بيلاروسيا تعاقب معارضي الغزو الروسي بـ”الإعدام”
- سمحت مينسك لروسيا باستخدام أراضيها لشن هجمات على أوكرانيا
- استياء في صفوف القوات المسلحة البيلاروسية
تستعد بيلاروسيا لتطبيق عقوبة الإعدام بحق عسكريين ومسؤولين كبار مدانين بالخيانة العظمى، على خلفية رفضهم دعم غزو أوكرانيا، وهي خطوة قد تؤدي لاندلاع احتجاجات في العاصمة مينسك، وفقا لما ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية.
وكان قد أوضح الرئيس البيلاروسي، إلكسندر لوكاشينكو، أنه لن يأمر بنشر قوات بلاده في أوكرانيا لدعم الغزو الروسي المتعثر، وذلك على رغم العلاقات الاقتصادية والسياسية الوثيقة مع موسكو.
ومع ذلك سمحت مينسك لروسيا باستخدام أراضيها لشن هجمات على أوكرانيا، بما في ذلك شن ضربات صاروخية.
وقال قادة عسكريون أوكرانيون إن هناك “استياءً متزايدًا” في صفوف القوات المسلحة البيلاروسية بشأن خطر انجرار الدولة السوفيتية السابقة إلى الصراع الذي بدأ في فبراير الماضي.
وأوضح جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية مؤخرًا أن روسيا كانت تخطط لهجمات على البنية التحتية البيلاروسية الحيوية، والتي من شأنها أن تجبر لوكاشينكو على إصدار أوامر بدخول قواته إلى أوكرانيا.
وعلى الرغم من أن القوات المسلحة البيلاروسية يبلغ عدد أفرادها 48 ألف عنصر فقط، فإن مشاركتها ستجبر كييف على سحب قوات من جنوب وشرق أوكرانيا، مما قد يمنح روسيا اليد العليا في تلك المناطق.
وكانت بيلاروس، قد أعلنت في وقت سابق من يوم الأربعاء عن عزمها نقل معدات وقوات عسكرية، زاعمة أن ذلك بهدف إجراء تدريبات لمكافحة الإرهاب.
ونقلت وكالة أنباء بيلتا الرسمية عن مجلس الأمن في بيلاروس “خلال هذه الفترة، من المقرر نقل معدات عسكرية وعناصر من قوات الأمن الوطني”.
وأضاف: “ستقيد حركة المواطنين على طول بعض الطرق العامة والمناطق، وسيخطط لاستخدام أسلحة مقلدة للتدريب”، دون أن تتوفر معلومات عن أي أجزاء من البلاد ستتأثر بالأمر.
وتقول أوكرانيا منذ شهور عدة أن بيلاروسيا وروسيا تخططان لتوغل جديد عبر حدودها الشمالية.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، في بيان على فيسبوك اليوم الأربعاء: “وحدات العدو تتدرب في بيلاروس. والهجمات الروسية مستمرة من أراضيها”.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي البيلاروسي، أرتيوم شريبمان، أن الخطوة الرامية إلى تطبيق عقوبة الإعدام على من تجري إدانته بتهمة “الخيانة العظمى” تهدف إلى ضمان أن أي نشر محتمل للقوات في أوكرانيا سوف يجري بسلاسة قدر الإمكان.
وتابع: “لكن هذا لا يخبرنا بأي شيء عما إذا كان لوكاشينكو قد اتخذ قرار الدخول في الحرب”.
وأقر البرلمان البيلاروسي يوم الأربعاء قانون الإعدام في مرحلته الأولية لمن يدان بتهمة الخيانة، كما تخطط الحكومة لتجريم “تشويه سمعة” الجيش، علما أن بيلاروس هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي لا تزال تطبق عقوبة الإعدام.
وأثارت الوفاة المفاجئة الشهر الماضي لوزير الخارجية بيلاروس، فلاديمير ماكي، الذي قاد محاولات مينسك لتحسين العلاقات مع الغرب، التكهنات بأن الجهات الموالية لروسيا تقف وراء “عملية اغتياله”.
وكانت تقارير تحدثت عن أن ماكي البالغ من العمر، 64 عاماً، قد توفي بنوبة قلبية.