منها سوريا وليبيا.. فاغنر تشعل التوترات بدول عدة
- البيت الأبيض: فاغنر “منظمة إجرامية تواصل ارتكاب فظائع
- رئيس فاغنر أمضى خلال العشريناتِ من عُمره 9 سنوات بالسجن بسبب الاحتيال
- تُتهم فاغنر بسبب جرائمها المتنوعة بتحقيق أطماع الكرملين
منذ ظهور مجموعة فاغنر الروسية في العام 2014، إبان استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم، وهي تعمل على إشعال الصراعات والنزاعات على نحوٍ ينتهك حقوق الإنسان في دولٍ عديدة.
ولهذا، صنفت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا مجموعة “فاغنر” الروسية كـ “منظمة إجرامية دولية” على خلفية نشاطها المزعزع لاستقرار وأمن كسوريا وليبيا ومالي ودولٍ أفريقية أخرى، فضلًا عن تنديد البيت الأبيض بانتهاكات فاغنر في أوكرانيا.
وإلى ذلك، من المقرر أن تفرض واشنطن عقوباتٍ إضافية الأسبوع المقبل، على مجموعة فاغنر العسكرية.
وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي: “فاغنر منظمة إجرامية تواصل ارتكاب فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع”.
كما لفت: “مجموعة المرتزقة تنشر نحو “خمسين ألف” شخص في أوكرانيا، معظمهم سجناء صدرت بحقهم أحكام في روسيا”.
وأضاف كيربي: “لا نزال نعتبر أن لدى مجموعة فاغنر حاليا نحو خمسين ألف شخص منتشرين في أوكرانيا، هم عشرة آلاف من المرتزقة وأربعون ألف سجين”، إلى درجة أن لدى وزارة الدفاع الروسية “تحفظات” عن “سبل التجنيد” التي تعتمدها المجموعة.
وأكد البيت الأبيض أن واشنطن ستفرض عقوباتٍ إضافية الأسبوع المقبل على مرتزقة فاغنر التابعة لروسيا.
رئيس فاغنر من السجن للدائرة المقربة ببوتين
وبالسؤال عن أسباب توحش هذه المجموعة الروسية، يُرجع الخبراء الأسباب إلى يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر، أو كما يُلقب بـ “سُفرجي بوتين”، حيث أمضى خلال العشريناتِ من عُمره 9 سنوات بالسجن، وذلك بتهمة السرقة والاحتيال، وإشراك المُراهقين الصغار كذلك في أعمالِ الدعارة.
ومن ثم ربما انعكس شخصيته على جنوده الذي يقومون بإشعال التوترات والعُنف في مناطق مختلفة كسوريا وليبيا ومالي، وآخرها أوكرانيا، حيث قامت فاغنر باستقطاب السجناء وتجنيدهم للقتال بجانب قوات الغزو الروسية في مقابل التخفيف من العقوبات التي يواجهونها.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتردد مرارًا على مطعم بريغوجين العائم، وكان الأخير يُقدم له الطعام على الطاولة بنفسه، بوقتٍ استفاد خلاله من انهيار الاتحاد السوفيتي، إلى أن جذّب انتباه النُخبة الإجرامية والسياسية في روسيا.
استفزازات فاغنر عابرة للحدود
ومن خلال الكثير من المهمات السرية نفذت فاغنر منذ سنوات عمليات قتالية مختلفة، قبيل بدء النزاع في أوكرانيا في فبراير من العام 2022.
حيث زجت فاغنر بمخالبها في سوريا وليبيا، فيما تم الإبلاغ كذلك عن وجود هذه المرتزقة في السودان ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى ومدغشقر وموزمبيق وفنزويلا وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية الدولية.
فاغنر في سوريا وليبيا وإفريقيا
تنفذ فاغنر منذ سنوات “مهمات سرية” للكرملين على مسارح عمليات مختلفة، وقبل بدء النزاع في أوكرانيا، تم رصد مرتزقة فاغنر في سوريا وليبيا وفي الكثير من البلدان الأفريقية، حسب “فرانس برس”.
وقاتلت مجموعة فاغنر، في ليبيا وسوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، من بين دول أخرى، وفقا لـ”رويترز”.
في السنوات الثماني الماضية، تم الإبلاغ عن وجود قوات فاغنر في سوريا وليبيا والسودان ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى ومدغشقر وموزمبيق وفنزويلا، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
بعد فترة وجيزة من ظهور مجموعة “فاغنر” لأول مرة في أوكرانيا، تم الإبلاغ أيضا عن وجود مرتزقة مرتبطين بالجماعة في سوريا، حيث تدخل بوتين في عام 2015 وفقا لـ”واشنطن بوست”.
وفي سوريا، وفرت المجموعة شبه العسكرية الأمن للمنشآت العسكرية الروسية والسورية وشاركت في بعض المعارك.
وفي ليبيا الغنية بالنفط، كان عملاء “فاغنر” يقاتلون إلى جانب القائد الليبي، خليفة حفتر، في معركته للإطاحة بالحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، والتي تشكلت في عام 2015 لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد، وفقا لـ”واشنطن بوست”.
ودعمت موسكو قوات حفتر في الحرب على مدى عامي 2019 و2020، حيث نشرت مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة ما يصل إلى 1200 جندي في ليبيا، بحسب تقرير صادر عن خبراء بالأمم المتحدة عام 2020.
وأصبح القتال في ليبيا جبهة لمعارك إقليمية بالوكالة، وقد أشار وجود مقاتلي فاغنر إلى أن روسيا تسعى للحصول على يد أقوى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسب “واشنطن بوست”.
وتعمل فاغنر على توسيع نطاق وصولهما السياسي والمالي في أفريقيا، وحتى الآن، كانت المجموعة شبه العسكرية في 18 دولة أفريقية، وهو عدد يضم أكثر من نصف الدول التي عملت فيها، حسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
اتهامات تلاحق فاغنر
تُتهم فاغنر بسبب جرائمها المتنوعة، بتحقيق أطماع الكرملين، وهو ما انعكس – وفقًا لخبراء – في أوكرانيا، حيث تقاتل المجموعة الإجرامية في الخطوط الأمامية في الحرب التي تشنها موسكو منذ شهر فبراير الماضي.
كما أقّر بريغوجين (سُفرجي بوتين)، بأنه أسس هذه المجموعة بعد سنوات من النكران، وبات ينشط في شكل مكشوف بروسيا، وهو ما يعكس تنامي نفوذه، ومن ثم زيادة انتهاكات مجموعته.
هذا وعملت مجموعة فاغنر – وفق بحث أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية – في حوالي 30 دولة منذ ظهورها وحتى الآن، كما أن لديها معسكرات تدريب في روسيا.
ما هي العقوبات التي تخضع لها فاغنر؟
في عام 2017، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مجموعة “فاغنر” أضافتها وزارة التجارة إلى قائمة الكيانات الخاصة بمراقبة الصادرات ردا على مزاعم بأنها كانت تؤجج العنف في شرق أوكرانيا.
وفي عام 2020، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على بريغوجين بسبب “تعزيز النفوذ الخبيث لروسيا” في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وفرضت الولايات المتحدة مزيدا من العقوبات على بريغوجين في عام 2021 لتدخله المزعوم في الانتخابات الأميركية.
وقالت وزارة الخزانة بعد غزو أوكرانيا، إنه واجه المزيد من القيود بسبب دوره في “تمويل” بوتين.