النظر في قضية إسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا
وافقت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على النظر في قضية إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية فوق أوكرانيا عام 2014.
وتتعلق القضية بشكاوى قدمتها أوكرانيا بشأن النزاع في شرقي البلاد الذي بدأ في عام 2014 ضد انفصاليين موالين لروسيا وقضت المحكمة بأن غالبية الشكاوى المقدمة من حكومة أوكرانيا مقبولة.
لكن مراقبين يرون أنه في ضوء انسحاب روسيا في سبتمبر الماضي من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان فإن القضية معقدة ويمكن أن تستمر لسنوات.
نوفمبر الماضي.. محكمة هولندية تدين ثلاثة متهمين في سقوط الطائرة الماليزية 2014
وتحطمت طائرة بوينغ 777 عندما أصابها الصاروخ فوق شرق أوكرانيا الخاضع لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو، وكانت الطائرة متجهة من أمستردام إلى كوالالمبور.
وفي أكتوبر 2015، خلص تحقيق استمر 15 شهرًا حول لغز حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الماليزية فوق الأراضي الأوكرانية، إلى أنها أسقطت بصاروخ روسي الصنع على الأرجح.
وقال محققون هولنديون إن الصاروخ الذي استخدم من طراز BUK، وإنه أطلق من شرق أوكرانيا الذي كان يسيطر عليه الانفصاليون الموالون لروسيا.
وأضاف المحققون أن التحقيق، الذي شاركت فيه خمس دول، بني بشكل رئيسي على الشظايا التي عثر عليها في قمرة القيادة.
وصرح مدير مجلس السلامة الهولندي، تجيبي غوسترا، حينها قائلا إن “الطائرة الماليزية تحطمت في 17 يوليو 2014 نتيجة انفجار صاروخ عند الجانب الأيسر من قمرة القيادة، ما أدى إلى فصل قمرة القيادة عن الطائرة”. وقد حصد الحادث أرواح جميع ركاب الرحلة MH17 الـ298 ومعظمهم هولنديون.
وعُقدت المحاكمة في هولندا لأن 196 من الضحايا كانوا هولنديين.
وتشكل المحاكمة نهاية مسعى طويل لتحقيق العدالة لأقارب الضحايا الذين قدموا من عشر دول وبينهم 196 هولنديًا و 43 ماليزيًا و 38 أستراليًا. وقال ايفرت فان زيتفيلد الذي فقد ابنته فريدريك (19 عاما) ونجله روبرت جان (18 عاما) وزوجيهما لفرانس برس “يجب على المجتمع الدولي ملاحقتهم”.
وخلال المحاكمة، اعتمد الادّعاء بكثافة على سجلات المكالمات الهاتفية وبيانات الاتصالات التي يُقال إنها أكدت وجود المشتبه بهم قرب موقع إطلاق الصاروخ أو في مراكز اتخاذ القرار.
واستخدم الادّعاء أيضًا شهادات بما فيها شهادة انفصالي سابق انهار خلال وصفه لموقع التحطّم حيث رأى “ألعابًا للأطفال مبعثرة”، بالإضافة إلى أدلة فيديو وصور عن تحركات الصاروخ.
وتم الاستشهاد بمواد الطب الشرعي، بما فيها شظايا عُثر عليها في أجساد ضحايا، لإثبات استخدام صاروخ بوك لإسقاط الطائرة.
ويقول الادّعاء إن غيركين، وهو جاسوس روسي سابق أصبح ما يسمّى بوزير دفاع جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية، قد ساعد في تأمين وصول نظام الصواريخ.
وانتقد غيركين مؤخرًا أداء الجيش الروسي في الحرب، وتفيد معلومات أنه تطوع للقتال في أوكرانيا، ما أثار أملا لدى بعض أقارب ضحايا تحطم الطائرة في توقيفه وإرساله إلى هولندا.
وتفيد معلومات أن دوبينسكي، الذي يرتبط على ما يبدو بالاستخبارات الروسية، كان رئيسًا للاستخبارات العسكرية للانفصاليين وكان مسؤولاً عن إصدار الأوامر بشأن الصاروخ.
ولفت الادّعاء إلى أن بولاتوف، هو جندي روسي سابق في القوات الخاصة، وخارتشينكو الذي يُقال إنه قاد وحدة انفصالية، كانا مرؤوسَين لعبا دورًا مباشرًا أكثر في ايصال الصاروخ إلى موقع الإطلاق.
وبعد ثماني سنوات على المأساة المروعة، أصبحت المنطقة التي تحطمت فيها طائرة “أم أتش 17” واحدة من ساحات القتال الرئيسية في الحرب الروسية المستمرة منذ تسعة أشهر في أوكرانيا.