مرتزقة أفارقة جنّدتهم “فاغنر” للحرب بأوكرانيا يعانون
تخلت ميليشيا فاغنر الروسية عن العشرات من متمردي جمهورية إفريقيا الوسطى السابقين في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا بعد تجنيدهم لخوض الحرب إلى جانب قوات موسكو، حسبما قال مقاتلان سابقان لموقع The Daily Beast الأمريكي.
وقال المصدران من جمهورية إفريقيا الوسطى، اللذان جندتهما مجموعة فاغنر في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن العديد من مقاتلي “الاتحاد من أجل السلام المتمردة” السابقين، والبالغ عددهم 100 أو نحو ذلك الموجودين حالياً في أوكرانيا فقدوا الاتصال بفاغنر بعد أن دربتهم المجموعة ونقلتهم إلى هناك جواً منذ ثمانية أشهر.
حيث قال علي، الذي لم يكن في المجموعة التي أُرسِلَت إلى أوكرانيا: “اتصل بنا بعض زملائنا (عبر الهاتف) لإبلاغنا أن الجنود الروس الذين نقلوهم إلى شرق أوكرانيا نشروهم في بلدة معينة وتركوهم للقتال بمفردهم. كما أنهم لم يتلقوا رواتبهم منذ شهور ولا يمكنهم حتى إطعام أنفسهم”.
بحسب علي، فإن بعض المجندين السابقين في جماعة الاتحاد من أجل السلام، الذين غالباً ما يشار إليهم باسم “الروس السود” يضطرون الآن إلى “السرقة من المدنيين” حتى يتمكنوا من النجاة من المصاعب في أوكرانيا.
في فبراير/شباط، سافر أكثر من 200 متمرد سابق من الاتحاد من أجل السلام إلى موسكو لتلقي تدريب عسكري كان من المتوقع أصلاً أن يستمر لأسابيع في معسكر فاغنر، عاد نصفهم فقط إلى البلاد، وفقاً لمسؤولين عسكريين كبار في جمهورية إفريقيا الوسطى.
الوضع “مروع” في أوكرانيا، وفقاً لحسن، الذي قال إنه تحدث إلى ثلاثة من زملائه في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وقال إنهم جميعاً يخشون على حياتهم: “أخبروني أنهم ليس لديهم حتى ذخيرة للقتال. بعضهم لم يرهم زملاؤهم منذ شهور”.
قبل الانضمام إلى فاغنر، كان المتمردون جزءاً من تحالف مقاتلين من مجموعات متمردة رئيسية أُنشِئت في عام 2020 لتعطيل الانتخابات العامة في وسط إفريقيا.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، بدأ المئات من المتمردين من جماعة الاتحاد من أجل السلام، في الاستسلام لحكومة جمهورية إفريقيا الوسطى. عرضت كل من الحكومة ومجموعة فاغنر حوافز للمتمردين للتخلي عن الاتحاد، بما في ذلك وعود بأن المقاتلين سيعملون بشكل وثيق مع قوات جمهورية إفريقيا الوسطى ومرتزقة فاغنر لمحاربة المتمردين الآخرين. وقد غيَّر مقاتلون مثل علي وحسن -وكلاهما في الثلاثينيات من العمر- ولاءهم، على أمل أن يحظوا برعايةٍ جيدة. لكن، مثل زملائهم الموجودين حالياً في أوكرانيا، لم يكونوا أفضل حالاً مما كانوا في وطنهم.
بالنسبة لمعظم العام، لم يتلق “الروس السود” أي أجر من شركة فاغنر أو حكومة جمهورية إفريقيا الوسطى التي وعدت بوضعهم على رواتب شهرية، وفقاً لكل من علي وحسن. ومع ذلك، فإنهم يواصلون العمل عن كثب مع فاغنر في محاربة الجماعات المتمردة في البلاد التي اجتمعت في إطار تحالف الوطنيين من أجل التغيير، ويسعون للإطاحة بحكومة الرئيس فوستين أرشانغ تواديرا.
قال حسن: “من الصعب للغاية العمل مع الروس لأنهم لا يثقون بأي منا. في كثير من الأحيان، يجعلوننا نتحرك معهم في جميع أنحاء البلاد دون إخبارنا بالضبط إلى أين نحن ذاهبون”.
لكن أكثر ما يقلق علي وحسن هو حقيقة أن العشرات من زملائهم في جمهورية إفريقيا الوسطى قد اختفوا في الأشهر الأخيرة دون أن يتركوا أثراً.
قال علي: “منذ شهرين حتى الآن، اختفى ما يصل إلى 50 من زملائنا في ظروف غامضة. لا أحد يعرف مكانهم، والروس لا يجيبون عن الأسئلة المتعلقة بمكان وجودهم”.
هناك شك بين الروس السود في جمهورية إفريقيا الوسطى في أن زملاءهم المفقودين ربما أُرسَلوا إلى أوكرانيا للقتال من أجل روسيا ولكن “لا أحد متأكد”، وفقاً لعلي.