تنظيم داعش يعيش أزمة قيادة وتفكك بين عناصره
- نفذ التنظيم 5 هجمات فقط طوال الأسبوع الماضي
- الخلافات الداخلية في التنظيم تؤثر في قدراته العملياتية
اعترف تنظيم داعش، صراحة، بحدوث انشقاقات في صفوفه بعد مقتل زعيمه السابق أبو الحسن الهاشمي، الذي قُتل في اشتباك مع مقاتلين سوريين محليين في مدينة جاسم بمحافظة درعا السورية، منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، محذرًا عناصره من تداعيات الانشقاق أو ترك التنظيم.
ويتزامن إقرار داعش بحدوث خلافات وانشقاقات في صفوفه مع تراجع هجمات التنظيمات بصورة غير مسبوقة ولا سيما في مناطق سوريا والعراق حيث نفذ التنظيم 5 هجمات فقط طوال الأسبوع الماضي من أصل 17 هجومًا (3 هجمات في العراق، وهجومين في سوريا)، وذلك وفق ما وثقته صحيفة النبأ الأسبوعية التابعة لديوان الإعلام المركزي في عددها الجديد (368) الصادر مساء أمس الخميس، وهو ما يعني أن الخلافات الداخلية في التنظيم أثرت في قدراته العملياتية وحدت من إمكانياته على شن الهجمات الإرهابية.
ووجهت الصحيفة الداعشية في افتتاحيتها المعنونة بـ”وليرني امرؤ أميره” رسالة للمنشقين عن التنظيم الذين وصفتهم بـ”المخذولين المفتونين القاعدين”، قائلةً إن مسألة اختيار الخليفة أو الزعيم الجديد أبو الحسين الحسيني القرشي حُسمت بعد اختياره من قبل أهل الحل والعقد في التنظيم (مجلس الشورى في داعش).
وتوحي الصيغة التي استخدمتها أسبوعية النبأ الداعشية بأن هناك خلافات حصلت في الفترة ما بين مقتل أبو الحسن الهاشمي، زعيم التنظيم السابق، واختيار زعيمه الجديد أبو الحسين الحسيني القرشي، وأدت تلك الخلافات إلى انشقاق مجموعة من مقاتلي التنظيم الذين لم يرتضوا تنصيب “الحسيني” أميرًا أو خليفةً للتنظيم.
وذكر التنظيم، في افتتاحية العدد 368 من صحيفة النبأ، أنه يرى أن مجلس الشورى أو أهل الحل والعقد هم الموكلين باختيار الخليفة أو الزعيم الداعشي وليس لأحد غيرهم التدخل في عملية الاختيار، مردفًا أن الأمر حُسم وانتهى باختيار أبو الحسين الحسيني وليس هناك نية للتراجع عن هذا القرار.
وحاول داعش أن يبرر عملية اختيار أبو الحسين الحسيني القرشي فوصفه بأنه “شيخ همام وفارس مقدام”، وهي أوصاف لم يُطلقها المتحدث الرسمي باسم داعش أبو عمر المهاجر، في كلمته الصوتية الصادرة عن مؤسسة الفرقان بتاريخ 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والتي أعلن فيها مقتل زعيم التنظيم السابق واختيار “الحسيني” بديلًا له.
وكان “المهاجر” وصف زعيم داعش الجديد بأنه من قدامى الجهاديين وابن من أبناء التنظيم ولم يتطرق إلى كونه واحد من القيادات العسكرية أو الشرعية في التنظيم، بعكس ما أوردته صحيفة النبأ.
وعلى صعيد متصل، فشل داعش في تبرير سرعة مقتل خلفائه أو زعمائه واكتفى بالقول إن التنظيم لا يملك أعمار قادته وإن قصر مدتهم لا يعد منقصة في حقهم على حد تعبيره.
إلى ذلك، تطرقت صحيفة النبأ الداعشية إلى البيعات التي قدمها عناصر التنظيم في عدد من المناطق إلى زعيمه الجديد أبو الحسين الحسيني، مضيفةً أن هناك بيعات أخرى سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق.
وتواجه العديد من الأفرع الداعشية انتكاسات وتراجعات واضحة وهو ما أدى إلى انخفاض الهجمات الإرهابية التي يشنها التنظيم خلال الفترة الأخيرة، إلى أقل مستوى لها في نحو 8 سنوات.
وسعى التنظيم للتغطية على حالة التراجع العملياتي التي يعيشها بالتركيز على الهجمات التي تشنها جماعة الشباب الموزمبيقية التي يُسميها التنظيم بولاية موزمبيق، وهي جماعة إرهابية تنشط في موزمبيق وتختلف عن جماعة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة، لكنه اضطر للاعتراف بمقتل مجموعة من عناصره في هجمات شنتها القوات الإفريقية في مناطق بمحافظة “كابو ديلغادو” الواقعة في شمال شرق الدولة الإفريقية.
وذكرت صحيفة النبأ أن مجموعة من مقاتلي “ولاية موزمبيق” قتلوا في اشتباكات مع قوات تابعة لبعثة مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي “سادك” في دولة موزمبيق المعروفة باسم “صميم” والتي تُشارك في قمع التمرد الجهادي في شمال البلاد، موضحًا أن القوات الإفريقية استخدمت طائرات مروحية في عملياتها ضد مقاتلي التنظيم.
وكانت قوات “صميم” أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الماضي أنها قتلت نحو 30 من عناصر داعش في موزمبيق خلال عملية في قرية “نكونغا” بمنطقة “ننغاد” شمال شرق موزمبيق.