أزمة المناخ مستمرة والحرارة في ارتفاع
- تنذر الحرارة المتزايدة بنوع من الكوارث الناجمة عن أزمة المناخ والتي تخللت عام 2022
- من المتوقع أن يستمر الاحترار العالمي وغيره من اتجاهات أزمة المناخ الطويلة الأمد
أكدت التقارير مرة جديدة التحدي الكبير والمتمثل في الاحتباس الحراري من خلال حصيلة عام مضى، فقد صُنّف عام 2022 على أنه واحد من أكثر السنوات دفئا على الإطلاق.
وتبين أن السنوات الثماني الماضية كانت أحر ثماني سنوات على الإطلاق عالميا، وذلك جراء التزايد المستمر في تركيزات غازات الدفيئة والحرارة المتراكم، وفقا لأبرز ست مجموعات بيانات دولية لدرجات الحرارة جمعتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).
وتعتمد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) على ست مجموعات بيانات مختلفة، بما في ذلك مجموعة بيانات وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، التي احتلت العام الماضي المرتبة الخامسة الأكثر سخونة في سجل 143 عاما، والإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، التي تضع العام في المرتبة السادسة، بسبب الاختلافات الطفيفة في جمع البيانات.
وحذر مدير وكالة ناسا، بيل نيلسون، إن الاتجاه نحو الاحتباس الحراري كان “مقلقا للغاية، وهو اتجاه يتزايد حجمه. وإذا لم نأخذ هذا الأمر على محمل الجد فستكون هناك آثار مميتة في جميع أنحاء العالم. فتهدد أنماط الطقس القاسية رفاهيتنا في جميع أنحاء الكوكب ونحن بحاجة إلى بعض الإجراءات الجريئة، حسب ما ورد في تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية.
ويحمل العام المقبل تهديدات إضافية، فأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن ظروف ظاهرة النينيا من المحتمل أن تتلاشى بعد شهر مارس، ما يزيل تأثير التبريد المخفف الناجم عن الاحتراق المستمر للوقود الأحفوري من قبل البشرية.
وتنذر الحرارة المتزايدة بنوع من الكوارث الناجمة عن أزمة المناخ والتي تخللت عام 2022، بما في ذلك الفيضانات التي غمرت ما يقرب من ثلث باكستان، وهي موجة حر قياسية أشعلت الصين وحرائق الغابات التي اندلعت في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية.
وخلال عام 2022، بلغ متوسط درجات الحرارة العالمية نحو 1,15 [1,02 إلى 1,27] درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي (1900-1850).
كوارث مأساوية
قال الأمين العام للمنظمة (WMO)، البروفيسور بيتيري تالاس: “في عام 2022، واجهنا الكثير من الكوارث المناخية المأساوية التي حصدت عددا كبيرا جدا من الأرواح وقوضت سبل العيش والصحة والغذاء والطاقة والأمن المائي والبنى التحتية.
فقد غمرت المياه مناطق واسعة من باكستان وأدت إلى خسائر اقتصادية وبشرية هائلة. وسادت موجات حر قياسية في الصين، وأوروبا، وأميركا الشمالية، والجنوبية. وبات الجفاف الطويل الأمد يهدد بوقوع كارثة إنسانية في القرن الأفريقي”.
ومن المتوقع أن يستمر الاحترار العالمي وغيره من اتجاهات أزمة المناخ الطويلة الأمد بسبب المستويات القياسية التي بلغتها غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.
ووفقا للتقرير المؤقت بشأن “حالة المناخ العالمي في 2022” الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، أثرت موجات الحر الشديد والجفاف والفيضانات المدمرة على الملايين من الناس وكلفت المليارات خلال هذا العام.