تحطم الطائرة النيبالية: زوج مساعدة الطيار توفي بحادث مماثل قبل 17 عاماً
فقدت مساعدة طيار الطائرة النيبالية المنكوبة التي تحطمت يوم الأحد زوجها في حادث تحطم طائرة مشابه قبل حوالي 17 عاماً، على ما ذكرت تقارير نقلتها عدة وسائل إعلام اليوم (الثلاثاء).
وكانت أنجو خاتيوادا تشارك في قيادة الطائرة آي تي آر 72 التابعة لشركة الطيران ييتي أول من أمس (الأحد)، حين اصطدمت الطائرة بمضيق بالقرب من بلدة بوخارا السياحية، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها في أسوأ كارثة جوية تشهدها البلاد منذ 30 عاماً.
ووفقاً لشبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد كان ديباك بوكرل، زوج خاتيوادا يشارك أيضاً في قيادة طائرة تابعة لشركة طيران ييتي عندما توفي في حادث تحطم مشابه وقع في شهر يونيو (حزيران) 2006.
وأكدت السلطات النيبالية، الاثنين، أنه تم العثور على الصندوق الأسود للطائرة التي تحطمت يوم الأحد، فيما تواصل البحث عن 4 مفقودين، بعد أسوأ حادثة تحطم لطائرة تشهده البلاد منذ نحو 3 عقود.
مما يتكون الصندوق الأسود؟
يوجد في كل طائرة صندوقان، وليس صندوقاً واحداً، يقعان في مؤخرة الطائرة يسجلان ما يحدث للطائرة طوال فترة سفرها هما:
- صندوق مسجلات الصوت Cockpit Voice Recorders.
- صندوق مسجل البيانات Flight Data Recorders.
الصندوق الأسود الأول وظيفته حفظ البيانات الرقمية والقيم الفيزيائية (الوقت، السرعة، الاتجاه).
الصندوق الأسود الثاني وظيفته تسجيل الأصوات (مشاحنات، استنجاد، حوارات).
كما أن الصندوقين مجهَّزان ببث صوت يندلع إذا ما غاصت الصناديق في الماء وبث إشعار فوق الصوتي للمساعدة في العثور عليهما.
ويبث هذا الإشعار على ذبذبة 37,5 كيلوهرتز ويمكن التقاطه في عمق يبلغ 3500 متر (14000 قدم).
كيف يعمل الصندوق الأسود؟
بعد العثور على الصندوق الأسود بالاعتماد على أجهزة متطورة محمولة على الغواصات أو تقنيات الكاشف المغناطيسيّ، أو مسبارات الاستشعار، يأخذه المُحلّلون إلى المختبر لتحليل البيانات والأصوات المسجلة عليه، وبعد الحصول على البيانات التي قد تتطلب عمليّة استخراجها أسابيع أو عدة شهورٍ.
حيث يقوم فريق من الباحثين مكوّن من ممثلي شركات الطيران، وأخصائي سلامة النقل، ومحقق السلامة الجوية، ويحاولون فهم سبب تعرّض الطائرة للسقوط.
قد يتعرّض جهاز تسجيل البيانات أحياناً للضرر، ولكن يمكن استعادة بياناته عن طريق توصيله بجهاز يعمل على قراءة البيانات بواسطة نظام قراءة خاص.
مميزات الصندوق الأسود
صُمّم الصندوق الأسود بطريقة تضمن عدم تعرّضه للدمار عندَ وقوع حادث للطائرة، وقد استخدم العديد من المواد القوية في صنعه هي:
الألمنيوم: تحاط بطاقات الذاكرة في الصندوق الأسود بطبقة رقيقة من الألمنيوم.
السيليكا: تُطلى بطاقات الذاكرة بمادة السيليكا بسماكة بوصة واحدة، والتي تعمل على حمايتها من الحرارة العالية.
الفولاذ أو التيتانيوم: بعد وضع الطبقات السابقة تُحاط البطاقات بصندوق مطليّ بالفولاذ الصلب المقاوم للصدأ أو بطبقة من التيتانيوم، حيث يصل سمك الطبقة إلى 0.25 بوصة.
مواد أخرى: يُضاف للصندوق الأسود عناصر إضافيّة، مثل جهاز البث الذي يُساعد المحققين على الوصول إلى مكان الصندوق، إذ تعمل هذه الأجهزة على إرسال ذبذبات ضوئية عالية التردد، حتى في حالة سقوط الصندوق في البحر.
هل الصندوق لونه أسود؟
كثيرون يعتقدون أن لون الصندوق “أسود” وهذا أمر خاطئ، إذ إن اللون الحقيقي هو برتقالي أو أصفر من أجل تمييزه بسهولة من حطام الطائرات.
أمّا سبب تسميته بالصندوق الأسود فهو لأنه يسجل معلومات الطائرة التي تتحطم أو يحل بها كارثة جوية.
اختراع الصندوق الأسود
منذ الستينات بدأ الإنسان يفكر في جهاز يستطيع تحمل الانفجارات وتحطم الطائرات في المحيطات والسقوط من عشرات الكيلومترات بل الآلاف.
ففي عام 1953 كان خبراء الطيران يجاهدون في سبيل معرفة أسباب حوادث سقوط عدد من طائرات شركة كوميت التي بدأت تلقي ظلال الشك على مستقبل الطيران المدني برمته.
وبعد عام اقترح عالم طيران أسترالي، يدعى ديفيد وارن، صُنع جهاز لتسجيل تفاصيل رحلات الطيران.
وكان الجهاز الأول أكبر من حجم اليد، لكنه يستطيع تسجيل نحو أربع ساعات من الأحاديث التي تجري داخل مقصورة القيادة وتفاصيل أداء أجهزة الطائرة.
وأصيب الدكتور وارن بالدهشة عندما رفضت سلطات الطيران الأسترالية جهازه، وقالت إنه “عديم الفائدة في مجال الطيران المدني” وأطلق عليه الطيارون اسم “الأخ الكبير” الذي يتجسس على أحاديثهم.
ونقل الدكتور وارن ابتكاره لبريطانيا؛ حيث رحب به بحماس، وبعد أن بثت إذاعة “بي بي سي” تقريراً حول الجهاز تقدمت الشركات بعروضها لتطويره وصناعته.