافعا فعالا عن إسرائيل.
وعين ممثلا دائما لإسرائيل في الأمم المتحدة في نيويورك عام 1984.
عندما عاد إلى إسرائيل في عام 1988 انخرط في السياسة الداخلية وفاز بمقعد عن حزب الليكود في الكنيست (البرلمان) وأصبح نائب وزير الخارجية.
وأصبح فيما بعد رئيسا للحزب، ثم أصبح رئيس الوزراء الأول الذي انتخب بشكل مباشر إثر انتخابات مبكرة بعد اغتيال إسحاق رابين في عام 1996.
ويعد نتنياهو أيضا أصغر زعيم لإسرائيل وأول من ولد بعد قيام الدولة عام 1948.
ورغم انتقاده بشدة لاتفاقات أوسلو للسلام عام 1993 بين إسرائيل والفلسطينيين، فقد وقع نتنياهو اتفاقا لتسليم 80 في المئة من الخليل إلى سيطرة السلطة الفلسطينية ووافق على انسحابات أخرى من الضفة الغربية مما أثار استياء اليمين.
وفقد منصبه في عام 1999 بعد أن دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها بـ 17 شهرا، وهزمه زعيم حزب العمل إيهود باراك.
تنحى نتنياهو عن منصبه كزعيم لحزب الليكود وخلفه أرييل شارون.
وبعد انتخاب شارون رئيسا للوزراء في عام 2001 عاد نتنياهو إلى الحكومة، أولا كوزير للخارجية ثم وزيرا المالية. وفي عام 2005 استقال احتجاجا على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في إطار خطة فك الارتباط.
وجاءت فرصته مرة أخرى في عام 2005 عندما انفصل شارون، قبل إصابته بجلطة دماغية شديدة تركته في غيبوبة، عن الليكود وأسس حزبا وسطيا جديدا هو كاديما.
وقد فاز نتنياهو بقيادة الليكود مرة أخرى وانتخب رئيسا للوزراء للمرة الثانية في مارس/آذار من عام 2009.
ووافق على تجميد غير مسبوق لبناء المستوطنات في الضفة الغربية لمدة 10 أشهر مما سمح بإجراء محادثات سلام مع الفلسطينيين، لكن المفاوضات انهارت في أواخر عام 2010.
ورغم أنه أعلن في عام 2009 عن قبوله المشروط بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، فقد شدد موقفه فيما بعد. وقال لمحطة إذاعية إسرائيلية في عام 2019: “لن يتم قيام دولة فلسطينية مثل التي يتحدث عنها الناس، هذا لن يحدث”.
اتهامات بالفساد
تعرض نتنياهو بعد عام 2016 للتحقيق في اتهامات تتعلق بالفساد والذي بلغ ذروته بتوجيه الاتهام إليه بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة فيما يتعلق بثلاث قضايا منفصلة في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2019.
ويُزعم أن نتنياهو قد قبل هدايا من رجال أعمال أثرياء وقدم خدمات في محاولة الحصول على تغطية صحفية أكثر إيجابية.
وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات ويقول إنه ضحية تعقب يشبه “مطاردة الساحرات في العصر الوسيط” دبره خصومه. وخضع للمحاكمة في مايو / أيار من عام 2020، ليصبح أول رئيس وزراء في الخدمة يتعرض لذلك، ورفض دعوات المعارضين له بالتنحي.
ونجا نتنياهو من 3 انتخابات عامة غير حاسمة في أقل من عام وفاز بولاية خامسة قياسية، وكل ذلك في ظل ادعاءات جنائية، ووافق على تقاسم السلطة مع المنافس السياسي بيني غانتس في حكومة وحدة وطنية نادرة شكلت للتعامل مع طوارئ فيروس كورونا.
وأدى انهيار تلك الحكومة بعد 8 أشهر فقط إلى إجراء انتخابات رابعة خلال عامين. وعلى الرغم من أن حزب الليكود فاز بأكبر عدد من المقاعد، إلا أن المعارضة بين الأحزاب اليمينية الأخرى لاستمرار نتنياهو كرئيس للوزراء كانت تعني أنه لن يستطيع تأمين أغلبية.