علي محمد راجي ساعد في شن هجمات مخططة في كينيا والصومال
- هجمات جماعة الشباب قتلت آلاف الأبرياء
- جماعة الشباب تخوض منذ نحو 15 عاما تمردا عنيفا
5 ملايين دولار، رصدها برنامج “مكافآت من أجل العدالة” الأمريكي، الثلاثاء، وذلك مقابل الإدلاء بمعلومات تساعد في العثور على القيادي في منظمة الشباب الإرهابية، كبير المتحدثين باسمها، علي محمد راجي.
وقال البرنامج، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، إن راجي قائد بارز في جماعة الشباب، ساعد في شن هجمات مخططة في كينيا والصومال.
وأشار البرنامج إلى أن هجمات جماعة الشباب قتلت آلاف الأبرياء، بينهم مواطنون أمريكيون، في الصومال والدول المجاورة.
وخصصت وزارة الخارجية رقما للتواصل في حال امتلاك أي شخص معلومات عنه، مضيفة “قد تكون مؤهلا لمكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار”، مؤكدة أن “الخصوصية مضمونة”.
140 قتيلاً من جماعة الشباب
وتتصاعد وتيرة العمليات العسكرية التي تشنها قوات الجيش والأمن التابعة للحكومة الفيدرالية وقوات الولايات بمساعدة المقاتلين العشائريين (معويسلي) والولايات المتحدة في ولاية هيرشبيلي وغلمدوغ، منذ انطلاق الحرب الشاملة ضد جماعة الشباب المصنفة إرهابيةً في أغسطس 2022، بعد أشهر من تنصيب الرئيس حسن شيخ محمود.
وتمكنت القوات الحكومية وحلفاؤها من القضاء على المئات من عناصر جماعة الشباب في محافظات وسط البلاد، في ولايتي؛ هيرشبيلي وغلمدغ، وتخطط الحكومة لفتح جبهات أخرى لتحرير البلاد بشكلٍ كامل من الجماعة الإرهابية.
وشهدت الأيام الماضية عمليات عسكرية ناجحة للقوات الحكومية، أسفرت عن قتل ما يزيد عن 140 من مقاتلي جماعة الشباب في مناطق متعددة في ولاية هيرشبيلي، في وسط البلاد، واستسلام 14 من عناصر الجماعة للجيش. وفي عملية وصفها قادة عسكريون بدلالة على يأس الجماعة الإرهابية، هاجمت الجماعة مصابين من مقاتلي العشائر في هجوم على مقرّ إيوائهم في منزل بمديرية عبد العزيز في إقليم بنادر، وقتلت 10 منهم.
الشباب تقتل مصابي قوات العشائر
كشف وزير الشؤون الداخلية في ولاية هيرشبلي، عبدي ضاهر جور (كارور)، عن حصيلة ضحايا هجوم شنته جماعة الشباب الإرهابية على منزل في مديرية عبد العزيز في محافظة بنادر، التي تقع فيها العاصمة مقديشو، مساء أمس الثلاثاء.
وخلف الهجوم الذي استهدف منزلاً يأوي عدداً من مصابي مقاتلي العشائر المحلية (معويسلي)، الذين أصيبوا في المعارك ضد الشباب في إقليم هيران بولاية هيرشبيلي، 10 قتلى من مصابي الميليشيات العشائرية، من بينهم الطبيب الذي كان يعالجهم. وأصيب 7 آخرين، من بينهم 4 من القوات الأمنية.
بدأ الهجوم بتفجير انتحاري في مدخل المنزل، ثم اقتحم أربعة من الإرهابيين المنزل، وقتلوا المصابين. واستجابت قوات الأمن التي كانت قريبة من الموقع للهجوم، وتمكنت بعد قتال لمدة 6 ساعات من قتل عناصر الشباب.
وألقى الوزير كارور باللوم على مسؤولي الأمن في منطقة بنادر، لضعف الحماية لمصابي العمليات العسكرية من ولايته، في المنزل الذي استهدفه الهجوم.
مدغ: 80 قتيلا واستسلام 14
وأعلن الجيش الصومالي الثلاثاء الماضي عن مقتل 80 على الأقل من مقاتلي جماعة الشباب وجرح آخرين، وقعوا في الأسر، بعد هجوم على مخبأ للمقاتلين في منطقة “شبيليو” بإقليم مدغ، في ولاية غلمدوغ. وبحسب البيان استسلم 14 من عناصر جماعة الشباب للجيش الوطني، معلنين أنّهم تعرضوا للتضليل من الجماعة.
واستهدفت العملية العسكرية مخبأ للشباب، وبعد قتال لمدة 10 ساعات، تم تحرير المنطقة، بمشاركة القوات الخاصة في الجيش “دنب”، ومقاتلي الدراويش التابعين لولاية غلمدوغ ومقاتلين محليين، إلى جانب الدعم الجوي من الولايات المتحدة.
2022 الأكثر حصدًا للضحايا المدنيين في الصومال
والأسبوع الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن العام 2022 كان الأكثر حصدا للضحايا المدنيين في الصومال منذ 2017، وذلك خصوصا بسبب تزايد هجمات جماعة الشباب الإرهابية.
وجاء في تقرير قدّمه الأمين العام إلى مجلس الأمن الدولي أن “الهجمات المستمرة التي تشنّها جماعة الشباب، التي نجمت عنها انتهاكات لحقوق الإنسان وأعمال عنف على صلة بالنزاع وارتفاع حاد في أعداد الضحايا المدنيين، تثير القلق”.
وقال غوتيريش إنه خلال الفترة التي تناولها التقرير، الممتدة من أواخر أغسطس 2022 وحتى أوائل فبراير، سجّلت بعثة الأمم المتحدة في الصومال قفزة وصلت نسبتها 153 بالمئة في حصيلة الضحايا المدنيين التي بلغت 1059 ضحية، من بين هؤلاء 382 قتيلا، سقطوا بغالبيتهم في هجمات نُسبت إلى جماعة الشباب.
وتابع غوتيريش “الزيادة في أعداد الضحايا تجعل من 2022 العام الأكثر دموية للمدنيين في الصومال منذ 2017”.
وخلال الأشهر الأخيرة استعاد الجيش الصومالي ومليشيات من العشائر المحلية مناطق عدة من جماعة الشباب في عملية نفّذت بإسناد من القوات الأمريكية، التي شنّت غارات جوية وبمؤازرة قوة من الاتحاد الأفريقي.
لكن الجماعة التي تخوض منذ نحو 15 عاما تمردا عنيفا ضد الحكومة المركزية الضعيفة، لا تزال تسيطر على مناطق ريفية وتواصل تنفيذ ضربات انتقامية.