زيلينسكي الممثل الذي أصبح زعيمًا قوميًا
- تحوّل الرئيس الأوكراني إلى رمز يعكس تصميم الأوكرانيين على هزم روسيا
- استخدم زيلينسكي شعبيته ومعاناة الأوكرانيين لانتزاع أسلحة أكثر
اختارت مجلة تايم الأمريكية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شخصية العام 2022 بعدما جسد مقاومة بلاده في وجه الغزو الروسي.
وكتب رئيس تحرير المجلة إدوارد فيلسنتال “سواء كانت المعركة من أجل أوكرانيا تثير الأمل أو الخوف، فإن فولوديمير زيلينسكي حفّز العالم في شكل لم نشهده منذ عقود”.
وتحوّل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى رمز يعكس تصميم الأوكرانيين على هزم روسيا بترسانتها العسكرية الضخمة.
وقبل أسابيع من الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، كان عهده الرئاسي الذي بدأه قبل ثلاثة أعوام، يفقد بعضا من زخمه، إذ إن الممثل الكوميدي السابق كان يواجه صعوبات بالإيفاء بوعوده الانتخابية في بلد يعاني من الفقر والفساد. فاستسهل خصومه القول إن حجم المسؤولية التي يتولاها أكبر من ممثل فكاهي، والدول الغربية التأسّف لأن الرئيس الأوكراني الجديد آنذاك بدا غير قادر على تنفيذ إصلاحات.
وعندما أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فجر 24 شباط/فبراير، غزوه لأوكرانيا، كانت موسكو مقتنعة بأن هجومها سيكون قصيرًا وبأن السلطة الأوكرانية الضعيفة ستنهار.
تعرّضت كل المدن الأوكرانية الكبرى لقصف عنيف، خاركيف ولفيف ودنيبرو وأوديسا، كما توجّه الجيش الروسي إلى العاصمة الأوكرانية كييف.
لم تتردّد صحيفة “فايننشال تايمز” التي منحت زيلينسكي لقب رجل العام، في مقارنته برئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل الذي قاد الحرب ضد النازيين.
في روسيا، على العكس، يُقدّم زيلينسكي على أنه زعيم زمرة نازيين جدد من مرتكبي الإبادات الجماعية أو زعيم مدمني مخدرات، وحتى الشيطان.
صمود ومقاومة
واستخدم الرئيس الأوكراني أيضًا شعبيته ومعاناة الأوكرانيين لانتزاع أسلحة أكثر وتمويل أكبر من حلفائه الغربيين.
ولهذا الغرض، يقدّم بلده دائمًا كحصن في مواجهة الإمبريالية الروسية، وكمدافع عن القيم الديموقراطية، كما فعل في حزيران/يونيو عندما قال أمام النواب التشيكيين إن موسكو تستهدف “مساحة شاسعة من وارسو إلى صوفيا ومن براغ إلى تالين”.
ويتبنى نهجًا صارمًا حيال القادة الذين يطلبون منه تقديم تنازلات لموسكو، كالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
لم يكن الرئيس الأوكراني الذي ترعرع في مدينة كريفي ريغ الصناعية في منطقة ذات غالبية ناطقة بالروسية، يتوقّع أن يؤدي هذا الدور.
قبل دخوله عالم السياسة، حقّق نجاحًا في مسيرة مهنية في التمثيل الكوميدي، في أوكرانيا وكذلك في روسيا، حيث كانت تدعوه القنوات التلفزيونية نفسها التي توجّه له الإهانات اليوم، للظهور على شاشاتها.