لماذا تنفي كوريا الشمالية دعم فاغنر في قتالها بأوكرانيا؟
- فاغنر تنفق أكثر من 100 مليون دولار شهريًا على عملياتها في أوكرانيا
- كوريا الشمالية تسلم شحنة أسلحة لمجموعة فاغنر الروسية
- فاغنر تبحث في جميع أنحاء العالم عن موردي أسلحة
10 أشهر على بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث بدأ في الرابع والعشرين من فبراير من العام الجاري، وهي المُدة التي لم تستطع فيها القوات الروسية مواصلة غزوها دون الحاجة إلى معدات ودعم من دول أخرى، حيث لجأت أولا إلى إيران التي أمدتها بالطائرات المسيرة، والتي كانت سببًا رئيسًا في تدمير البنى التحتية في أوكرانيا.
وكشفت تقارير عن تسليم كوريا الشمالية شحنة أسلحة لمجموعة فاغنر، بهدف تعزيز قدرتها على القتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، وهو ما أكده البيت الأبيض.
ذكرت صحيفة “طوكيو شيمبون” اليابانية في وقت سابق أن كوريا الشمالية شحنت ذخائر، تشمل قذائف مدفعية، إلى روسيا بواسطة قطارات عبر حدودهما الشهر الماضي وأنه من المتوقع أن تنقل شحنات إضافية خلال الأسابيع المقبلة.
من ناحيته قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي إن الولايات المتحدة ستعزز عقوباتها على المجموعة العسكرية الروسية، بعد صفقة بيع الأسلحة الأخيرة، والتي سلّمتها كوريا الشمالية بموجبها صواريخ، وهو ما يشكل خرقا لقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
وأضاف كيربي في تصريحات للصحافيين: “فاغنر تبحث في جميع أنحاء العالم عن موردي أسلحة لدعم عملياتها العسكرية في أوكرانيا”.
وقال: “يمكننا أن نؤكد أن كوريا الشمالية أكملت عملية تسليم أسلحة أولى إلى فاغنر التي دفعت ثمن تلك المعدات”.
وأشار إلى إن المجموعة المستقلة عن مؤسسة الدفاع الروسية وتفرض حصارًا على مدينة باخموت في أوكرانيا، تنفق أكثر من 100 مليون دولار شهريًا على عملياتها في أوكرانيا. مضيفًا: “فاغنر تبرز بصفتها مركز قوة منافسًا للجيش الروسي ووزارات روسية أخرى”.
وأشار كيربي إلى تقديرات تفيد بأن عديد عناصر مجموعة فاغنر يبلغ نحو 50 ألفا بينهم عشرة آلاف “متعاقد” من ذوي المهارات و40 ألف من المحكومين.
تأييد بريطاني
وجاء في بيان لوزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أن تقييم المملكة المتحدة يتوافق مع التقييم الأمريكي الذي يفيد بأن كوريا الشمالية باعت أسلحة لمجموعة فاغنر الروسية في خرق لقرارات الأمم المتحدة.
واعتبر كليفرلي أن “طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة من كوريا الشمالية هو مؤشر يدل على يأس روسيا وعزلتها”.
وتابع: “سنعمل مع شركائنا على جعل كوريا الشمالية تدفع ثمنا باهظا لدعمها الحرب غير المشروعة لروسيا على أوكرانيا”.
فاغنر تُجند المساجين
مجموعة “فاغنر” قامت في الأشهر الأخيرة بتجنيد عدد كبير من المعتقلين في السجون الروسية، وإرسالهم للقتال على الخطوط الأمامية في أوكرانيا، مقابل وعود بخفض محكومياتهم وتقديم رواتب مغرية، وذلك وفق تقارير دولية.
ومنذ العام 2014، تُتهّم هذه المجموعة بخدمة مصالح بوتين سرا وارتكاب فظائع في عدّة مناطق نزاع.
وفي سبتمبر، أقرّ يفغيني بريغوجين (61 عاما) وهو رجل أعمال روسي مقرّب من بوتين، بأنه أسّس هذه المجموعة بعد سنوات من النكران، وبات ينشط في شكل مكشوف في روسيا، في مؤشّر إلى تنامي نفوذه.
كوريا الشمالية تنفي.. وبريغوجين: تكهنات
من ناحيتها، نفت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية أنها قدمت ذخائر لروسيا.
وقال متحدث باسم الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية الخميس، إن “التقرير الكاذب لوسائل الإعلام اليابانية بأن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية قدمت ذخائر لروسيا هو أبشع هراء ولا يستحق أي تعليق أو تفسير”.
ولم يأت بيان وزارة الخارجية في كوريا الشمالية على ذكر “فاغنر”.
ووفقا للبيت الأبيض، تسلمت المجموعة الروسية صواريخ وقذائف لقوات المشاة من كوريا الشمالية، وهو ما نفاه يفغيني بريغوجين، مالك “فاغنر”، ووصفه بأنه محض “ثرثرة وتكهنات”.
وقال المتحدث باسم كوريا الشمالية إن “جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لم تغير موقفها القائم على المبادئ إزاء قضية صفقات الأسلحة مع روسيا والتي لم تحدث قط”.