فاغنر تزرع الانشقاقات وتنتقد كبار قادة الجيش الروسي
- رجال فاغنر تنتقد أكبر قادة الجيس الروسي
- نفور داخل الكرملين من ازدياد نفوذ يفغيني بريغوجين
في تطور رهيب يحدث داخل المعسكر الروسي، وبالأخص في تلك الأيام العصيبة التي تمر على القوات الروسية المشاركة في الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، نظرًا للخسائر الفادحة التي تتكبدها القوات الروسية أمام نظيرتها الأوكرانية التي تدافع باستماتةٍ كبيرة حفاظًا على أرضها ولصد العدوان الروسي الغاشم.
تسبب مقطع فيديو التقط لأحد جنود قوات المرتزقة فاغنر، الذراع الشرس للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمسؤولة عن عدد لا يعد ولا يحصى من جرائم الحرب التي ارتكبها جنودها داخل الأراضي الأوكرانية، في العديد من الانشقاقات داخل المعسكر الروسي، وذلك بعد أن هاجم أحد جنود قوات فاغنر، الجنرال الروسي والرئيس الحالي لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية ونائب وزير الدفاع الأول للبلاد فاليري غيراسيموف والذي وصفه جندي فاغنر قائلًا “أنت وغدٍ لعين”،
وتابع: “ليس لدينا ما نقاتل به، وليس لدينا إمدادات، الرجال يموتون من أجلنا هناك، ونحن نجلس هنا، ولا نستطيع تقديم المساعدة”، وأكمل قائلًا: “نحتاج إلى الكثير من الإمدادات، حتى نستطيع أن نسحقهم، نحن نُقاتل ضد الجيش الأوكراني بأكمله بالقرب من باخموت. أين أنت؟ حان الوقت لأن تساعدنا. لا نجد وصفًا يليق بك سوى أيها الوغد”
Wagner mercenaries call Russian MoD's Chief of Staff "piece of shit" on camera. "You are a piece of shit ..where are the shells? We have no shells anymore here [at Bahmut]".
Prigozhin says he has "nothing to say about this video", essentially endorsing the attack on Gerassimov. pic.twitter.com/wObdezaHmZ— Christo Grozev (@christogrozev) December 26, 2022
ففي الأشهر الأخيرة، أصبحت مدينة باخموت، في منطقة دونباس، نقطة محورية لكثير من المعارك داخل الأراضي الأوكرانية، بين مقاتلي مرتزقة فاغنر الروسية والجيش الأوكراني، والتي يشهد فيها مرتزقة فاغنر خسائر فادحة أمام القوات الأوكرانية.
اقتتال على السلطة العسكرية في روسيا
المقطع الذي انتشر كالنار في الهشيم داخل المعسكر الروسي، ووصل إلى أعلى جنرالات وقادة الجيش الروسي والكرملين، الأمر الذي تطلب من يفغيني بريغوجين الملقب بـ”طباخ بوتين” ومؤسس وقائد قوات فاغنر العسكرية الروسية بالتعليق على هذا الفيديو عند سؤاله، فصرح مدافعًا عن جنوده قائلًا: “رجالي طلبوا مني المرور بينهم، فعندما تجلس في مكتبٍ دافئ، من الصعب أن تشعر أو تسمع المشاكل الواقعة على خط المواجهة”.
وأكمل حديثه قائلًا: “عندما تسحب جثث أصدقائك كل يوم، وتراهم للمرة الأخيرة، فهناك حاجة ماسة إلى الإمدادات، وبالطبع تريد من الجميع أن يتحركوا، أوعلى أقل تقدير أن يفكروا في وضع أولئك الموجودين في الخطوط الأمامية.”
كما تحدث عن “المشاكل التي تظهر في كل خطوة” في إشارة واضحة إلى الصراع المستمر في ساحة المعركة.
10 أشهر مرت فاشتعل الصراع بين رجال الكرملين الأوفياء
بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو الدليل الأوضح على فشل قوات فلاديمير بوتين في إسقاط العاصمة الأوكرانية كييف، الأمر الذي تسبب في أن تبدأ المشاكل والصراعات الداخلية داخل القادة الروس في الظهور على السطح، فمنذ عدة أيام أطلق رئيس مرتزقة فاغنر يفغيني بريغوجين الطلقة الأخيرة في وجه الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، ورفض توقعاته للعام المقبل ووصفها بأنها “أوهام مثيرة”.
كان ميدفيديف قد توقع في وقت سابق من هذا الأسبوع أن عام 2023 سيشهد صعود “الرايخ الرابع” في أوروبا، والحرب الأهلية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى وصول إيلون ماسك لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
مما استفز بريغوجين للرد على توقعات ميدفيديف عبر خدمته الصحفية قائلًا: “بالطبع، كل خيال له مكانه”. وأكمل: “ربما يكون ميدفيديف محبًا لكتب الخيال العلمي فقط”.
يبدو أن بريغوجين، الذي ارتفع نجمه منذ أن تعهد “بالفوز بهذه الحرب اللعينة” لبوتين من خلال قذف الآلاف من نزلاء السجون في ساحة المعركة، يستمتع في وقته الحالي بضرب الرؤوس مع من هم في السلطة.
فهل سيظل الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا، أم سيفشل مثلما فشلت توقعات بوتين بالانتصار وسحق أوكرانيا في ظرف يومين فقط؟