مسلحو داعش وعائلاتهم في سوريا والعراق “قنابل موقوتة” تهدد العالم
- شميمة سافرj إلى سوريا عام 2015
خسرت شميمة بيغوم الاستئناف الذي رفعته ضد الحكومة البريطانية على قرار سحب جنسيتها، مما يعني استمرار منعها من العودة إلى المملكة المتحدة.
وغادرت بيغوم، 23 سنة، البلاد، وهي لا تزال مراهقة إلى سوريا بهدف الانضمام إلى تنظيم داعش.
من هي شميمة بيغوم؟
شميمة هي واحدة من ثلاث مراهقات من شرق لندن سافرن إلى سوريا عام 2015 لدعم تنظيم داعش.
وولدت بيغوم في المملكة المتحدة لوالدين من أصول بنغالية، وكانت تبلغ من العمر 15 سنة عندما غادرت البلاد.
المملكة المتحدة نزعت عنها الجنسية، وبموجب قانون الجنسية البريطانية الصادر عام 1981 الذي تم تعديله عام 2006، يمكن حرمان أي شخص من الجنسية إذا كان ذلك «من أجل المصلحة العامة»، وإذا كان الشخص المقصود يمكنه الحصول على جنسية أخرى.
ما موقف بريطانيا من إرهابيي داعش العائدين وعائلاتهم؟
لقد عمدت المملكة المتحدة إلى تجريد شميمة من الجنسية، الأمر الذي اعتبر مخالفاً للقوانين الدولية، لأنها لم تفكر يوماً في امتلاك جواز سفر والديها القادمين من بنغلاديش.
وقال مدير مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات البريطاني الخارجي «إم أي 6» ريتشارد باريت: «إن بريطانيا لا تفكر حتى في استعادة الأطفال»، فهم يرفضون الجميع.
الجنسية هي حالة قانونية، فإذا كان شخص ما يحمل الجنسية البريطانية على سبيل المثال، يكون لديه الحق القانوني في الإقامة في المملكة المتحدة، ويمكنه أيضا الحصول على خدمات الرعاية الاجتماعية، والتعليم، والرعاية الصحية. كما يمكنه التصويت في الانتخابات البريطانية أيضا.
كما تعتبر الجنسية هوية الشخص الذي يحملها، إذ تشارك إلى حدٍ كبير في إمداد حاملها بالإحساس بالذات والانتماء.
وهناك ممن لا يحملون الجنسية البريطانية من لهم الحق القانوني في الإقامة في المملكة المتحدة والاستمتاع بجميع الحقوق القانونية التي تترتب على ذلك، وهم من يتمتعون بحق “الإقامة”.
قنابل موقوتة
ترى دول أوروبية أن عمليةَ إعادةِ عائلاتِ مسلحي داعش من المخيماتْ تعد تهديداً لأمنها القومي ويشبه بعض مسؤولي الاستخبارات في تلك الدول عائلات مسلحي داعش بالقنابل الموقوتة التي يمكن أن تنفجر في حال عودتها إلى البلاد.
وتؤكد غالبية الدول أنهُ ليس عليها أي التزامٍ قانوني بإعادةِ أولئكَ الذين عبروا الحدود بطريقةٍ غير شرعية وانضموا إلى جماعاتٍ إرهابية.
من جهتها، تؤكد القيادة المركزية الأمريكية ضرورة أن تعيد الدول المعنية بملف عائلات داعش رعاياها من مخيمي الهول وروج في شمال وشرقي سوريا، وأن تقوم بإعادة تأهيلهم ودمجهم في مجتمعاتهم الأصلية، خشية ظهور جيل جديد من تنظيم داعش، فالكثير من زوجات مسلحي داعش يقمن بزرع أفكار التنظيم السوداء في أذهان الأطفال لضمان استمرار معتقدات التنظيم.
وتعتبر واشنطن أن استعادة أوروبا لعائلات عناصر داعش هي أفضل وسيلة لمحاربة الإرهاب، لأن بقاءهم في سوريا والعراق يفتح الباب أمام إعادة تدويرهم في تنظيمات إرهابية أخرى في آسيا وأفريقيا.
وأفاد “برنامج مراقبة التطرف” التابع لجامعة جورج واشنطن في تقرير سابق أن أكثر من 300 مواطن أمريكي قد سافروا إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف “داعش”، عاد منهم 12 إلى الولايات المتحدة مرة ثانية.
كما أعادت فرنسا الشهر الماضي، بضغط من منظمات إنسانية وعائلات، 15 امرأة و32 طفلا كانوا معتقلين في مخيمات يحتجز فيها إرهابيون وعائلاتهم في شمال شرق سوريا، لتضع بذلك حداً نهائياً لسياسة درس كل حالة بمفردها التي كانت تتبعها قبل اتخاذ قرار باستعادة مواطنيها في سوريا أم لا.
وتؤكد قرارات “مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”، بما فيها القرار 2396 لعام 2017، على أهمية مساعدة النساء والأطفال المرتبطين بجماعات مثل داعش والذين قد يكونون أنفسهم ضحايا للإرهاب، بما فيه من خلال إعادة التأهيل وإعادة الإدماج.
لطالما كان مخيم الهول شمال شرق سوريا هو الأكثر رعبا في المنطقة بسبب اعمال العنف التي حصلت فيه يبلغ تعداد قاطني هذا المخيم حوالي 50 الف شخص من جنسيات عربية واجنبية مختلفة، وأغلب القاطنين هم من النساء والاطفال، وهي الفئة الأكثر تعرضا للعنف في هذا المخيم الكبير المرعب.
خريطة توضح حدود الهول حيث يقع أكبر مخيم يضب عناصر وعائلات داعش
تسارعت وتيرة العنف في المخيم، حيث شهد حالات قتل عديدة أكثرها كان للنساء بطرق بشعة بحسب سجلات ‘دارة المخيم تم تسجيل 36 جريمة قتل أغلبهم من النساء منذ مطلع العام 2022 وحتى نهايته، فيما يعيش الأطفال ظروفا غير إنسانية.