تراجع نفوذ الجماعات الإرهابية في خريطة 2022
- الاقتتال الداخلي الذي يحدث بين تنظيماتٍ إرهابية ساهم في تعرضهم لخسائر فادحة
- فروع القاعدة تدهورت على نحوٍ كبير في سوريا وشمال أفريقيا وكذلك في الصومال
- من غير المرجح أن تنتهي حرب تنظيم داعش الإرهابي المُعلنة على جماعة طالبان في عام 2023
خسائر فادحة تكبدتها الجماعات الإرهابية على مدار عام 2022، ما عرضها لانتكاساتٍ متتالية دفعت صفوفها للتراجع إلى حدٍ كبير.
ولعل ما يزيد المشهد تعقيدًا بالنسبة لهذه العناصر المتطرفة والمتشددة، هو الاقتتال الداخلي الذي يحدث بين تنظيماتٍ إرهابية وأخرى، ففي منطقة الساحل يسعى كل من تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة لتأسيس نفوذهم، ما يدفعهم للاصطدامِ حتمًا في هذه العملية، ويزيد من الخسائر التي يتكبدونها، الأمر الذي شكّل عائقًا أمام أي طموحاتٍ للتوسع.
عودة طالبان.. كيف كانت؟
وفي أغسطس من عامِ 2021، شكّلت عودة جماعة طالبان إلى السلطة لحظة حاسمة بالنسبة لغيرها من الجماعات، التي باءت محاولاتها بالفشلِ في ظل سعيها لتقليد طالبان بأماكنِ أخرى، حتى وإن كان على نطاقٍ أصغر.
وقد عكست النكسات الإقليمية للتنظيمات الإرهابية فشل هذه الجماعات، رغم التحريض المتواصل وشن هجماتٍ إرهابية بصورة مستمرة، وهو أمر ذكرته قيادة تنظيم داعش الإرهابي، التي أعربت عن خيبة آملها هذا العام.
خسائر داعش والقاعدة
ولعل ما زاد الطين بلة، هو خسارة أكبر مجموعتين إرهابيتين عالميتين وهم تنظيمي داعش والقاعدة 3 من قاداتهم إجمالًا، خلال عام 2022، إذ قتل قادة داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي وأبو الحسن الهاشمي القرشي في سوريا خلال فبراير من العام الجاري، وعلى الأرجح في أكتوبر الماضي.
وذلك قبل أن ينضم الزعيم الجديد لتنظيم داعش في الـ 30 من نوفمبر الماضي، وهو أبو الحسين الحسيني القرشي إلى هذا الخط من القادة المجهولين.
أما بالنسبة لتنظيم القاعدة، فقتل القيادي أيمن الظواهري في غارة جوية أمريكية بالعاصمة الأفغانية كابول في الـ 31 من يوليو الماضي.
وفي أعقابِ ذلك، فشل تنظيم القاعدة في تسمية خليفة – وهو تأخير زاد من استياء الأوساط الإرهابية – باعتباره مؤشرًا على صعوبة إيجاد قيادي بإمكانه أن يكون زعيمًا للتنظيم.
والأمر لم يحدث في 2022 فحسب، بل أغلب قيادات تنظيم القاعدة تم استهدافهم في السنواتِ الأخيرة.
فشل جماعة الشباب في الصومال
على مدار عام 2022، أشارت تقارير عالمية إلى مجازر مجموعة فاغنر الروسية في مالي والتي جاءت في صالح الجماعات الإرهابية وتحديدًا تنظيم القاعدة، التي تدعي وتزعم أنها تقاتل لحماية المدنيين من فاغنر.
ورغم تلك المجازر، إلا أن فروع القاعدة تدهورت على نحوٍ كبير في سوريا وشمال أفريقيا وشبه القارة الهندية وكذلك في الصومال.
ففي سبتمبر الماضي توقع تنظيم القاعدة أن جماعة الشباب التي تُسيطر على مساحاتٍ من الأراضي في وسطِ وجنوب الصومال، ستكون قروية بما يكفي للتقدم في مقديشو والاستيلاء على البلاد بأكملها، وهو سيناريو مشابه باستيلاء طالبان على أفغانستان، لكن هذا لم يحدث وباءت كافة محاولات “الشباب” بالفشل.
ما المتوقع في 2023؟
كان هناك عدد من الأحداث الجهادية هذا العام، والتي برزت أيضًا وتستحق التفكير فيها عند دراسة التهديدات المستقبلية.
فبحسب تقارير إعلامية من غير المرجح أن تنتهي حرب تنظيم داعش الإرهابي المُعلنة على جماعة طالبان في عام 2023، إذ كان داعش استهدف ولاية خراسات الأفغانية، والأقليات الدينية، وكذلك أهدافًا أجنبية مثل السفارتين الروسية والباكستانية، وأيضًا فندقًا يرتاده المواطنون الصينيون، بهدفِ تشويه سمعة حكام أفغانستان.
هيئة تحرير الشام تحاول دون جدوى
وعلى الرغم من رسائلها الناعمة، فإن توغل هيئة تحرير الشام في أكتوبر بالمناطق التي تسيطر عليها الجماعات المتمردة في شمال حلب، في سياق الاقتتال الداخلي، سلط الضوء على جهود التنظيم الرامية إلى توسيع نفوذه في الشمال، بما في ذلك المناطق الخارجة عن سيطرته حاليًا.
ومن المرجح أن تواصل هيئة تحرير الشام جهودها التوسعية في عام 2023، والتي سيعتمد نجاحها بشكل كبير على الإجراءات السياسية والدبلوماسية التركية في سوريا العام المقبل.
وكانت هناك مؤشرات على تقارب تركيا مع الحكومة السورية في الأشهر الأخيرة من عام 2022. إذا تم توحيد هذه الحركات الدبلوماسية، فمن المحتمل أن يكون لها تأثير سلبي على وضع الجماعات المتمردة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، في شمال سوريا.