“حرب مع الطبيعة الأم”.. العاصفة الثلجية في الولايات المتحدة مستمرة
بدأت طواقم الطوارئ تتفقد خسائر العاصفة الثلجية التي حرمت ملايين الأمريكيين من الاحتفال بعيد الميلاد، خاصة في مناطق غرب نيويورك المغطاة بالثلوج وحيث وصل عدد الوفيات جراء الطقس إلى 25، في ما وصفته السلطات بأنه “حرب مع الطبيعة الأمّ” في مواجهة “عاصفة القرن“.
وما زالت أجزاء من شمال شرق الولايات المتحدة تواجه سلسلة من العوامل الجوية المتطرفة بما يصاحبها من ثلوج ورياح ودرجات حرارة متجمدة اجتاحت البلاد على مدار عدة أيام، متسببة بانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وإلغاء آلاف الرحلات الجوية وما لا يقلّ عن 47 حالة وفاة.
وأدّى الطقس المتطرف إلى إلغاء أكثر من 17 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة بما في ذلك نحو 3500 رحلة الإثنين، وفقا لموقع Flightaware.com.
وتوقعت الأرصاد الجوية أن يستمر تساقط الثلوج في مدينة بافالو، المعتادة على الطقس الشتوي السيء، وأن تضاف طبقة سمكها 35 سنتيمترا إضافة إلى ما تراكم منذ أيام وأدّى إلى شلّ المدينة وانهيار خدمات الطوارئ فيها.
وكتب الرئيس الأمريكي جو بايدن في تغريدة على تويتر “قلبي مع أولئك الذين فقدوا أحبّاءهم”، مشيراً إلى أنّه تحدّث هاتفياً مع حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول، ووعد بتوفير الموارد الفدرالية اللازمة.
وظل الطقس العاصف مخيما على مقاطعة إري في غرب نيويورك حيث تقع بافالو والتي صارت تمثل بؤرة أزمة الطقس.
وقال مارك بولونكارز المسؤول التنفيذي في مقاطعة إري خلال مؤتمر صحافي “بالإضافة إلى الوفيات ال13 المؤكدة بالأمس، أكد مكتب إدارة الصحة في مقاطعة إري حدوث 12 وفاة إضافية، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات بسبب العاصفة الثلجية إلى 25 على مستوى المقاطعة”.
وأضاف بولونكارز أن الطقس العنيف يجعل هذه “أسوأ عاصفة على الأرجح في حياتنا وفي تاريخ المدينة”، مشيرا إلى أن عدد الوفيات في إري سيتجاوز على الأرجح ضحايا العاصفة الثلجية القوية التي ضربت بافالو عام 1977 وأودت بحياة نحو 30 شخصا.
ومع التوقعات بازدياد تساقط الثلوج والإعلان أن معظم طرق بافالو “غير سالكة”، حذر بولونكارز السكان بضرورة التزام منازلهم.
وقال “هذه ليست النهاية بعد، لم نصل الى هناك بعد”.
وأنقذ أفراد الحرس الوطني وفرق أخرى مئات الأشخاص من السيارات التي دفنت تحت الثلوج، لكن السلطات قالت إن المزيد من الناس ما زالوا محاصرين.
وأعربت حاكمة نيويورك كاثي هوشول عن صدمتها مما شاهدته خلال جولة استطلاعية في المدينة.
ووصفت هوشول الأمر بأنه أشبه “بمنطقة حرب، ومشهد السيارات على جانبي الطرقات صادم”، مشيرة الى تهديد الثلوج المتراكمة بأكثر من مترين للمنازل ومعاناة السكان من انقطاع الكهرباء.
وقالت “انها حرب مع الطبيعة الأم”. وأضافت في تصريح للصحافيين “بالتأكيد إنها عاصفة القرن”، مضيفة أن “من السابق لأوانه القول إنها على وشك أن تنتهي”.
أدى الطقس القاسي إلى انخفاض درجات الحرارة في 48 ولاية أمريكية إلى ما دون الصفر خلال عطلة نهاية الأسبوع.