رياضيو أوكرانيا: ظروف تدريب صعبة وغضب إزاء مشاركة محتملة لروسيا في الأولمبياد
يحمل الغطاس الأوكراني ستانيسلاف أوليفيرتشيك بفخر اسم جده الراحل الذي قضى في ماريوبول. القوات الروسية حولت المدينة الساحلية الأوكرانية آنذاك إلى ساحة قتال عندما استولت عليها. وكان مركز تدريب السباحة المعروف في مايروبول ضحية أخرى للحصار الروسي الذي استمر لأشهر.
كان أوليفيرتشيك قد خطط لاستخدام المجمع الرياضي الذي تم تجديده كمركز تدريب له من أجل المشاركة في أولمبياد باريس 2024. لكن المركز في ماريوبول تدمر بسبب القصف الروسي.
لذلك، لا يتطلب الأمر خيالاً واسعًا لفهم سبب مخاوف أوليفرشيك من أنه قد يضطر هو وغيره من الرياضيين الأوكرانيين الذين عانوا من الحرب والغزو الروسي لبلادهم إلى كظم غضبهم والتنافس ضد نظرائهم من روسيا، وحليفتها بيلاروسيا في العام المقبل، ضمن دورة الألعاب الأولمبية.
هل يُسمح لروسيا بالمشاركة؟
تتحدى اللجنة الأولمبية الدولية غضب أوكرانيا وانتقادات دول خرى، في حال سمحت للروس والبيلاروسيين بالعودة إلى الرياضات الدولية وأولمبياد باريس.
وتقول اللجنة الأولمبية الدولية إن مهمتها هي تعزيز الوحدة والسلام – لا سيما عندما يكون الصراع محتدما. كما أنها تحاجج بآراء خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الذين يستندون إلى أسس عدم التمييز، قائلين إنه لا ينبغي منع الرياضيين من روسيا وبيلاروسيا من المشاركة فقط بسبب جنسياتهم.
بالنسبة للرياضيين الأوكرانيين الذين يوجهون أنظارهم نحو أولمبياد باريس، فإن احتمالية اضطرارهم لمنافسة الروس والبيلاروسيين هو أمر بغيض لدرجة أن البعض يقول إنهم لن يذهبوا إذا حدث ذلك.
الشقيقتان مارينا وفلاديسلافا أليكسييفا – اللتان فازتا بالميدالية البرونزية الأولمبية في مسابقة فرق السباحة الفنية في أولمبياد طوكيو عام 2021 – هما من بين أولئك الذين قالوا إنهم سيقاطعون باريس.
ظروف صعبة للتدريب
بالإضافة إلى ذلك، فإن الظروف التي يتدرب فيها الأوكرانيين صعبة جدًا. فقد دمرت الضربات الروسية مراكز التدريب، والغارات الجوية تعطل الدورات التدريبية، والكثير من الرياضيين فقدوا أفرادا من عائلاتهم وأصدقائهم، أو استنزفهم القلق على أحبائهم وأسرهم.
كما أن أهوال الصراع لها أثر على سلامتهم العقلية. تقول أحد الرياضيات الأوكرانيات: “نقرأ الأخبار كل يوم – انفجار، انفجار، صفارات إنذار. نشعر بالتوتر الشديد بسبب خوفنا على أقاربنا”.
وبسبب الغزو الروسي فقد أغلق أيضًا المجال الجوي للبلاد، وأصبح السفر إلى المسابقات الدولية رحلة شاقة، حيث غالبًا ما يضطر الرياضيون إلى السفر في رحلات قطار طويلة إلى بولندا المجاورة، ومن هناك يمكنهم متابعة السفر جوا.