مقتل 176 شخصًا بسبب “إهمال” إيران و298 بسبب روسيا
- الحرس الثوري الإيراني أسقط طائرة مدنية “متخيلا أنها صاروخ”
- صاروخ روسي الصنع وراء إسقاط طائرة ماليزية في أوكرانيا
قبل سنوات من بدء الطائرات الإيرانية بدون طيار في قتل المدنيين الأوكرانيين، وتحديدًا في الثامن من يناير 2020، أسقط الحرس الثوري الإيراني؛ الطائرة الأوكرانيةPS752، بعد وقت قصير من إقلاعها من طهران، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها وعددهم 176 راكبًا وطاقمها.
وكانت قد ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الطائرات الإيرانية المسيرة التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا، هي محاولة من طهران لتجربة طائراتها المسيرة، التي تعمل على تطويرها.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن “موجة الهجمات الروسية بالطائرات المسيرة الإيرانية تسلط الضوء على فشل العقوبات الدولية في منع طهران من صناعة كميات كبيرة من الطائرات المسيرة، وتسليح حلفائها بها”.
فلاش باك
بالعودة إلى الطائرة الأوكرانية PS752، والتي تم إسقاطها من قبل الحرس الثوري الإيراني، وهو ما دفع طهران أن تقول إنها أخطأت وظنت الطائرة صاروخًا أمريكيًا.
وعلى الرغم من الاعتراف بأن مشغل وحدة دفاع جوي “ربما تعامل من تلقاء نفسه في اتخاذ قرار إطلاق الصاروخين”، خلص تحقيق جنائي استمر ثمانية أشهر إلى أن ذلك لم يكن ليحدث لولا “انعدام الكفاءة والتهور والتجاهل المتعمد لحياة البشر” لدى المسؤولين الإيرانيين.
وخلص التحقيق إلى أن صواريخ إيرانية مضادة للطائرات كانت في حالة تأهب قصوى، بيد أن السلطات لم تغلق مجالها الجوي ولم تخطر شركات الطيران العاملة في ذلك الوقت.
فشل وحدة الدفاع الجوي
السلطات الإيرانية في البداية نفت مسؤوليتها عن التحطم، كما سمحت بنهب موقع التحطم ثم هدمه بالجرافات.
ومع تزايد الأدلة، قال سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني إن وحدة دفاع جوي أخطأت في اعتبار طائرة بوينغ PS752 صاروخا أمريكيا.
الدفاعات الجوية الإيرانية كانت في حالة تأهب قصوى في ذلك الوقت، لأن البلاد كانت قد أطلقت لتوها صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستضيفان قوات أمريكية، ردا على مقتل قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد.
وخلص تقرير نهائي لمنظمة الطيران المدني الإيرانية في مارس 2021، إلى أن وحدة الدفاع الجوي المعنية “فشلت في تعديل اتجاه النظام بسبب الخطأ البشري، ما دفع المشغل إلى مراقبة الهدف وهو يطير غربًا من مطار الخميني في، كهدف يقترب من طهران من الجنوب الغربي على ارتفاع منخفض نسبيا”.
وفي الذكرى الثالثة لتحطم الطائرة، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، رغبة حكومته في إحقاق العدالة لضحايا تحطم طائرة بوينغ الأوكرانية، حيث كان من بينهم 55 كندياً و30 مقيماً دائماً في كندا.
ونُظّمت تجمّعات لإحياء ذكرى المأساة، في مدن كندية عدة.
وأكد ترودو أن كندا إلى جانب أوكرانيا والسويد وبريطانيا، أعلنت أواخر كانون الأول/ديسمبر أنها أخطرت إيران بوجوب الخضوع للمحاسبة.
وأضاف أنه في حال لم تمتثل إيران لهذه الآلية في الأشهر الستة المقبلة، فإن الدول الأربع سترفع القضية إلى محكمة العدل الدولية، لإرغام إيران على صرف تعويضات لعائلات الضحايا.
الطائرة الماليزية.. وتورط روسيا في إسقاطها
في السابع عشر من تموز يوليو من العام 2014، أُسقطت طائرة بوينغ رحلة رقم “إم إتش 17″، متوجهة من أمستردام إلى كوالالمبور، وتابعة لشركة الطيران الماليزية، بصاروخ في شرق أوكرانيا فوق الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون الموالون لروسيا، وهو ما أدى إلى مقتل كل ركابها وأفراد طاقمها ويبلغ عددهم 298 والنسبة الأكبر منهم تحمل الجنسية الهولندية.
وفي الثالث عشر من أكتوبر من العام 2015، أكد تقرير أصدره مجلس السلامة الهولندي، أن الطائرة الماليزية رحلة رقم (إم إتش17) أصيبت وأسقطت بواسطة صاروخ روسي الصنع أرض/ جو، من طراز بوك فوق شرقي أوكرانيا.
وأضاف أنه تم إطلاق الصاروخ من منطقة مساحتها 320 كيلومترا مربعا تقع في شرقي أوكرانيا.
وفي السابع عشر من نوفمبر 2022، حكمت محكمة هولندية غيابيًا، على ثلاثة رجال بالسجن المؤبد، بتهمة إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية في رحلتها رقم “إم إتش 17” فوق أوكرانيا، في 2014 وسط تصاعد التوتر بشأن الغزو الروسي.
وقال رئيس المحكمة هندريك ستينهاويس إن “المحكمة تفرض عقوبة السجن مدى الحياة” على الروسيين إيغور غيركين وسيرغي دوبينسكي والأوكراني ليونيد خارتشينكو، الذين أدينوا بالقتل ولعبوا دورا في تدمير الطائرة.
ورفض المتهمون الأربعة، حضور المحاكمة التي استمرت عامَين ونصف عام في هولندا وجرت بعد تحقيق دولي.
أثار تحطّم الطائرة غضبًا دوليًا، خصوصًا بعدما تناثرت الجثث والحطام في حقول عباد الشمس الشهيرة في أوكرانيا فيما كان بعض الضحايا، من بينهم أطفال، مربوطين بمقاعدهم.
وتشكل المحاكمة نهاية مسعى طويل لتحقيق العدالة لأقارب الضحايا الذين قدموا من عشر دول وبينهم 196 هولنديًا و 43 ماليزيًا و38 أستراليًا.
وحينها، رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، بهذا “القرار المهم”. مؤكدًا أن “معاقبة كل الفظائع الروسية – أمس واليوم – ستكون حتمية”.
في المقابل نددت روسيا بالحكم واعتبرته “سياسيا”.
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن “مجريات ونتيجة العملية القضائية تفيد أن (القرار) يستند الى أمر سياسي”. وتنفي روسيا أي مسؤولية لها في تدمير الطائرة وتتهم المحكمة الهولندية بأنها تجاهلت عناصر تبرئ -في رأيها- المدانين الثلاثة.
الخلاصة:
لا شك أن تهاون المجتمع الدولي، مع عقاب الدول التي تتسبب في مقتل مئات الأبرياء، قد يدفعها إلى قتل الآلاف، وهو ما حدث مع عدم جدية الدول مع إسقاط الطائرة الأوكرانية من قبل الحرس الثوري الإيراني، فكانت الخطوة التالية لطهران هي محاولاتها تجربة طائراتها المسيرة في مناطق الصراع التي تتواجد بها، وكذا إعطائها إلى روسيا لتجربتها على المدنيين في أوكرانيا، وهي الطائرات التي تسببت في مقتل المئات، وتدمير البنى التحية والكهربائية، وهذا الموقف يندرج أيضا على روسيا التي تواصل غزوها أوكرانيا، متسببة في مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين.