“الوقت اليوم ليس للحوار”.. ماكرون يشدد على ضرورة دعم أوكرانيا
تعهدت باريس وبرلين في ميونخ تكثيف الدعم العسكري الذي تطالب به أوكرانيا بشدة حتى تتمكن من صد الغزو الروسي، فيما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الوقت الآن “ليس للحوار”.
بعد نحو عام من بدء الحرب وعشرات الآلاف من الضحايا على الجانبين، لا تلوح في الأفق بوادر تهدئة على جبهات القتال المحتدم خصوصًا في باخموت، وتبدو فرص التوصل لحل دبلوماسي شبه منعدمة.
وقال ماكرون في مؤتمر الأمن في ميونخ في ألمانيا: “يجب بالتأكيد أن نكثف دعمنا وجهودنا لدعم صمود الأوكرانيين شعباً وجيشاً وتمكينهم من شن هجوم مضاد سيتيح وحده مفاوضات ذات صدقية بشروط تختارها أوكرانيا وسلطاتها وشعبها”.
واعتبر الرئيس الفرنسي أنّ “الوقت اليوم ليس للحوار”، بعدما حاول لفترة طويلة الحفاظ على قنوات تواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما عرضه أحياناً لانتقادات شديدة من دول أوروبية، ومن أوكرانيا نفسها.
وبينما يخشى حلف شمال الأطلسي (ناتو) من هجوم روسي واسع النطاق، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس الدول القادرة على إرسال دبابات قتالية إلى أوكرانيا إلى أن “تفعل ذلك الآن”، في تصريح انتقادي غير معتاد منه.
بعد الضغط عليه من جهات عدة لمنح كييف دبابات ليوبارد 2 ألمانية الصنع، أعطى المستشار الضوء الأخضر في نهاية كانون الثاني/يناير لتسليم دبابات من مخزون الجيش الألماني وسمح لدول أوروبية أخرى بإعادة تصدير دبابات إلى أوكرانيا.
لكن المحادثات اللاحقة مع شركاء الناتو لم تفض حتى الآن إلى جمع العدد اللازم لتشكيل كتيبة دبابات كاملة، أي حوالي ثلاثين آلية من أحدث طراز.
“تسريع” الدعم
كما أكد الزعيمان مجددًا على أنهما سيدعمان الأوكرانيين مع حلفائهما “طالما كان ذلك ضروريًا”.
من جهته، حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة عبر الفيديو قادة العالم على “تسريع” تسليم الدعم العسكري.
وقال زيلينسكي أمام مؤتمر ميونخ للأمن “نحتاج إلى السرعة. سرعة في إبرام اتفاقاتنا، سرعة في الإمدادات لتعزيز معركتنا، سرعة في القرارات للحد من القدرة الروسية. لا بديل عن السرعة لأن عليها تعتمد الحياة”. وأضاف “لا بديل عن انتصار أوكرانيا. لا بديل عن أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي. لا بديل عن أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي”.
كما حذّر من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يوسع هجومه ليشمل دولا أخرى من الكتلة السوفياتية السابقة.
وشدد الرئيس الفرنسي على أنه “لا يمكن لروسيا ويجب ألا تكسب هذه الحرب ويجب أن يفشل العدوان الروسي، لأننا لا يمكن أن نقبل الاستهانة باللجوء غير المشروع إلى القوة، وإلا فإن الأمن الأوروبي بأكمله، والاستقرار العالمي بشكل عام سيصبح موضع تساؤل”.
يخشى الحلفاء الغربيون أن يتحول الغزو في أوكرانيا إلى حرب استنزاف.
في هذا الصدد، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مقابلة مع فرانس برس، “يجب أن نكون مستعدين للأمد الطويل، قد تستمر لسنوات عديدة جدا”.
عقوبات جديدة
تدعم الدول الغربية أوكرانيا بالأسلحة وبفرض عقوبات اقتصادية على روسيا.
في هذا السياق، تستعد واشنطن وحلفاؤها لاعتماد “حزمة كبيرة جديدة من العقوبات، بحدود يوم 24 شباط/فبراير”، وهو موعد الذكرى السنوية لبدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، حسب ما ذكرت الخميس نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند.
ويلتقي وزراء خارجية دول مجموعة السبع على هامش المؤتمر ميونيخ.
وفرض الحلفاء عقوبات صارمة على روسيا منذ غزوها لأوكرانيا، طاولت أعلى مستويات الدولة الروسية، وكذلك الصناعة والبنوك وقطاع النفط.
ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 150 مسؤولا حكوميا في المؤتمر السنوي الذي يستمر ثلاثة أيام والمخصص لقضايا الأمن الدولي.
ومن بين المشاركين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ الذي سيترك منصبه في الخريف.
من المتوقع أن تُبحث التوترات بين الولايات المتحدة والصين التي تفاقمت بسبب تحليق منطاد تجسّس صيني فوق الأراضي الأمريكية.