رغم الجدل حول الزيارة.. الصين تستقبل المستشار الألماني
- أكد المستشار الألماني أولاف شولتس بأنه يسعى لتعزيز العلاقات الاقتصادية الحيوية مع الصين
- خلال زيارة واجه على اثرها انتقادات بسبب اعتماد برلين الكبير على بلد يزداد استبدادا في عهد رئيسه شي جينبينغ
خلال زيارة واجه على اثرها انتقادات بسبب اعتماد برلين الكبير على بلد يزداد استبدادا في عهد رئيسه شي جينبينغ، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس من بكين الجمعة بأنه يسعى لتعزيز العلاقات الاقتصادية الحيوية مع الصين.
ويعد شولتس الأول من بين قادة مجموعة السبع الذي يزور الصين منذ ظهور وباء كورونا الذي دفع ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم لإغلاق حدودها إلى حد كبير.
وقال شولتس الذي استقبله الرئيس الصيني بعد وصوله إلى بكين في قاعة الشعب الكبرى إنه يسعى إلى “تنمية” التعاون الاقتصادي بشكل أكبر بينما أقر بوجود وجهات نظر متباينة حيال عدد من القضايا.
ونقل عنه مصدر حكومي ألماني قوله إنه من الجيد بأن يكون بإمكاننا تبادل وجهات النظر هنا بشأن جميع القضايا، بما فيها تلك التي نراها من منظورين مختلفين. هذا هو الهدف من التواصل.
وأضاف: “نريد أيضاً أن نناقش كيف يمكننا تطوير تعاوننا الاقتصادي في مواضيع أخرى: تغير المناخ والأمن الغذائي والدول المثقلة بالديون”.
بدوره، أعرب شي عن اعتقاده بأن الزيارة ستعزز الفهم والثقة المتبادلين وتعمّق التعاون العملي في مختلف المجالات وستخلق خططا سليمة من أجل تطوير العلاقات الصينية-الألمانية في المرحلة المقبلة.
وأثارت الزيارة الجدل إذ أنها تأتي بعد فترة وجيزة من تعزيز شي قبضته على السلطة وفي ظل ارتفاع مستوى التوتر بين الغرب وبكين بشأن قضايا تبدأ من ملف تايوان ولا تنتهي عند انتهاكات حقوق الإنسان.
كما يواجه اعتماد الصناعات الألمانية الشديد على الصين انتقادات في وقت تتأثر برلين بشكل كبير من تداعيات اعتمادها المبالغ فيه على واردات الطاقة الروسية التي تركتها في أزمة عندما قررت موسكو تقليص الإمدادات.
وفي تعليقه على ذلك، قال النائب المعارض نوربرت روتغن لصحيفة “راينيش بوست” إن نهج شولتس ما زال قائماً على فكرة “أننا نرغب بمواصلة التعامل تجارياً مع الصين بغض النظر عن ما يعنيه ذلك بالنسبة لتبعية اقتصادنا وقدرتنا على التحرك”.
ولم تخف شخصيات ضمن الائتلاف الحاكم أيضاً قلقها حيال العلاقة مع الصين إذ قالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك إن على الأخطاء التي ارتُكبت في الماضي مع روسيا ألا تتكرر.
وبرزت شدة حساسية المسألة عندما اندلع خلاف الشهر الماضي بشأن إن كان سيُسمح لمجموعة الشحن الصينية العملاقة “كوسكو” شراء حصة في محطة حاويات في ميناء هامبورغ.
وبينما رفض شولتس الاستجابة لدعوات ست وزارات لرفض الصفقة على خلفية مخاوف أمنية، سمح للشركة بدلا من ذلك بشراء حصة أصغر.
ارتباط وثيق
من المقرر أن يلتقي شولتس رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ أثناء الزيارة التي تستمر يوماً واحداً ويرافقه خلالها رؤساء كبرى الشركات.
ويرتبط الاقتصادان الألماني والصيني بشكل وثيق، ويرى البعض في برلين أن العلاقة تحمل أهمية بالغة بالنسبة لألمانيا التي تشهد أزمة طاقة أثارتها حرب أوكرانيا ويتّجه اقتصادها نحو الركود.
توفر الصين سوقاً مهماً للمنتجات الألمانية، من الآليات وصولاً إلى المركبات التي تصنعها شركات مثل “فولكسفاغن” و”بي إم دابليو” و”مرسيدس بنز”.
ودافع زعيم أكبر قوة اقتصادية في أوروبا عن الزيارة، مشدداً على أن إجراء محادثات مباشرة مع قادة الصين “ازداد أهمية” بعد توقف هذا النوع من المباحثات جراء الوباء.
وقال في مقال صحافي “لن نتجاهل القضايا المثيرة للجدل” بينما عدد سلسلة مواضيع سيطرحها تشمل احترام الحريات المدنية وحقوق الأقليات العرقية في شينجيانغ.
وفي بكين، أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية تشاو ليجيان بأن الصين تتطلع لزيارة “ناجحة” وبأن “التعاون (بين البلدين) يتجاوز بأشواط المنافسة” بينهما.
كما حذر من أن “الجانب الصيني يعارض التدخل في شؤوننا الداخلية وتشويه سمعتنا تحت غطاء مناقشة مسائل مرتبطة بحقوق الإنسان”.
وتسري مخاوف من أن الزيارة التي تعقد بعد ضمان شي ولاية رئاسية تاريخية ثالثة خلال مؤتمر الحزب الشيوعي الشهر الماضي، قد تكون أثارت قلق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال روتغن من “حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي” المحافظ إن “المستشار يتبع سياسة خارجية ستؤدي إلى خسارة ألمانيا ثقة أقرب شركائها”، متّهما شولتس “بالتصرف بشكل منفرد”.
لكن برلين تشدد على أنها تشاورت مع أبرز شركائها، بينما أصر شولتس بأنه يزور الصين كـ”أوروبي” وليس كمسؤول ألماني فحسب.