إيران تواجه عقوبات تمنعها من بيع النفط
- طهران تملك نفوذًا واسعًا على قطاعات مختلفة داخل بغداد
- السلطات الإيرانية تستغل تشابه النفط العراقي والإيراني
كشفت شبكة “أويل برايس” المسؤولة عن متابعة ملفات النفط حول العالم، الأربعاء، عن معلومات حصلت عليها تؤكد قيام إيران بتوسعة نفوذها على قطاع النفط العراقي بشكل واسع من خلال عدة تحركات قامت بها خلال المدة الماضية بهدف تأمين تهريب نفطها من خلال العراق، وحمايته من السيطرة الأمريكية، واحتدام صراع النفوذ بين واشنطن وطهران في بغداد والصراعات التي تعيشها طهران بسبب التظاهرات التي لم تتوقف بعد مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق.
رغبة إيرانية في السيطرة على القطاع النفطي بالعراق
وبينت الشبكة بحسب تحقيقها أن السلطات الإيرانية ومنذ سنوات تملك نفوذًا واسعًا على قطاعات مختلفة داخل الدولة العراقية، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تصاعدا غير مسبوق في المساعي الإيراني للسيطرة على قطاع واحد تحديدا في العراق، قطاع النفط، على حد تعبيرها.
روسيا تحاول توسعة نفوذها في جنوب أوروبا والعراق
أوضحت الشبكة أن روسيا وسعت من نفوذها في كردستان العراق بعد انتهاء الحرب على داعش عام 2017 من خلال صفقات نفطية أبرمتها مع حكومة الإقليم، إلا أن الأمور تغيرت بعد العقوبات التي فرُضت على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا. وتعطل قوتها الجيوسياسية في العراق ممثلة بشركاتها النفطية “كروز نفت” والتي كانت تقدم تمويلا هائلا لإقليم كردستان.
ووجدت الولايات المتحدة في ذلك بابا للدخول كبديل عن الروس وتمويل الأكراد بمقابل استهداف المصالح الإيرانية، الأمر الذي صعد من اهتمام طهران بتوسعة نفوذها في العراق بشكل أكبر، وضمان بقاء إقليم كردستان تابعا لبغداد.
رحلة تحويل النفط الإيراني إلى “عراقي”
المعلومات التي كشفت عنها الشبكة أكدت، أن السلطات الإيرانية، وبسبب تشابه النفط العراقي والإيراني بشكل كبير وعدم قدرة الخبراء على تمييز الفرق، تقوم باستخدام العراق لتهريب نفطها إلى السوق العالمي، حيث يتم نقل النفط الإيراني إلى الموانئ ومنافذ التصدير العراقية، ويمر بالخطوط اللوجستية الدولية الى العالم على أنه نفط عراقي.
وفيما يتعلق بتفاصيل التهريب، تابعت الشبكة، أنه “بعد أن يتم وصم النفط الإيراني بأنه عراقي من قبل الخبراء، فإن الجزء الأكبر منه يتم تحميله عبر ناقلات نفط عراقية من ميناء البصرة، ويذهب بعدها إلى أي سوق يمكن للعراق الوصول إليه.
وأضافت الشبكة: “فيما يذهب الجزء الآخر إلى أوروبا من خلال إقليم كردستان العراق، وأنبوب النقل التركي ثم ميناء جيهان، مؤكدة أن إيران تقوم مسبقا بالاتفاق مع الدول التي تصدر نفطها إليها تحت هوية عراقية، على بيعه لها بأسعار مخفضة، مقابل الحصول على الدولار الأمريكي، الذي تحاول واشنطن منعها من الوصول إليه من خلال العقوبات المفروضة عليها حاليا.
عقوبات أمريكية على القطاع النفطي العراقي
استدعى التحايل الإيراني على العقوبات، واستغلال العراق لتحقيق غايات طهران تدخل الولايات المتحدة لتضييق الخناق عليها. وذلك من خلال فرض “عقوبات غير رسمية” تضمنت تقليل وصول المصارف العراقية إلى الدولار الأمريكي، مما تسبب في أزمة انهيار قيمة الدينار العراقي أمام الدولار الأمريكي لغرض تقليل وصول العملة إلى إيران.
وتوقعت الشبكة أن يؤدي إلى مزيد من التبعات الاقتصادية السلبية على العراق، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة، وفي حال قررت خنق إيران اقتصاديا بشكل أكبر، فأنها ستقوم باستهداف قطاع النفط العراقي بعقوبات، بهدف إجبار العراق على رفض محاولات الاستحواذ الإيرانية على قطاعه النفطي.