منها الانتخابات الأمريكية وفاغنر.. أكاذيب روسيا مسلسل متواصل بدأت تنكشف فصوله

تصريحات بوتين المضللة عرض مستمر

• رجل الأعمال المقرب من بوتين يؤكد حصول تدخل” في الانتخابات الأمريكية عام 2016
• “طباخ بوتين” أكد أن مرتزقة فاغنر توجه إزاء أفريقيا ودول الصراع بأوامر منه
• مجموعة فاغنر وفرت دعمًا عسكريًا في ليبيا

منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في الـ 24 من فبراير هذا العام، ركز المحللون وصناع السياسة الغربيون على مسألة ما يجري داخل رأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تحديدًا بعدما أكد أنه لن يخوض الحرب ضد أوكرانيا، وأعلن نيته عن عدم رغبة بلاده في الدخول في حربٍ مع أوكرانيا.

إلا أن الرياح أتت حينها بما لا تشتهي السفن، ليعلن الحرب بعد ذلك على الفور، وتقوم قواته بغزو الأراضي الأوكرانية، في حربٍ تقترب من عامها الأول.

ومع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا وحتى الآن، تكشف للعالم مدى كذب الرئيس الروسي تجاه قضايا عدة، من بينها الانتخابات الأمريكية، ومرتزقة فاغنر، وكذلك تدخل تلك المجموعة المسلحة في السودان وموزمبيق وليبيا.

التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية

والآن وقبيل انطلاق الانتخابات الأمريكية النصفية، أقر رجل الأعمال المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمعروف باسم (طباخ بوتين) “يفغيني بريغوجين”، بحصول “تدخل” في الانتخابات الأمريكية،

وقال بريغوجين – الذي يخضع لعقوباتٍِ أمريكية جراء دوره في الانتخابات الرئاسية عام 2016 -، قال في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي لشركته “كونكورد، “لقد تدخلنا، نقوم بذلك وسنواصل القيام بذلك بحذر ودقة، وبطريقة موضعية وخاصة بنا”.

وكان بوتين قد نفى مرارًا أن بلاده تدخلت في التصويت الأمريكي لمساعدة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الفوز بالرئاسة، رُغم كشف المستشار الخاص للولايات المُتحدة روبر مولر، عن أدلة تؤكد تدخل الكرملين في انتخابات عام 2016.

وقد اتهم مولر 12 من ضباط المخابرات العسكرية الروسية آنذاك، باختراق رسائل البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي، كما اتهم مسؤولين روس، استخدموا حساباتٍ زائفة على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر خطابٍ مثير للانقسام، ويعمل على تقويض النظام السياسي الأمريكي.

 

وعلى الرغمِ من هذه الاتهامات والأدلة، إلا أن إصرار بوتين على عدم التدخل في الانتخابات كان مستمرًا حتى كشفت الساعات الماضية، عن تدخل بلاده في تلك الانتخابات، من خلال ما قاله “بريغوجين”.

وكان بوتين قد قال في وقتٍ سابق: “ليس لدينا ولم يكن لدينا أي خطط للتدخل في السياسة الداخلية للولايات المتحدة” ، زاعمًا أن الحكومة الروسية لا يمكنها منع المواطنين العاديين من التعبير عن آرائهم حول التطورات في الولايات المتحدة عبر الإنترنت.

 

كذبة فاغنر تفضح بوتين

على مدار سنوات طويلة، ساد الغموض حول من يُحرك مجموعة فاغنر الروسية العسكرية، إذ كان الرئيس الروسي يبرئ دولته من تحركات فاغنر العسكرية، مدعيًا خلال تصريحاته الإعلامية أنها مُجرد شركة لديها مصالح خاصة، ترتبط باستخراج موارد الطاقة وغيرها.

لكن تلك المجموعة بحسب مراقبين وفرت دعمًا عسكريًا في ليبيا، كما خاضت بحسب شبكة سي إن إن معارك ضد مسلحين في موزمبيق. وكذلك كشفت صحيفة نيويورك تايمز ،  أن مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية، باتوا أكثر من مجردِ آلة حرب في أفريقيا، حيث أصبحت تتمدد وتتعزز قوتها عبر سيطرة اقتصادية وعمليات التاثير السياسي.

 

ماذا تفعل فاغنر في السودان؟

وفي عام 2017، توسعت فاغنر في أفريقيا، بتوجيه واضح من يفغيني بريغوزين، حيث أصبح المرتزقة التابعون لها عاملًا مهمًا، بل محوريًا في بعض الأحيان في سلسلة من البلدان المتضررة من الصراعات مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، ومالي. تحديدًا مع انسحاب القوات الفرنسية، حيث اتهمت فاغنر بارتكاب فظائع ضد المدنيين في هذه البلاد وغيرها.

وبحسب نيويورك تايمز، فإن أنشطة فاغنر في السودان، – ثالث أكبر منتج للذهب في القارة السمراء -، يكشف إلى أي مدى استطاعت هذه المنظمة التمدد والتوسع.

ففي شرق السودان، تدعم فاغنر مساعي الكرملين لبناء قاعدة بحرية على البحر الأحمر لاستضافة سفنها الحربية التي تعمل بالطاقة النووية.

وفي غرب السودان، وجدت المجموعة في هذه المنطقة مصدرًا محتملًا لليورانيوم، ومنصة لمرتزقتها للانطلاق في عمليات عسكرية في البلدان المجاورة.

اعتراف طاه بوتين بفاغنر

وبعد ثماني سنوات من الغموض، تبين أن من يقود “فاغنر” هو يفغيني بريغوجين، إذ أقر بنفسه في وقتٍ سابق، أنه أسس “فاغنر” في عام 2014 للقتال في أوكرانيا، واعترف بانتشار عناصر منها في أفريقيا وأمريكا اللاتينية خصوصًا.

ففي بيان نشر على حسابات شركته “كونكورد” للمطاعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أكد بريغوجين أنه أسس هذه المجموعة لإرسال مقاتلين مؤهلين إلى منطقة دونباس الأوكرانية في 2014. وأضاف “منذ تلك اللحظة في الأول من أيار/مايو 2014، ولدت مجموعة اتخذت اسم مجموعة كتيبة فاغنر التكتيكية”.

وهذا الاعتراف أتى ليزكي ما ذهبت إليه تقارير إعلامية سابقة، خاصة بعد نشر مالك “كونكورد” قبل شهرين على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر فيه وهو يجند سجناء في سجن روسي للقتال في صفوف مجموعته على الجبهة الأوكرانية.

ربما تخبئ لنا الأيام القادمة المزيد من الألاعيب والأكاذيب التي لا يزال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يحاول إحكام سيطرته عليها ويُنكرها جملة وتفصيلًا حتى لا تتكشف الحقيقة وتظل غائبة، فيما وفرت هذه الأكاذيب فرصة حقيقية للتأكيد وإظهار كيف انحاز المنددون بالغزو الروسي لأوكرانيا إلى الحقيقة.

 

بامكانك مشاهدة أيضا: سرقة وقتل واغتصاب.. مالي تدفع ثمن وحشية الجهاديين ومرتزقة فاغنر