صربيا تعلن وضع قواتها العسكرية في حالة تأهب قصوى إثر التوترات في كوسوفو
- أعلن الإقليم الصربي استقلاله في 2008
- 120 ألف صربي يعيشون في شمال كوسوفو
في خطوة تنذر باحتمال اندلاع حرب جديدة بأوروبا أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الاثنين، وضع الجيش على أعلى مستوى من التأهب القتالي، إثر التوترات التي تفاقمت مؤخرا في كوسوفو بين الأغلبية الألبانية والأقلية الصربية فيما وصف رئيس الأركان الصربي الجنرال ميلان مويسيلوفيتش الوضع في المنطقة الحدودية مع كوسوفو بـ”الصعب والمعقد”.
وأعلن الإقليم الصربي استقلاله في 2008، لكن بلغراد التي ترفض الاعتراف بالدولة الفتية تحض 120 ألف صربي يعيشون في شمال كوسوفو على تحدي سلطات بريشتينا.
ومساء الاثنين، قال وزير الدفاع الصربي ميلوس فوسيفيتش في بيان إن “رئيس صربيا أمر الجيش الصربي بأن يكون على أعلى مستوى من التأهب القتالي، أي على مستوى الجاهزية لاستخدام القوة المسلحة”.
وكان رئيس الأركان الصربي الجنرال ميلان مويسيلوفيتش قال الأحد، إن الرئيس أمره بالتوجه إلى المنطقة الحدودية مع كوسوفو.
حليف بوتين في البلقان
وتعززت هذه المخاوف في ظل قلق غربي من دور تلعبه روسيا في تأجيج التوترات بالبلقان خاصرة أوروبا الضعيفة، وتحديداً بين الصرب الذين لديهم علاقات تاريخية ودينية مع روسيا، والبوسنة والهرسك وكوسوفو البلدين ذوي الأغلبية المسلمة.
مع أنها تتطلع للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ترفض صربيا المشاركة في العقوبات الدولية المفروضة على روسيا بعد ضمها شبه جزيرة القرم.
لكن في المقابل تعتمد بلغراد على حق “الفيتو” الروسي في إيقاف أي اعتراف دولي بكوسوفو، التي انفصلت عن جمهورية يوغسلافيا سابقاً، وتطمح هي الأخرى في الانضمام مستقبلاً للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويمنع الموقف الروسي في مجلس الأمن هذا الإقليم السابق لصربيا التي خسرته بعد حملة قصف قام بها حلف شمال الأطلسي في 1999، من الانضمام إلى الأمم المتحدة.
وعندما زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2019 صربيا حليفته الكبرى في البلقان، رُفعت في شوارع بلغراد لافتات كتب عليها: “كوسوفو هي صربيا، والقرم هي روسيا”.
وقبل وقت طويل من دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، استشهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتفكك يوغوسلافيا لتبرير تدخله في أوكرانيا، إذ اعتبر أن قصف الناتو لصربيا عام 1999 وقبول الغرب لكوسوفو كدولة خلقا سابقة غير قانونية حطمت القانون والنظام الدوليين.
أسباب الأزمة
واشتعل فتيل التوتر بين صربيا وكوسوفو عندما حددت بريشتينا 18 كانون الأول/ديسمبر موعدا لإجراء انتخابات محلية في بلديات ذات غالبية صربية، لكن أبرز حزب سياسي صربي أعلن مقاطعته لها.
ولاحقا ألقت السلطات الكوسوفية القبض على شرطي سابق يشتبه بضلوعه في هجمات ضد ضباط شرطة من أصل ألباني، ما أثار غضب الصرب الذين لجأوا الى قطع الطرق.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أضرب المئات من عناصر الشرطة الصرب في جهاز شرطة كوسوفو بالإضافة إلى قضاة ومدعين عامين وغيرهم عن العمل احتجاجاً على قرار بمنع الصرب الذين يعيشون في كوسوفو من وضع لوحات ترخيص صربية على سياراتهم.
لكن رغم تعليق تنفيذ القرار، استمر إضراب الموظفين ورجال الشرطة الصرب ما أحدث فراغاً أمنياً في كوسوفو.
وحذرت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش الأسبوع الماضي من أن الوضع مع كوسوفو “على حافة الانزلاق إلى نزاع مسلح”.
وحذَّر منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الشهر الماضي، من احتمال “التصعيد والعنف” بعد فشل المحادثات العاجلة بين كوسوفو وصربيا في حل نزاعهما الطويل.
تاريخ قاتم
وكوسوفو كانت إقليماً صربياً يتمتع بالحكم الذاتي وتسكنه أغلبية ألبانية مسلمة، ولكن بعد انهيار يوغسلافيا، أراد السكان الحصول على الاستقلال، فردَّت صربيا بشن حرب دموية شهدت جرائم ضد الإنسانية خلال عامي 1998 و1999، انتهت بتدخل الناتو ثم أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا عام 2008، لكن بلغراد ترفض الاعتراف بها رغم أنها لا تملك سيطرة رسمية هناك، وتعتبرها إقليماً متمرداً.