زلزال تركيا.. جهود المنقذين تتحدى الزمن في البحث عن ناجين تحت الأنقاض
في اليوم الرابع من كارثة زلزال تركيا وبينما تواصل فرق البحث والإنقاذ عملها في المقاطعات العشر المنكوبة تتضاءل فرص العثور على أحياء تحت الأنقاض، في وقت باتت الكوارث التي تزامنت مع الزلزال المدمر وتبعته تقطع سبل الوصول وخروج العائلات ومجال تحرك عمال الإنقاذ، وخاصة من مدينتي أنطاكيا وكهرمان مرعش، مركز الزلزال.
وارتفع عدد الضحايا في آخر الإحصائيات الرسمية، الخميس، إلى أكثر من 14 ألفا وعدد المصابين إلى 67 ألفا، وأن قرابة 25 ألف من أفراد البحث والإنقاذ يعملون في منطقة زلزال تركيا وإلى جانبهم هناك 5 آلاف و709 فرد من الفرق القادمة من الخارج.
وفي حين أعلنت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ “آفاد” انتهاء جهود فرقها في مدينة شانلي أورفة، تتجه جميع الجهود في الوقت الحالي إلى كهرمان مرعش وأنطاكيا، المدينتان اللتان تعرضتا للكم الأكبر من الأضرار، فيما “لا يتخيل أي عقل الأوضاع التي حلت بهما”، حسب كلمات الشاب أيهم، الذي توجه إلى هناك، قبل يومين لنقل عائلته الناجية.
وكانت الحكومة التركية قد أعلنت رفع حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، وطلبت مساعدة دولية، فيما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان بعد ساعات “حالة طوارئ” في المقاطعات العشر المنكوبة.
ولم يسفر الزلزال عن انهيار مبانٍ بأكملها على رؤوس ساكنيها، بل خلّف حالة من الشلل الكامل في الساعات الأولى، بعدما تضررت مطارات الولايات الجنوبية، ليقتصر الوصول إلى هناك على طرقات البر، ومن خلال البحر، إذ أعلنت وزارة الدفاع التركية دخول عدة سفن تتبع لها على الخط، من أجل إسعاف المصابين.
في المقابل وعلى مدى الأيام الثلاثة الماضية حشد متطوعون أتراك وسوريون في جميع أنحاء البلاد لمساعدة الضحايا والمنكوبين، بما قد يسد وبشكل أولي تداعيات الفاجعة التي باتوا يعيشون فيها.
ولاسيما أن الكارثة الحاصلة لم تستهدف مدينة واحدة أو اثنتين بل توسعت رقعتها الجغرافية، لعشر مقاطعات، وهو ما ضاعف من تداعياتها، وأخّر وصول الدعم الفوري، من جانب عمال البحث والإنقاذ.
وكان ارئيس التركي قد وصل إلى المناطق المنكوبة بالزلزال، الأربعاء، وتعهد باتخاذ “جميع الخطوات الضرورية” و”توحيد الدولة والأمة”، وأعلن من منطقة كهرمان مرعش أنه تم تحديد ميزانية من قبل وزارة الخزانة والمالية للمتضريين، وأنه سيتم تسليم 10 آلاف ليرة لكل أسرة منكوبة.
ونقلت وسائل إعلام تركية، الخميس، عن ميقداد كادي أوغلو، عضو هيئة التدريس في هندسة الأرصاد الجوية وأستاذ قسم إدارة الكوارث قوله إن “تدمير المباني العامة والمستشفيات ومباني البلدية يجعل الكارثة غير قابلة للإدارة”.
وأشار كادي أوغلو إلى أن الأحوال الجوية في مركز الزلازل سيئة، موضحا: “يستمر هطول الأمطار في بعض الأماكن، بينما يصبح الطقس متجمدا في الأماكن التي يتوقف فيها هطول الأمطار، مما يزيد من مخاطر انخفاض درجة الحرارة والصقيع”.
“الظروف الطبيعية التي نعيش فيها، الصقيع البارد وانخفاض درجة حرارة الجسم تحدٍ وتعقد هذه الفترة بشكل أكبر، كما أنها تؤثر على العمل والمواصلات في منطقة الكارثة، مما يجعل فرق الإنقاذ والبحث في سباق مع الزمن والبرد”، وفق الخبير.