مأساة إنسانية في مدينة الأتارب بريف حلب
محمود الأورمي أحد الناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير الماضي وراح ضحيته حوالي 42 ألف شخص فيما تضرر نحو 26 مليون شخص بين البلدين.
وفي حديث لأخبار الآن قال الأورمي: “كنت نائماُ في منزلي مع العائلة والذي هو عبارة عن مستودع في بلدة الأتارب عندما حدث الزلازل” بهذه الكلمات بدأ محمود حديثه عن ليلة الكارثة التي تسبب بدمار مئات المنازل شمال سوريا.
وأضاف الأورمي “هذا المستودع أعطاني إياه أحد أهالي الاتارب وسكنت فيه بعد أن تهجرت من قريتي الأصلية أورم الكبرى شمال حلب.
وأشار محمود في حديثه عن ليلة الزلزال بالقول “في تلك اللحظة أيقظتني زوجتي وهي تبكي وتصرخ وكانت الأرض تهتز بقوة، خلال فترة زمنية تعادل ثواني قصيرة انهار المبنى وصرنا جميعنا تحت الأنقاض.
ولفت “كان نصف جسدي تحت الأنقاض ورأسي قد شج وبدأ ينزف، ناديت لأولادي وكنت أسمع صوت ابني أحمد فقط“.
وأكمل الأورمي: “بداية ظننت أن باقي أولادي وزوجتي قد خرجوا من المنزل لكن بعد الزلال عرفت بأنهم بقوا تحت الانقاض، ناديت كثيرا لزوجتي “عديلة” لكنها لم تجبني“.
وأشار إلى أن المطر كان قويا جدا والليل حالك وكانت لحظات قاسية جدا ومرعبة، بعد مايقارب العشر ساعات تمكنت فرق الدفاع المدني والإنقاذ من استخراج زوجتي الحامل وأطفالي الأربع أموات، وبقي عندي طفل وطفلة رضيعة تعالج في المستشفى.
وكشف فريق “منسقو استجابة سورية” في بيان أن الزلزال المدمر تسبب في نزوح 153,893 نسمة (30,796 عائلة) من المناطق المتضررة في شمال غرب سوريا.
وأشار الفريق، أن عدد المنازل المدمرة بشكل كلي وصل إلى 1123 منزلاً، مع وجود 3484 منزلاً عرضة للسقوط، وأوضح أن عدد المنازل غير الصالحة للسكن نتيجة الأضرار المختلفة تقدر بنحو 13,733 منزلاً، في حين ظهرت التصدعات على 9,637 منزلاً.
وبلغ عدد الأفراد المتضررين حتى الآن من الزلزال 853,849 نسمة، تركز معظمهم في المناطق المنكوبة “حارم، جنديرس، سلقين، أرمناز، عزمارين، الأتارب“.
وبلغت إحصائية ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا، بعد مقاطعة الإحصاءات مع أغلب الجهات الطبية، 2274 حالة وفاة، وأكثر من 12400 إصابة.
وواصلت فرق الدفاع المدني عمليات البحث تحت الأنقاض وفتح الطرقات المغلقة وإزالة المخاطر في مناطق شمال غربي سورية، بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة.
ووثق فريق الدفاع المدني انهيار أكثر من 550 مبنى، بينما تضرر بشكل جزئي أكثر من 1570 مبنى وآلاف المباني والمنازل تصدعت في عموم المناطق التي ضربها الزلزال.