مسؤول أممي يعتزم زيارة إيران وأفغانستان لمناقشة حالة الاعتداءات ضد النساء

أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أنه مصدوم بالجهود “المنهجية” الهادفة إلى النيل من حقوق النساء، من أفغانستان إلى إيران مروراً بخطاب الكراهية والتحيّز الذي يستهدفهن على الإنترنت.

وأشار فولكر تورك خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس هذا الأسبوع في جنيف، إلى أنه يريد زيارة كابول وطهران لإجراء محادثات مع السلطات.

وقال “أفغانستان هي الأسوأ. قمع النساء بهذه الطريقة لا مثيل له”.

وأعرب النمساوي فولكر تورك (57 عاماً) الذي تولى منصبه في تشرين الأول/أكتوبر عن استيائه لأن العالم يشهد بعد نحو 75 عامًا من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان جهودًا متزايدة ومنها “بشكل خبيث”، لحرمان النساء والفتيات من حقوقهن.

وقال: “أشعر بقلق بالغ من الانتكاسات وانتشار الأفكار الرجعية”.

ورأى أن هناك حالياً “طريقة أكثر منهجية وأكثر تنظيمًا للتصدي لحقوق النساء”، علماً أن كراهية النساء والجهود المبذولة لوقف مسيرة المساواة بين الجنسين ليست بالأمر الجديد.

 

“فكر منحرف”

وأشار تورك إلى أنّ أفغانستان تشكل المثال الأكثر وضوحاً حيث حرمت طالبان النساء من التعليم الجامعي والثانوي، ومنعت المنظمات غير الحكومية من توظيفهن.

وأكد أنّ الاعتداءات على النساء “تذكير بما يمكن أن يؤدي إليه التفكير المنحرف، و”علينا التأكد من أن ما يحدث في هذا البلد لن يصبح القاعدة في المستقبل”.

تنديد أممي باعتداءات منهجية على حقوق النساء خصوصاُ في إيران وأفغانستان

وعلى غرار الرئيسة التشيلية السابقة ميشيل باشليه أثناء توليها رئاسة المفوضية العام الماضي، يعتزم المفوض السامي الذهاب إلى أفغانستان للتحدث “مع سلطات الأمر الواقع حتى تفهم أن تنمية بلادها يجب أن تشمل النساء”.

كذلك طلب تورك التوجه إلى إيران حيث اندلعت احتجاجات إثر وفاة الشابة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر عقب اعتقالها بتهمة خرق قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء، لكن طهران لم تُجب بعد.

ويريد المفوض السامي الطلب من إيران “إلغاء بعض الممارسات التمييزية بحق النساء والفتيات”. كما يريد مناقشة قمع الاحتجاجات التي تقول منظمة حقوق الإنسان في إيران غير الحكومية ومقرها أوسلو أنها خلفت 476 قتيلاً على الأقل، بينما اعتُقل الآلاف.

وأعرب تورك خصوصاً عن قلقه من أحكام الإعدام التي صدرت بحق متظاهرين، وقد تم شنق رجلين.

 

الشبكات الاجتماعية

وبالإضافة إلى اجراءات الدول، أشار تورك إلى الشبكات الاجتماعية “حيث يبدو أن التعليقات المعادية للنساء والمتحيزة ضدهن مسموح بها وتزدهر”.

وشدّد على ضرورة وضع “ضوابط” لتكون الشبكات الاجتماعية “مسؤولة ولا تصب الزيت على النار” خصوصاً “في ما يتعلق بقضايا النوع الاجتماعي”.

وقال إن الخوارزميات التي تستخدمها المنصات يمكن أن “تسبب في تضخيم خطاب الكراهية بسرعة كبيرة وبطريقة خطيرة جداً”.

بعد وقت قصير من توليه رئاسة المفوضية كتب فولكر تورك رسالة مفتوحة إلى المالك الجديد لموقع تويتر إيلون ماسك، يحثه فيها على ضمان احترام حقوق الإنسان على الشبكة الاجتماعية.

وكان خطط للاتصال بالفريق العامل على قضايا حقوق الإنسان في تويتر، لكنه قال لوكالة فرانس برس “لم نتمكن من الوصول إلى أي منهم لأنه تم تسريحهم”.