سفرجي بوتين يتجاوز الحرس القديم في عدوانهم
- أمضى 9 سنوات في السجن بتهمة السرقة والاحتيال
- أسس شركة للوجبات السريعة بعد خروجه من السجن
- بريغوجين زار سجنه لتجنيد المدانين وعرض عليهم العفو إذا بقوا على قيد الحياة لـ 6 أشهر مع فاغنر
- اُعتبر وزير الدفاع سيرجي شويغو لفترة طويلة خليفة محتملًا لفلاديمير بوتين
من سيحل محل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟.. سؤالُ يدور في أذهان المراقبين للكرملين، بعد عقودٍ من توليه السلطة، خاصة وأن بوتين كان حريصًا منذ البداية على عدمِ تعيين خلفًا له، فيما كان يُحيط نفسه دومًا بالمُتملقين الضُعفاء.
أيضًا، النُخبة الروسية تولي اهتمامًا كبيرًا بهذه المسألة خلال هذه الأيام، خاصة وأنهم يُدركون ارتكاب بوتين خطئًا فادحًا مع شن الحرب في أوكرانيا، إذ فشل الغزو على طول الجبهات القتالية.
وفي هذا الصدد، لا يزال بوتين يجلس على قمة النظام الروسي دون مُنازع، ولكن مع استمرارِ الحرب، تتغير ديناميكيات القوة الروسية بطرق خفية وغير متوقعة، فيما تظهر وجوه جديدة.
وإلى ذلك، ظهر جيلُ جديد من المتشددين، لعل أبرزهم “يفغيني بريغوجين” – الذي تجاوز الحرس القديم لبوتين في عدوانهم -، والذي تأتي ثروته الهائلة من خلال عمله لعقودٍ في خدمات تقديم الطعام، ليحصد لقب “طاهي بوتين”، والذي تنبع سمعته السيئة من ملكيته لشركة مجموعة فاغنر – المرتزقة الأكثر شهرة في روسيا -، والتي لها سجل حافل من الجرائم المروعة بحق السكان في عدد من المناطق حول العالم.
بدايات بريغوجين
وفيما يتعلق ببداية حياة بريغوجين، فهناك القليل من التفاصيل حول هذا الشأن، كما تُظهر سجلات أنه في العشرينات من عمره أمضى 9 سنوات في السجن بتهمة السرقة والاحتيال وإشراق المراهقين في أعمال الدعارة.
وفي عام 1990، وبعد إطلاق سراحه، أسس شركة للوجبات السريعة، والتي تطورت لاحقًا إلى مطعم وإمبراطورية تموين.
واستفاد من الفرص الجديدة كذلك في أعقابِ انهيار الاتحاد السوفيتي، حتى توسع إلى مطاعمٍ عصرية، جذبت انتباه النخبة الإجرامية والسياسية.
مجموعة فاغنر الإجرامية
وفي عام 2012، حصلت شركات بريغوجين على أكثر من 90٪ من عقود التموين في الوحدات العسكرية، قبل أن يؤسس في عام 2014 مجموعة فاغنر الإجرامية، وهي شركة تطورت من شبكة من شركات الأمن الخاصة التي تديرها القوات الخاصة الروسية السابقة، وقد تم استخدام جنود فاغنر لتعزيز ضم بوتين لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وكذلك في دونباس الأوكرانية بعد اندلاع الحرب التي غذتها روسيا في وقت لاحق من ذلك العام.
أجّبر المساجين على خوض الحرب
وقد ظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهره وهو يخاطب مجموعة كبيرة من السجناء يرتدون زيًا أزرق بحريًا مجمعين في ساحة إسمنتية.
وكان يخبرهم أنه سيتم تخفيف عقوباتهم إذا خدموا في أوكرانيا لمدة 6 أشهر، لكن أي شخص يغير رأيه سيتم إطلاق النار عليه باعتباره فارًا.
وسُمع قائلًا “أنا أخرجك حيًا”، وأكد زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني الأسبوع الماضي أن بريغوجين زار سجنه لتجنيد المدانين، وكان قد عرض عليهم العفو إذا بقوا على قيد الحياة لمدة ستة أشهر مع فاغنر، وتم قبول ما بين 80 و90 منهم، بعد منحهم خمس دقائق فقط للنظر في العرض.
https://twitter.com/HeadHunter2025/status/1609484887660326913
خسائر مجموعة سفرجي بوتين
ويعتقد أن الخسائر مروعة إجمالاً، فمن بين الدفعة الأولى المكونة من 500 سجين والتي تم إرسالها إلى خط المواجهة في يوليو ، يُعتقد أن اثنين فقط ما زالوا على قيد الحياة.
فبحسب مراقبين، يبدو أن بريغوجين مستعد لإلقاء جثث روسية في مفرمة اللحم”، وأشاروا إلى مقتل نحو 1000 من مقاتلي فاغنر خلال الأسابيع الأخيرة،
كيف يُحول سفرجي بوتين نفسه إلى مجال السياسة؟
وما إذا كان بريغوجين يستطيع تحويل نجمه الصاعد إلى مهنة سياسية هو سؤال مفتوح، فالحرب على أوكرانيا ربما صعّدت من شأنه في نظر بوتين، ودوائر الأمن العسكري، لما قام به من جرائم تخدم الجانب الروسي عبر أذرعه التي تتمثل في مجموعة فاغنر.، وفي هذا الصدد، يؤسس بريغوجين لنفسه كقوة سياسية، مستخدمًا فاغنر.
المحيطون ببوتين الخاسرون
وبعيدًا عن الحديث عن الهزيمة الكاملة لروسيا في أوكرانيا وما تلاها من فوضى وانهيار النظام، فهناك النخبة المُحيطة ببوتين ممن وثقوا به دائمًا، والذي سيكون لديهم أكبر مكاسب في انتقالٍ سلس.
إذ غالبًا ما يُشار إلى الرئيس الحالي لمجلس الأمن نيكولاي باتروشيف، ليكون بديلًا مُحتمل لبوتين، لكنْه في نفس عمر الرئيس الروسي، لذا فهو مرشح غير مُحتمل.
أيضًا يتوقع أن يخلف بوتين، دميتري باتروشيف البالغ من العامر 46 عامًا، ويشغل منصب وزير الزراعة الروسي والذي يُنظر إليه على أنه وجه جديد.
كذلك من بين المذكورين لحل محل بوتين، رئيس الوزراء والرئيس السابق ديمتري ميدفيديف، – المعروف الآن باسم الأمير المهرج – بسبب تصريحاته السخيفة بشأن أوكرانيا، وكذلك سيرجي كيرينكو، نائب رئيس الأركان في الكرملين، بجانب سيرجي سوبيانين عمدة موسكو البالغ من العُمر 64 عامًا. فضلًا عن رئيس الوزراء الحالي، ميخائيل ميشوستين (56 عامًا).
كما اٌعتبر وزير الدفاع سيرجي شويغو لفترة طويلة خليفة محتملًا لفلاديمير بوتين، لكن سرعان ما تضاءل نجمه عندما بدأت روسيا تخسر الحرب في أوكرانيا.
أنا أو المافيا
هذا ومن المحتمل أن تكون الدعاية والحملة الترويجية لسيرجي بريغوجين كخليفة محتمل لبوتين ما هي إلا خدعة من بوتين نفسه، مستغلاً مبدأ ”إما أنا أو المافيا“، لترسيخ قواعد حكمه وترهيب الشعب الروسي من أي تغيير محتمل في موسكو.