تم تصوير دبابة روسية مدمرة في سومي، شمال شرق أوكرانيا 15 أبريل 2022 (غيتي )
كُن أول من يصله الخبر وتابع قنواتنا على
سومي - أوكرانيا (الغارديان)
مقاومة شعبية عنيفة.. قصة مدينة أوكرانية أبقت القوات الروسية خارج حدودها
بدأت روسيا غزو أوكرانيا في فبراير من العام الماضي
استطاع سكان مدينة سومي الواقعة بشمال شرق أوكرانيا مقاومة الغزو الروسي لمدينتهم وتحريرها من قبضة قوات موسكو عبر جهود “الدفاع الذاتي” ونجحوا في الوقت ذاته في تعطيل خطوط الإمداد الروسية من الحدود الروسية إلى كييف، وفقا لتقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية.
وعندما غزت روسيا جارتها أوكرانيا في 24 فبراير، لم يكن هناك سوى بضع عشرات من الجنود الأوكرانيين المحترفين في المدينة التي تقع على بعد حوالي 30 كم من الحدود الروسية، ولم يكن لديهم مركز قيادة هناك.
وطلبت القيادة الأوكرانية من الجنود البالغ عددهم وقتها نحو 50 جنديا بمغادرة المدينة وكان معظم أفراد الشرطة قد فروا بالفعل، إلى جانب الكثير من قادة المدينة.
وترك هؤلاء سكان سومي مرتبكين ومصدومين للدفاع عن المدينة بأنفسهم بينما كانت القوات الروسية تتقدم نحوهم.
ومنذ اليوم الأول للغزو الروس شكل السكان “قوات دفاع شعبي”، ومنعت تلك القوات الروس من السيطرة على المدينة لمدة ستة أسابيع تقريبا على الرغم من تطويقها.
وبعد 6 أبريل، تم إخراج القوات الروسية من سومي، وانضم معظم أفراد قوات الدفاع الذاتي إلى الجيش الأوكراني حيث يخدمون الآن.
وساهمت جهود قوات الدفاع الذاتي في سومي والمواطنين العاديين داخل وخارج المدينة في تعطيل خطوط إمداد قوات موسكو من الحدود الروسية إلى كييف، وفقا لـ”الغارديان”.
وساعدت جهودهم في منع القوات الروسية من محاصرة العاصمة بنجاح والسيطرة على مركز القيادة في البلاد.
زيلينسكي أشاد بقوات الدفاع الشعبي لسومي عدة مرات
أشاد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بقوات الدفاع الشعبي لسومي “عدة مرات”، وفي خطابه ليلة رأس السنة الجديدة وصف سكان المدينة بأنهم “شوكة في حلق الروس“.
ورغم افتقار سكان سومي للأسلحة والمعدات الثقيلة، لكنهم جعلوا قوات موسكو تخشى دخول المدينة، حسب ما كشفته تسجيلات مسربة لجنود روس.
وفي تسجيل لمكالمة هاتفية، اعترضتها أجهزة المخابرات الأوكرانية في 16 مارس، يمكن سماع حديث جندي روسي “منهار”، بعد إخبار والدته أنه يتعين على الجنود السير في الطريق عبر مدينة سومي.
جهود ذاتية للدفاع عن مدينة سومي
كان الصديقان المقربان سيرهي وإيهور البالغان من العمر 29 عاما من بين 400 من سكان سومي الذين حملوا السلاح في اليوم الأول من الغزو الروس للمدينة.
وكان حوالي 20 شخصا فقط من أصل 400 لديهم خبرة عسكرية سابقة، وتم التنسيق بين تلك القوات من خلال تطبيقات الرسائل والمكالمات الهاتفية، وفقا لـ”الغارديان”.
قال إيهور، الذي انضم إلى الجيش النظامي الأوكراني “كان يطلق علينا رسميا قوات الدفاع الإقليمي، لكن في الواقع، لم يكن هناك تنسيق أو تعليمات من كييف أو أي شيء من هذا القبيل”، مضيفا “لقد صنعنا كل شيء بأنفسنا”.
كان لدى قوات الدفاع الإقليمي بعض الأسلحة المحمولة المضادة للدبابات التي استخدموها، لكن بخلاف ذلك، كانوا مسلحين بـ”البنادق وقنابل المولوتوف”، ولم يكن لديهم دروع واقية للجسد.
وتحدث إيهور وسيرهي لـ”الغارديان”، عن معركة ملحمية كانت مع العوامل الرئيسية التي أنقذت المدينة، وخلالها استطاعت قوات الدفاع الشعبي تدمير 50 دبابة روسية.
وحسب سيرهي فإن “هذه المعركة الأولية وغيرها من الهجمات التي شنتها قوات الدفاع الذاتي في الأيام القليلة الأولى هي التي أقنعت الروس بوجود الكثير من الأسلحة والقوات النظامية في سومي”.
كان عمال مجلس المدينة والأصدقاء المقربون سيرهي وإيهور من بين 400 من سكان سومي الذين حملوا السلاح في اليوم الأول من الغزو (الغارديان)
وفي سومي بدأ الجميع في العمل من “أجل النصر”، ولذلك كانت المدينة قادرة على الصمود في وجه الغزو الروسي، وفقا لـ”الغارديان”.
وبعد أيام قليلة توقف الروس عن محاولة دخول المدينة، وقاموا إقامة نقاط تفتيش وطوقوها، وفعلت قوات الدفاع الإقليمي عن سومي الشيء نفسه.
مدينة سومي الأوكرانية
وبدأ سيرهي وإيحور، مع آخرين، في الخروج من المدينة لنصب للقوات الروسية، وعلى عكس الروس، فقد كانوا يعرفون مداخل ومخارج سومي جيدا.
وقال إيهور: “كانت مهمتنا تدمير شاحنات الوقود الخاصة بهم، بعد فترة لم يتبق لديهم وقود”.
وأكد أولكسندر نيسترينكو، وهو لواء من سومي قاتل في معارك كييف وخاركيف ويشرف الآن على منطقته الأصلية، أن الروس “يمكنهم محاولة” المحاولة نفسها ولكن ليس لديه شك في أنها ستفشل.