روسيا تمد العالم بـ50% من الأسمدة
- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يستخدم الغذاء كسلاح”
- حثّت مديرة الصندوق العالم على توجيه جهوده وانتباهه إلى الأسمدة
- تحذيرات من أن هذه الحقبة ستكون نهاية الطعام الرخيص
على مدار أكثر من 10 أشهر، تكشف للعالم تداعيات الغزو الروسي، الذي فاقت جرائمه حدود أوكرانيا، لُتلقي بظلالها على العالم، وتُحدث أزمة عالمية في الغذاء، حتى باتت تُهدد – بحسب خبراء وبصورة كارثية -، إمدادات الأسمدة حول العالم.
وإلى ذلك، حذّر سفين توري هولسيثير، رئيس شركة يارا – إحدى أكبر شركات الأسمدة في العالم – من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يستخدم الغذاء كسلاح”، مشيراً إلى أن تأثير ذلك أصبح ملموسًا في جميع الدول، خاصة وأن 50% من أسمدة العالم – وفقًا لخبراء – تأتي من روسيا.
وبسبب الغزو الروسي، بلغت أسعار الأسمدة العالمية مستويات قياسية، فيما أجبّرت المزارعين على رفعِ أسعار المواد الغذائية، الأمر الذي يضغط بشكل كبير على المستهلكين ويغرقهم في أزماتٍ اقتصادية كُبرى.
تحذيرات ومخاطر
تحذير رئيس شركة يارا، جاء في أعقاب قلق صندوق النقدِ الدولي، إذ حثّت مديرة الصندوق بوقتٍ سابق، العالم على توجيه جهوده وانتباهه إلى الأسمدة، كونها المجال المعرض لتهديداتٍ خطيرة، تخص إنتاج الغذاء.
وأضافت: “لا تزال أسعار الأسمدة مرتفعة للغاية، فعلى سبيل المثال تقلص إنتاج الأمونيا التي تستخدم في صناعة الأسمدة في الاتحاد الأوروبي بشكل كبير.. كل هذا مرتبط بالطبع بتأثير الحرب الروسية على أسعار الغاز، وتوافر الغاز”.
لماذا تأثّر العالم بالحرب الروسية؟
وشكّلت روسيا وأوكرانيا 10٪ و3٪ من إنتاج القمح العالمي في المتوسط خلال السنوات الخمس الماضية على التوالي بحسبِ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (oecd).
وتعد روسيا وأوكرانيا أول وخامس أكبر مصدرين للقمح، حيث تمثلان 20٪ و 10٪ من الصادرات العالمية، على التوالي.
هل يُمكن تلبية الطلب العالمي؟
وبحسب خبراء الاقتصاد، فإن الزيادات الحادة في كُلفة إنتاج الأسمدة، يُمكن أن يؤدي إلى انخفاض إنتاج الغذاء.
وبحلول نهاية العقد الحالي، وإذا استمرت الحرب على هذا النحو، فسوف تكون هناك حاجة ملحة إلى زيادة مساحة الأراضي الزراعية، بما يعادل مساحة جزء كبير من أوروبا الغربية لتلبية الطلب العالمي.
نهاية حقبة الطعام الرخيص
وإلى ذلك أضاف مختصون في علومِ الأرض، أن ذلك لن يحل المشكلة خاصة وأن زيادة مساحات الأراضي الزراعية يعني إزالة الغابات والتنوع البيولوجي وانبعاثات الكربون.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور بيتر ألكساندر، من كلية علوم الأرض بجامعة إدنبرة – حسبما أفادت بي بي سي – : “قد تكون هذه نهاية حقبة الطعام الرخيص”.
وأضاف: سيشعر الجميع تقريباً بتأثير ذلك على استهلاكهم الأسبوعي، لكن أفقر الناس في المجتمع هم الذين قد يعانون بالفعل من أجل توفير ما يكفي من الغذاء الصحي، والذين سيتضررون أكثر من غيرهم”.
تسليح إمدادات الغاز
وبجانب جرائمها التي تُمارس في الأراضي الأوكرانية، باتت موسكو تستخدم إمدادات الطاقة كسلاح لتضييق الخناق على أسواق أوروبا.
حيث أوقفت مرارًا إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب “نورد ستريم” لنقلِ الغاز.
تفاقم انعدام الأمن الغذائي
وفي وقتٍ سابق من هذا العام، حذرت الأمم المتحدة من أن العالم قد يواجه مجاعات تستمر لسنوات بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش إن الحرب أدت إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في الدول الفقيرة بسبب ارتفاع الأسعار.
وأضاف أن العالم قد يواجه نقص إمدادات الغذاء عالميًا في الأشهر المقبلة، إذا لم يتم إعادة الصادرات الأوكرانية إلى مستويات ما قبل الحرب.
وأدى الصراع إلى قطع الإمدادات من موانئ أوكرانيا، التي كانت تصدر في السابق كميات هائلة من زيت عباد الشمس وكذلك الحبوب مثل الذرة والقمح.