قاآني في بغداد.. الدلالات والرسائل؟
- وصل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إلى بغداد هذا الأسبوع
- حمل معه تهديداً إيرانياً للعراق بعملية عسكرية برية في شمال البلاد
وصل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد هذا الأسبوع، حاملاً معه تهديداً إيرانياً للعراق بعملية عسكرية برية في شمال البلاد إذا لم يقم الجيش العراقي بتحصين الحدود المشتركة بين البلدين ضد جماعات المعارضة الكردية، بحسب العديد من المسؤولين العسكريين العراقيين والأكراد.
وقالت وسائل إعلام إن مثل هذا الهجوم إذا تم تنفيذه، سيكون غير مسبوق في العراق، وسيثير شبح التداعيات الإقليمية من الاضطرابات الداخلية في إيران، والتي صورتها طهران على أنها مؤامرة أجنبية دون تقديم أدلة.
لكن بعد المأزق الكبير وأمام زخم الاحتجاجات الداخلية، تحاول إيران اليوم الهروب إلى الأمام بإرسال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني للتهديد بالقيام بعملية عسكرية في إقليم كردستان، إذا لم يقم الجيش العراقي بتحصين الحدود المشتركة بين البلدين ضد جماعات المعارضة الكردية.
تهديد قد يبدو غريباً بعض الشيء ولكنه، ليس جديداً على إيران ولا على فيلقها صاحب التدخلات الكبيرة ومفتعِل المشاكل في المنطقة بالتعاون مع أذرعه فيها، إذ تزعم إيران أن جماعات المعارضة الكردية المنفية منذ فترة طويلة في شمال العراق، تحرض على الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران وتهريب الأسلحة إلى البلاد، لكنها لم تقدم أدلة على هذه المزاعم التي نفتها الجماعات الكردية.
اللافت أيضاً في هذا التهديد الصادر عن قائد عسكري بحجم قآني أن إيران تحاول تحميل أطراف خارجية مسؤولية ما يحدث عندها وكأن المواطنين الإيرانيين حاصلون على حقوقهم كاملة ولا يتعرضون للقمع والتسلط من قبل نظام خامنئي.
حاولت إيران أن تُحول العراق إلى الرئة الاقتصادية عن طريق تصدير المنتجات والسلع الغذائية، إضافة إلى فتح المعارض الاقتصادية في مدن الإقليم والعمل على إنشاء مدينة صناعية والتسويق للمنتجات الإيرانية بصورة مركزة في محاولة لاحتكار الأسواق داخل العراق بصورة كاملة.
لم يُساهم هذا التعاون الاقتصادي في تغيير النظرة الإيرانية تجاه إقليم كردستان، بل أصبحت تُشكل مخاطر جدية على مستقبل الأمن والاستقرار داخل الإقليم من خلال العمليات العسكرية المستمرة وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية التي تؤدي إلى تقويض وإضعاف كيان الإقليم بصورة مباشرة، وخاصة مع إصرار إيران على النظر للإقليم كخطر أمني يُهدد المصالح القومية الإيرانية، وتسويق الاتهامات المستمرة لقادة الأحزاب الكُردية بالتواطؤ والعمل مع أعداء طهران لتبرير الهجمات المستمرة التي تستهدف قطاع الطاقة والأماكن المدنية بصورة عامة.
لكن مراقبين يرون أن نموذج إقليم كردستان يُعرقل المشاريع الإيرانية للهيمنة الأمنية والسياسية الكاملة على العراق، حيث فشلت طهران في نقل تجربتها في السيطرة والنفوذ إلى مدن الإقليم من خلال تأسيس الميليشيات والمراكز والمدارس والمؤسسات التي تقوم بالتسويق للمشروع الإيراني وفكرة ولاية الفقيه.
حتى أن السياسيين في إيران يعترفون بهذا الفشل، حيث ينتقد السفير الإيراني الأسبق في بغداد “حسن دانائي فر” منع السلطات الأمنية في كردستان العراق فتح مدارس وجامعات إيرانية في الإقليم.
ليس واضحاً حتى الآن مدى خطورة التحذير الإيراني لكن الواضح أنه يضع بغداد في مأزق، إذ أنها المرة الأولى التي يهدد فيها مسؤولون إيرانيون علناً بعملية برية بعد شهور من التوترات عبر الحدود ويطلبون من العراق نزع سلاح جماعات المعارضة النشطة داخل أراضيه.. فهل ستكتفي إيران بمجرد التهديد أم أنها ستنفذ تهديداتها فعلاً؟