بالنسياغا تحت الضغط في وضع حرج
- اعتذرت دار الأزياء عن الحملة التي لاقت انتقادات واسعة
- أعلنت عن وقف الحملة الإعلانية وسحب الإعلانات المسيئة
دار الأزياء الفرنسية، بالنسياغا في وضح حرج جداً، بعد آخر حملة إعلانية لها، والتي أثارت ردود فعل عنيفة بعد تصوير أطفال يحملون دمى ترتدي ملابس عبودية وإيحاءات جنسية.
واعتذرت دار الأزياء عن الحملة التي لاقت انتقادات واسعة وأعلنت عن وقف الحملة الإعلانية، كاشفة في بيانها الذي نشرته على انستغرام، أنها ستسحب الإعلانات التي يظهر فيها أطفال يحملون حقائب للعلامة التجارية على شكل دببة، ترتدي أحزمة جلدية وأدوات تستعمل “لدى ذوي الميول الجنسية العنيفة”.
وبعد الاعتذار بساعتين فقط، عادت دار الأزياء لتصدر اعتذاراً ثانية بعد أن أشار مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ظهور وثيقة قضائية على طاولة في صورة أخرى من الحملة الإعلانية تتعلق بقضية استغلال الأطفال في إنتاج المواد الإباحية.
وبعد انتشار صور الحملة الإعلانية التي كانت مخصصة لربيع سنة 2024، سارع المعلقون إلى التنديد بمضامينها، متهمين الشركة بـ”إضفاء الطابع الجنسي على الأطفال”، وإنتاج “مواد إباحية للأطفال”.
وتبرأ مصور الإعلان غابرييل جاليمبرتي، في بيان لشبكة CNN الأربعاء، من مسؤوليته عن مضمون الصور أو الفكرة وراءها.
لكن بيان الاعتذار جاء عبر خاصية “الستوري” في إنستغرام، حيث يختفي بعد 24 ساعة وجاء فيه: “نعتذر بشدة عن أية إهانة قد تكون سببتها حملتنا الخاصة بموسم الربيع. لم يكن من المفترض أن تظهر حقائب الدب مع الأطفال بهذا الشكل في هذه الحملة. لقد أزلنا الحملة على الفور عن جميع منصات الوسائل الاجتماعية”.
في جلسة التصوير التي عرضت أخيراً على موقع بالنسياغا الإلكتروني كجزء من حملتها “توي ستوري” (Toy Story) يظهر عارضو أزياء أطفال يحملون حقائب الدب الفخمة التي أطلقتها الدار ضمن مجموعة أسبوع الموضة في باريس لربيع وصيف 2023. والنقاد يشيرون إلى أن الدمى الفاخرة تبدو وكأنها ترتدي زي عبودية وأزياء “BDSM” بما في ذلك شبكة صيد السمك، وأحزمة جلدية مرصعة، وأطواق مزودة بأقفال.
بعد ذلك مباشرة، اكتشف رواد مواقع التواصل إعلانًا آخر عن “حقيبة الساعة الرملية” معروضة على طاولة مع نسخة من حكم المحكمة العليا لعام 2008 المتعلق باستغلال الأطفال في المواد الإباحية. وقد أدى ذلك إلى اعتذار آخر وتهديد باتخاذ إجراءات قانونية ضد المسؤولين.
وفي بيان منفصل نشر على خاصية “إنستغرام” ستوري، اعتذرت بالنسياغا أيضاً عن تضمين وثائق المحكمة في الحملة الإعلانية. وقالت الشركة: “نعتذر عن عرض وثائق مزعجة ومقلقة في حملتنا. نحن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد ونتخذ إجراءات قانونية ضد الأطراف المسؤولة عن إنشاء موقع التصوير وتضمينه عناصر غير موافق عليها في جلسة تصوير حملة أزياء ربيع 2023. نحن ندين بشدة الاعتداء على الأطفال بأي شكل من الأشكال. وندافع عن سلامة الأطفال ورفاهيتهم”.
العلامات التجارية الفاخرة مثل بالنسياغا هم حرفيون يقظون وحماة لصورة علامتهم التجارية. لا شيء على الإطلاق يخرج من باب علامة تجارية فاخرة دون مراجعة شاملة. من غير المتصور ألا يرى أي شخص داخل الشركة الرسائل الضمنية، إن لم تكن صريحة ما زاد من حدة رد فعل المستخدمين على الحملة الإعلانية
والمشكلة تكمن في أن بالنسياغا تجاوزت الحدود الثقافية التي لا يمكن انتهاكها بهذه الإعلانات.
ورغم الأزمة التي أثارتها الحملة الإعلانية، لم تتوقف دار الأزياء عند هذا الحد بل قامت بإطلاق حملة جديدة تحت عنوان Garde Robe.
كشفت بالنسياغا يوم الاثنين النقاب عن حملتها لربيع 23 والتي تسلط الضوء على خط “Garde-Robe” وتمثل حقبة جديدة من الملابس الجاهزة من الشركة.
وفي أول نظرة، تبدو الصورة طبيعية كإعلان موضة عن خط Garde Robe الجديد، لكن عند التمعن على الكتب الموجودة خلف العارضة نجد أسم “مايكل بوريمانز” وهو رسام وصانع أفلام بلجيكي اشتهر برسوماته الدموية عن الأطفال وتلميحاته عن موضوعات الاعتداء الجنسي على الأطفال، طقوس الدم، التدين المظلم، السحر والتنجيم والعنصرية.
لا يزال الكثيرون يعتقدون أن هذا كان أحد الأساليب التسويقية المتعمدة والمسببة للفضائح من بالنسياغا، ولم يكن حادثًا مؤسفًا.
ربما يكون كل هذا جزءًا من استراتيجية علاقات عامة شريرة – الجدل يقود التغطية، مما يدفع الاستهلاك. ربما يكون هذا مجرد مثال آخر على تكتيكات الصدمة في دار الأزياء.
ومع ذلك، قد يكون هذا أيضًا جزءاً من اتجاه اجتماعي أوسع يتم فيه تمجيد العنف الجنسي، وتطبيع الوثن ويمكن للعلامات التجارية الاستمرار في دفع الحدود دون عواقب حقيقية. يدعي كاني ويست أنه خسر ملياري دولار في اليوم بسبب تعليقاته المعادية للسامية، بينما تم إيقاف نجم كرة السلة كيري إيرفينغ لمدة 8 مباريات بسبب صلاته بفيلم يحتوي على مواد معادية للسامية. كم ستدفع بالنسياغا مقابل آخر جلسة تصوير؟