زوال الأنهار الجليدية يهدد الملايين بأزمة مياه
- الدراسة تطرقت إلى التأثير المباشر الذي يحدثه الاحترار المناخي
- مستوى البحار كلّما ارتفع يتسبب بفيضانات كبيرة خلال العواصف
يبدو مستقبل الأنهار الجليدية في العالم قاتمًا مع ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بالتوازي مع زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
إذ زادت معدلات فقدان كتلة الأنهار الجليدية خلال العقدين الماضيين، وهو اتجاه سيستمر حتى لو تم تقييد الانبعاثات.
وعلى الرغم من صغر حجمها بالنسبة للصفائح الجليدية في جرينلاند وأنتاركتيكا، فإن مخازن الجليد هذه مهمة وهم يساهمون حاليًا في مستوى سطح البحر مثل الصفائح الجليدية.
ويعني اختفاء هذه الأنهار انعدام الأمن المائي للملايين، ويزيد تراجعهم من تواتر مخاطر الأنهار الجليدية، مثلا الفيضانات والانهيارات الأرضية الجليدية على الرغم من أن معظم البلدان قد وافقت على السعي وراء حدود
درجات الحرارة في حدود 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، إلا أن هذه الأهداف لم تتحقق.
في سيناريوهات مناخية مختلفة، تؤكد النتائج التي توصلوا إليها على الحاجة إلى العمل الآن لمنع خسارة كبيرة في الأنهار الجليدية.
تعتبر الأنهار الجليدية الجبلية، والكتل الجليدية الدائمة باستثناء الصفائح الجليدية في جرينلاند وأنتاركتيكا، موردًا مائيًا مهمًا لما يقرب من ملياري شخص ومهددة بالاحترار العالمي.
رونس وآخرون توقعت كيف ستتأثر هذه الأنهار الجليدية في ظل زيادات درجة الحرارة العالمية من 1.5 درجة إلى 4 درجات مئوية ، وإيجاد خسائر من ربع إلى ما يقرب من نصف كتلتها بحلول عام 2100.
كما تشير توقعاتهم إلى أن الأنهار الجليدية ستفقد كتلة أكبر بكثير وستساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر أكثر مما تشير إليه التقديرات الحالية.
يؤثر فقدان الكتلة الجليدية على ارتفاع مستوى سطح البحر والموارد المائية والمخاطر الطبيعية.
وتتميز الدراسة بأنها تطرقت إلى التأثير المباشر الذي يحدثه الاحترار المناخي ضمن سيناريوهات عدة محتملة (+1,5 درجة مئوية ، +2 درجة مئوية ، +3 درجة مئوية،+4 درجة مئوية) على الأنهر الجليدية، من أجل توجيه القرارات السياسية بصورة أفضل.
إذا اقتصر ارتفاع درجة حرارة الأرض على 1,5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الهدف الأكثر طموحاً لاتفاقية باريس المناخية، فسيزول 49% من الأنهر الجليدية في العالم بحلول 2100.
وتمثل هذه الخسارة نحو 26% من مجموع الكتلة الجليدية، لأنّ الأنهر الأصغر حجماً ستكون أول المتضررين من الاحترار.
ويتوقّع الباحثون ارتفاع مستوى البحار بنتيجة ذوبان الجليد إلى 9 سنتيمترات تقريباً (ارتفاع سيُضاف إلى ذلك المرتبط بذوبان القمم الجليدية مثلاً).
وتوضح ريجين هوك أنّ “المناطق التي تحوي كميات قليلة نسبياً من الجليد كجبال الألب أو القوقاز أو جبال الأنديس أو غرب الولايات المتحدة، ستفقد تقريباً كل كميات الجليد التي تكسوها بحلول نهاية القرن، بغض النظر
عن الاحتمال المرتبط بالانبعاثات”، مضيفةً انّ “الأنهر الجليدية هذه مهددة بشكل أو بآخر بالزوال”.
وفي حال سجّل الاحترار المناخي +4 درجات مئوية، فسيُحدث أسوأ تصوّر محتمل، إذ ستتضرر كميات متزايدة من الأنهر الجليدية الأكبر حجماً كتلك الموجودة في ألاسكا مثلاً. وستزول 83% من الأنهر الجليدية، أي ما يشكل
41% من مجموع الكتلة الجليدية في العالم، فيما سيرتفع مستوى مياه البحار إلى 15 سنتيمتراً.
وتشير ريجين هوك التي انكبّت خلال مسيرتها المهنية على دراسة الأنهر الجليدية، إلى أنّ “9 و15 سنتيمتراً قد لا يبدوان رقمين كبيرين”، إلا أنّ هذين المستويين مدعاة لـ”قلق كبير”، لأنّ
مستوى البحار كلّما ارتفع يتسبب بفيضانات كبيرة خلال العواصف، مما يحدث “مزيداً من الأضرار”.
وبدأ العالم يشهد أصلاً فيضانات حادة مع ارتفاع مستوى البحار 3 ميلليمترات سنوياً.