“يريدون تجميدنا”.. كيف ستتصدى كيف للبرد القارس؟
- تقارير توضح أن الحرب قد “تهدأ” في الشتاء
قال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف، أنه يخطط لأسوأ السيناريوهات وأصعبها، و أنه متمسك بأمل خروج بلاده من الحرب منتصرة بفضل إرادة الشعب الأوكراني وصموده.
وفي لقاءه مع صحيفة “الغارديان” قال أنه واثق تماماً بانتصار بلاده في الحرب، مؤكداً أن التاريخ يكشف أن الطرف الذي يملك دوافع أكثر للقتال يفوز الحرب في النهاية.
ويرى كليتشكو الذي انتقل من حلبات “الفن النبيل” إلى عوالم السياسة، أن لإنهاء وضع الحرب “إجابة حقيقية واحدة: هزيمة روسيا في ساحة المعركة”.
ويقول: “لا أعلم متى ستنتهي هذه الحرب، لكنني أعلم أننا سنفوز بها، إنها قاعدة أن يموت الناس في الحروب، لكن يبقى الأهم ما الذي يدفعك للقتال؟”.
يجيب على سؤاله: “لا يوجد تفسير حقيقي لقتال الجنود الروس، إنهم يقاتلون من أجل المال فقط، أما نحن، نحن مستعدون للموت من أجل عائلتنا وأطفالنا، كلنا، نحن نناضل من أجل مستقبل أطفالنا، من أجل الديمقراطية.. لأننا لا نريد أن نعيش في بلد عبارة عن سجن بناه بوتين، لكل هذه الأسباب يفضل جنودنا الموت على الانحناء”.
الاستعداد للأسوأ
تتوسط مكتب العمدة صحيفة محلية تحمل عنوانا عريضا: “سنتغلب وننتصر”، يكشف المسؤول الأوكراني أن السلطات تصدرها وتوزعها في جميع أنحاء المدينة، حيث تقدم معلومات ونصائح وتوجيهات لتتبعها في مختلف الحالات والسيناريوهات المحتملة.
وتكشف الجريدة المطبوعة، مواقع الخدمات الأساسية في حالات الطوارئ القصوى، مثل مواقع المتاجر ومكاتب البريد والبنوك، وترتيبات النقل العام. كما تحدد مواقع 45 محطة مترو، ستظل مفتوحة كملاجئ، وستوفر شحن الهاتف والإنترنت، بالإضافة إلى نصائح للبقاء على قيد الحياة في حالة انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة.
يقول كليتشكو، بطل العالم السابق في الملاكمة، هذا السيناريو الأخير يبقى أسوأ احتمال، مضيفا: “نحتاج إلى إخبار الناس بما يتعين عليهم فعله إذا أصبح الموقف حرجاً ولم يستطيعوا الوصول إلى الإنترنت أو وسائل الإعلام”.
“يريدون تجميدنا”
وبعيدا عن الضربات الجوية الضخمة التي تستهدف المدينة منذ 20 أكتوبر الماضي، تبدو الحياة في العاصمة طبيعية إلى حد كبير، فالمطاعم والشوارع مزدحمة، وحركة المرور تتم بشكل عادي، غير أن انخفاض درجات الحرارة إلى -8 درجة مئوية هذا الأسبوع، أعاد إلى كييف هواجس حدوث أزمة إنسانية.
يقول كليتشكو: “بفضل جيشنا، تمكننا من القضاء على جميع الصواريخ التي أطلقت على كييف، الثلاثاء”، قبل أن يستدرك قائلا، “لكن قبل أسبوعين فقط كنا على وشك انقطاع شامل للتيار الكهربائي التام، وهذا ما نخشاه، حيث إن توقف الطاقة يعني غياب الماء والكهرباء والتدفئة، وبالتالي، عواقب وخيمة”.
ويتابع المسؤول الأوكراني، “في الهجوم السابق، كانت المدينة بأكملها تقريبا بدون كهرباء، وخلال الـ 12 ساعة التالية، كنا نعمل ليلا ونهارا لإعادة تشغيلها “.
“لم نتوقع أبدا أنهم سيحاولون تدمير البنية التحتية المدنية لمدننا”، يضيف كليتشكو، واصفا هذه الخطوة بـ”إبادة جماعية وإرهاب.. إنهم يريدون تجميد السكان المدنيين. يريدون قتلنا، يريدون أوكرانيا بدون الأوكرانيين”.
وبالنسبة إلى كليتشكو، تبقى الجهود لحماية العاصمة “ضبابية”، قائلا: “بصراحة، إنها أيام طويلة، أحيانا أكون في حيرة من أمري في أي يوم من أيام الأسبوع نحن، أنام في مكان مختلف كل ليلة ولا أعرف ما التحديات التي سيتوجب عليها مواجهتها في اليوم الموالي، الأهم أنني، ما زلت على قيد الحياة وليس كل شخص يتمتع بامتياز التمتع بصحة جيدة”.