احتدام الصراع على باخموت في انتظار الأسلحة الغربية التي ستقلب الموازيين
- تحاول كييف حث الغرب على توفير قوة نارية بعيدة المدى لمواجهة وابل الصواريخ
- دبابات القتال الرئيسية يمكن أن تغير الديناميكيات
يحتدم الصراع بين القوات الروسية والأوكرانية على مدينة باخموت، هذه المدينة الأوكرانية التي كان عدد سكانها قبل الحرب 70 ألف نسمة، بعضاً من أكثر المعارك ضراوة في الحرب المستمرة منذ 11 شهراً، وللمدينة أهمية رمزية لكل من روسيا
وأوكرانيا، لكن محللين عسكريين غربيين يقولون إنه ليست لها أهمية استراتيجية تذكر.
وقال دينيس بوشلين الذي نصبته روسيا رئيساً على المناطق التي تسيطر عليها في مقاطعة دونيتسك التي أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر (أيلول) الماضي، إن القتال يدور في أحياء باخموت التي كانت تسيطر عليها أوكرانيا من قبل.
تشدد القوات الروسية المدعومة بمئات من مرتزقة فاغنر قبضتها على مدينة باخموت منذ أسابيع، لكن الوضع في المدينة يبدو منذرا بالخطر بشكل خاص في الأيام الأخيرة.
خريطة توضيحية لمنطقة باخموت
وتحاول كييف حث الغرب على توفير قوة نارية بعيدة المدى لمواجهة وابل الصواريخ الروسية المستمر، لكن هذا لا يبدو قريب المنال، حتى مع زيادة الدعم الغربي مؤخرا إلى درجة التعهد بتقديم دبابات حديثة، مثل أبرامز الأمريكية وليوبارد الألمانية.
وأعلنت روسيا الأحد الاستيلاء على قرية أخرى في منطقة باخموت في الوقت الذي تحاول فيه قواتها تطويق المدينة وإجبار الأوكرانيين على التراجع.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا بحاجة إلى أنظمة أسلحة متقدمة مثل نظام الصواريخ التكتيكية للجيش الأمريكي، أو ATACMS، لمواجهة الضربات الروسية التي تقتل المدنيين الأوكرانيين.
وقال زيلينيسكي إن الصواريخ الدقيقة ستسمح لكييف باستهداف أنظمة الأسلحة الروسية طويلة المدى، مضيفا “سيكون من الممكن وقف هذا الإرهاب الروسي إذا استطعنا ضمان صواريخ مناسبة لجيشنا حتى لا يشعر الإرهابيون بالإفلات من العقاب”.
وتقلق الولايات المتحدة من أن كييف قد تستخدم في النهاية أسلحة أمريكية طويلة المدى لضرب أهداف داخل روسيا نفسها، مما يزيد من خطر تصاعد الحرب إلى صدام مباشر بين الغرب وروسيا.
وتأتي دعوات أوكرانيا للحصول على مزيد من الأسلحة في الوقت الذي تنتظر فيه البلاد تسليم دبابات القتال الرئيسية التي وعد بها العديد من الحلفاء الغربيين، وتسعى روسيا للحصول على أراض في باخموت وحولها.
ويقول مسؤولون وجنود أوكرانيون إنهم يأملون في أن يمنحهم ضخ عربات مدرعة من الحلفاء الغربيين القوة النارية التي يحتاجونها لكسر الجمود.
ويقول تقرير ثان لوول ستريت جورنل إن أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون يراهنون على أن الأسلحة الجديدة – بما في ذلك دبابات القتال الرئيسية يمكن أن تغير الديناميكيات في حرب تقترب من ذكراها الأولى.
وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته القوات الروسية في الآونة الأخيرة، قالت القوات الأوكرانية إنها لم تر مؤشرات تذكر حتى الآن على أن قادتها يستعدون للانسحاب من باخموت.
وقال قادة كتائب دبابات إنهم ينتظرون “بفارغ الصبر تسليم الدبابات الغربية التي قالوا إنها قد ترجح كفة المعركة لصالح أوكرانيا”.
ومن شأن تكنولوجيا الرؤية الليلية الحديثة للدبابات الغربية أن تمنحها قدرة قتالية ليلية لا تمتلكها دبابات أي من الجانبين حاليا، وفقا للصحيفة.
وفيما تحاول روسيا السيطرة على باخموت، تتقدم القوات الأوكرانية نحو كرمينا، التي ستضمن موطئ قدم في منطقة لوهانسك التي تقع بالكامل تقريبا في أيدي الروس والسيطرة على طريق إمداد رئيسي من الأراضي الروسية إلى مدن جنوبا.
ويقول الجنود الأوكرانيون الذين يقاتلون حول كريمينا للصحيفة إنهم يكافحون من أجل التقدم مع عدم كفاية المركبات المدرعة لحمايتهم أثناء شن هجماتهم.
ونقلت الصحيفة عن قائد سرية أوكرانية قوله إن “الروس يعيدون تجميع الصفوف، لهذا تشكل المدرعات مكونا حاسما بالنسبة للأوكرانيين”.
أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون يراهنون على أن الأسلحة الجديدة بما في ذلك دبابات القتال الرئيسية يمكن أن تغير الديناميكيات في حرب تقترب من ذكراها الأولى.
وقدمت كل من بريطانيا وبولندا تعهدات ملموسة، ومن المتوقع أن تحذو دول أخرى حذوها. ووصف بعض المعلقين هذه الخطوة بأنها “عامل تغيير” محتمل.
يأمل المسؤولون الأوكرانيون أن تتمكن أوكرانيا من شن هجوم في أقرب وقت هذا الربيع. ويعتقدون أن هناك فرصة سانحة في الوقت الذي تعاني فيه روسيا لتجنيد وإعادة بناء قواتها المنهارة، وتجديد إمداداتها المتضائلة من الذخيرة.
ونجحت أوكرانيا في إثبات أن المشككين في الماضي كانوا على خطأ – لكنها لا تزال بحاجة إلى المزيد من الدعم الغربي لتحقيق هدفها بطرد القوات.